حرشاوي سمية (تصوير الخبر) حرشاوي سمية هي فتاة من مدينة مسعد قدرها ان تصاب بمرض نادر في القلب، و تقول يومية الخبر أن حالتها هي الرابعة عشر على مستوى العالم، و لا يمكن علاجها في مستشفيات وزارة الصحة و إصلاح المستشفيات لتبقى المعنية بكل مأساتها تنتظر منذ سنوات في مقارعة إجراءات بيروقراطية كبيرة في مستشفى مصطفى باشا الجامعي، و لأن سمية ليست قريبة وزير أو ابنه أحد جنرالات الجيش أو حتى ابنة رجل اعمال يتكفل بها بماله الخاص، بقيت تعاني مرارة الألم و الحرمان من تكفل الدولة بها في إحدى مستشفيات الجمهورية الفرنسية الخامسة، أين يمكنها العلاج كما قال اطبائها في مستشفى مصطفى باشا الجامعي. يقول برناردشو: "الوطن ليس هو فقط المكان الذي يعيش فيه الإنسان، بل هو المكان الذي تُكفل فيه كرامته وتُصان حقوقه" . ثلاث سنوات أو اكثر هي عمر هذه المعاناة، و لم يعد مستشفى مصطفى باشا يسعها حتى أصبحت أخيرا نزيلة في مستشفى مدينة مسعد، معاناة لم تجد الرجولة و العدالة في بلاد البترول و الغاز الصخري و في البلد الذي يشتري ملايير الدولارات من الأسلحة و الطائرات لحماية هذا الشعب من الأخطار الخارجية، لم يجد امثال سمية من يحميهم من الخطر الداخلي المتمثل في غياب العدالة، ليبقى ما يكابده المرضى في هذا الفضاء الواسع من ألم و بيروقراطية و موت للضمير و للإنسانية و للإحساس بالواجب من معاناة يكابدها ألفُ ألفٍ من سمية و أمثالها في صمت، و لا ملجئ لهم إلا صفحات الجرائد التي أصبحت لا تثير مهندسي السياسات في بلادنا، "فلا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ، بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ، ماءُ الحَياةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّمٍ، و وَجَهَنَّمٌ بِالعِزِّ أَطيَبُ مَنزِلِ "، و قديما قيل إنك تسمع لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي .