تزحف برجليها على الارض لتذهب الى بيت أقاربهم المجاور، و ترفع يديها الى السماء كأنها تقول للجميع أنها فقدت الأمل فيهم و في مساعدتهم، فذاك مجرد كرسي متحرك يريحها و يريح اختها من عذاب هذا الزحف الذي يجر معه مجتمعا كاملا للإدانة، ادانة ذلك التجاهل لمعاناتهم و حاجتهم رغم فقرهم و إعاقتهم، فكل الأحلام هو ذلك الصعب في امتلاك الكرسي المتحرك. تلك هي قصة عائلة فقيرة بحي سعيفي بمدينة مسعد، يعيش أكبر ابنائها و هم فتاتان مصابتان بالإعاقة منذ الصغر، مع إخوة صغار في حالة من البؤس الشديد، فالبيت الذي يعيشون فيه متهالك جدا و بالكاد يحميهم من حالة التشرد، و حين يقترن ثلاثي الاعاقة و الفقر و الخذلان، تكتمل كل فصول القصة التي تعبّر عن انهيار مجتمعي و انساني و عن غياب كامل لمنظمات المجتمع المدني و للجمعيات الخيرية، و قبلها لكل مسؤول على هاته الحالات و ما أكثرها، و ما أكثر ما تخفيه تلك الجدران البائسة من خيبات هذا المجتمع، و هذه المجالس البلدية الغارقة في صراعاتها، فنحن مدانون جميعا إلى أن يحصل هؤلاء و امثال هؤلاء جميعهم على كراسي متحركة، و ذلك هو كل ما تريده والدتهما التي قالت أنها و أولادها لا تعيش عيشة آدمية، و أنها لا تطالب إلا بكرسي متحرك لابنتيها، و تلك هي أحلام الفقراء.