كانت ساحة "حديقة الحرية" بالجلفة اليوم على موعد هام لأول مرة في تاريخها، حيث تم تنظيم معرض على الهواء الطلق للصور الفوتوغرافية. مبادرة يكفي أنها خرجت من عالم الأفكار إلى عالم الأشياء... يكفي أنها جاءت من الأقوال إلى الأفعال وجسّدتها ... فكان الجواب ما رأيناه لا ما سمعناه وإن حاول البعض التقليل من قيمة المبادرة وإن حاول بعضهم الآخر تهميشها ومحاولة إفشالها لكنه يكفي من ذلك كله أنها جُسّدت ميدانيا وفقط ... رأينا مجموعة من المصورين فاق عددهم العشرين يعرضون أكثر من مئتي صورة ... رأينا جموعا غفيرة وأطيافا بشرية من مختلف الأعمار حضرت إلى الساحة وهذا وحده دلالة كافية على أن المبادرة تكللت بالنجاح ... رأينا في الساحة أيضا إعلاميين من مختلف الإذاعات والقنوات حضروا لتغطية الحدث ... فشكرا لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث ... شكرا لأصحاب الفكرة ... شكرا لمن أرادوا إيصال رسالة بأن الميدان هو الفاصل وليس غيره ... وشكرا للجميع الجميع بدون إستثناء ... وحتى لا ينزعج الإخوة فلا أريد أن أتطاول على أشخاص محترفين عالم الصور الفوتوغرافية لأنه من أساسيات النقد ومبادئه أن يتساوى الناقد مع من ينقد ولست في مستواهم حتى أكون كذلك، ولكن أرجو أن يعتبروا ما سأقوله ملاحظة من محب للتراث ومهتم به ... فمعرض اليوم كانت كانت تنقصه الصور التراثية وهي الصور التي لها علاقة بتاريخنا وهويتنا وواقعنا الحقيقي الذي نحاول بين الفينة والأخرى أن نهرب منه أو أن نفر منه إلى واقع غير واقعنا ... يعني حبذا لو أتحفنا الإخوة في قادم الأيام ببعض مظاهر الحياة الأصيلة في الأرياف وما جاورها من مختلف اللوازم الحياتية التقليدية كالخيام ( البيت ، الترابع ، لوتاد ، الخالفة ، الطريفة ، الفليج ...) وأدوات النسيج ( المنطوة الخلالة القرداش المقزل ....) وبقية اللوازم الحياتية التقليدية ( الشريطة ، الشنبري ، المناجل .... ) ومختلف الملابس (القندورة ، اللحفاية ، البوهريرة ، الطعبي ، البوسكال ، الزمالة ، الحايك ...) ومختلف الألعاب التي تكاد تصبح نسيا منسيا ( لامارين ، البَي ، البوبراي ، القريتة ، القميضة ...