عرضت جمعية رائد الصخر العتيق من قسنطينة في مهرجان الزي التقليدي الجزائري “ملاية” يزيد عمرها عن 60 سنة، هذه القطعة التقليدية التي قال أعضاء الجمعية عنها أنها بعدما كانت ترمز للباس التقليدي لسكان مدينة قسنطينة تسير اليوم نحو الزوال بعد عزوف النسوة عن ارتدائها. في دردشة جمعتنا مع السيدة سهيلة عويش عضو بالجمعية، حدثتنا عن الملاية كرمز للباس التقليدي للمرأة القسنطينية، قائلة “لا أملك معلومات كثيرة عن الملاية غير أني قررت البحث في ماهية هذا اللباس التقليدي الذي تميزت به المراة القسنطينية، وحسب بعض ما يتم تداوله من حقائق تاريخية، فإن الملاية كلباس ارتدته المراة القسنطينية بعد وفاة صالح باي، حيث حزنت النسوة عليه وللتعبير عن مدى تأثرهن بفقدانه ارتدين لباسا اسود بعدها تحول الى زي تلبسه المرأة لدى خروجها من المنزل”. وأردفت قائلة “الملاية عبارة عن قطعة واحدة من القماش سوداء اللون تتطلب اتباع طريقة خاصة في خياطته وارتدائها، يستخدم فيها نوعان من القماش قماش خشن للشتاء، وقماش يشبه الشاش للصيف، وعلى العموم لبست الملاية من طرف النسوة وحتى الفتيات مرفقة بالعجار، وعقب الاحتلال الفرنسي بدأت تسجل تراجعا نتيجة تأثر المرأة الجزائرية باللباس الفرنسي، وبعد الاستقلال بدأنا نسجل تراجعا لها خاصة بعدما ظهرت موضة ارتداء الحجاب في أشكال مختلفة، الأمر الذي حصر الملاية على فئة قليلة من النسوة وهن السيدات الكبيرات في السن، واليوم المتجول في مدينة قسنطينة قلما يجد سيدة ترتدي ملاية سوداء لاسيما وان معظم النسوة وضعنها بالخزانة لتدخل في قائمة الأزياء التقليدية التي تسير نحو الزوال”. من جملة الأزياء التقليدية التي برعت حرائر في عرضها القندورة القسنطينية التي أبدعت السيدة صورية بابوري مختصة في اللباس التقليدي بمدينة قسنطينة في عرضها بأشكال وألوان مختلفة... حدثتنا الحرفية صورية عن هذا الزي التقليدي قائلة “الى جانب الملاية تعد القندورة المصنوعة من “الجلوة” الحرة “القطيفة “ واحدة من الأزياء التقليدية التي ترمز للمرأة القسنطينية، وعلى الرغم من التغيرات التي طرأت عليها إلا أنها لا تزال محافظة على خصوصيتها إذ تلتزم العروس القسنطينية بارتدائها يوم عرسها ثم تحتفظ بها لتلبسها في المناسبات السعيدة. من جملة التغيرات التي طرأت على القندورة القسنطينية التقليدية، التنويع في الألوان والتطريز الذي تحمله. تقول الحرفية صورية وتضيف “فيما مضى كانت القندورة القسنطينية الموجهة للعروس ذات لون عنابي وتطرز بالخيط الذهبي إما بالفتلة او المجبود ويشترط أن تكون القندورة ممتلئة بالتطريز الذي يجعلها تبدوا كالتحفة، أما اليوم فمن جملة التغييرات التي أدرجت عليها التنويع في الألوان حيث باتت العروس تختار ما تشاء منها، كما ان التطريز هو الآخر تغير، فلا يخفى عليكم ان ثمن القندورة يقاس بما تحمله من تطريز نظير الجهد الذي تتطلبه، ناهيك عن ان الرشم المنقولة على القندورة هي الآخرى تدخل في تحديد الثمن، وعادة القندورة المصنوعة من المجبود تباع بأثمان باهظة بالمقارنة مع تلك المصنوعة من الفتلة. في تقييمها لواقع القندورة القسنطينية، قالت الحرفية صورية أنها أمضت ما يزيد عن 20 سنة في صناعة القندورة وشهدت كل التغييرات التي أدخلت عليها، غير ان الأكيد هو أنها كزي تقليدي حاضرة بقوة، ولا تزال تعد رمزا للمرأة القسنطينية التي ما فتئت تلبسها في المناسبات السعيدة والأفراح، وكأنها تريد أن تقول ان القندورة باقية ولن تزول كتقليد متوارث يعكس أصالة المراة القسنطينية ومدى تمسكها بعراقتها.