عائلة حكيم بوعيشة هي حالة يعجز الكلام عن وصفها و تتزاحم الكلمات أمامها للبوح بمكنوناتها التي تختصر في معاناة كبيرة قد يصعب على أقوى الرجال تحملها والتفاعل معها ولو لحظات فما بالك باحتمالها لأيام وليالي، هي حالة صعبة بمعنى الكلمة يئن من ورائها والد مهموم صمتا وحيرة و أم مكلومة عاجزة عن مسايرة وضع فلذات أكبادها وهي تراهم أمام أعينها من غير حول ولا قوة لها ينهشهم الفقر وقلة ذات اليد ويأكلهم المرض الواحد تلو الآخر ولا عزاء لهم في ذلك إلا الصبر وتفويض الأمر إلى الملك الجبار الذي لا يظلم عنده أحد. هي إذا معاناة عائلة السيد " بوعيشة حكيم" من مدينة حد الصحاري، "الجلفة إنفو" زارته في بيته بحي 70 سكن الذي حكى لنا بمرارة وأسى والدموع تملء عيناه، رغم حمده لله تعالى على ما أعطاه إياه، معاناة فلذات كبده الثلاثة مع المرض والتي بدأت مع ابنته البكر "سعاد" التي ولدت سنة 2008 وقد تبيّن خلال عامها الأول أنها معاقة حركيا وذهنيا ورغم ذلك قرر الانتقال إلى مدينة أدرار بحثا عن لقمة العيش و علاج فلذة كبده حيث اشتغل هناك عدة أعمال يدوية آخرها "اسكافي" لصناعة الأحذية ومع ميلاد ولده الثاني "محمد عبد اللطيف" المدعو "لطفي" مع سنة 2010 بدأ يظهر عليه ورم صغير في رقبته وهو ما جعله يلجأ إلى علاجه في رحلة بحث شاقة حيث باع كل ما يملك رغم فقره مما اضطر إلى العودة إلى مسقط رأسه "حد الصحاري" وهو الذي بات يتنقل شهريا إلى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة الذي مكث به ابنه مدة شهرين قصد إجراء له عملية جراحية لكنه تم إخراجه فيما بعد و اكتفاء الأطباء هناك بحث الوالد على القيام بإجراء التحاليل الطبية دوريا بغية التأكد من "ارتفاع نسبة الدم" في هذا الورم من أجل إجراء عملية جراحية لكن لا شيء من ذلك تحقق في وقت لا يزال الورم في نمو وتزايد كبير أثر كثيرا على "لطفي" الذي يجد صعوبة بالغة في النوم بسبب حالة الاختناق التي يسببها له وهو أمر حتم على الوالد عدم النوم خلال الليل كله لمراقبة ابنه ما جعله يعجز عن العمل بسبب سهر الليالي رفقة زوجته التي تحمل تعب ابنته البكر "سعاد" التي تحتاج إلى تبديل الحفاظات في كل وقت . اما حالة ابنه "الحاج" فهي معاناة أخرى تضاف إلى كاهل الزوجين الذين أتعبها الجهد والفقر وسوء الحال حيث يحتاج إلى عملية جراحية عاجلة جراء "انتفاخ" الغدة التناسلية باتت عبارة عن ورم. وإضافة لعدم عمل الزوج وفقره و الظروف المرضية المحيطة به فهو لا يملك سكنا حيث يبقى يسكن شقة قدمها له أحد المحسنين مجانا إلى غاية استفادته من مأوى وهو الذي قدم ملفا طلبا للإستفادة منذ سنة 2007 وقام بتجديده سنة 2014 ولايزال ينتظر على أمل النظر إلى معاناته بعين الرأفة والشفقة . في الأخير هل يلتف ابناء ولاية الجلفة المشهورة بالجود والكرم لحالة هاته العائلة التي تدمي القلب و تعصر الفؤاد حزنا وألما والتكفل بهؤلاء الصغار الذين يحتاجون لتدخل طبي عاجل قبل فوات الأوان في وقت كان سكان ولاية أدرار أهلا لاحتضانه وهم الذين مكنوه من كرسي متحرك لأبنته "سعاد" و شراء الحفاظات لها باستمرار؟. وهل يلتفت والي الجلفة "عبد القادر جلاوي" لوضعية هذا الشاب الذي شيبه وضع ابنائه قبل الأوان ومنحه سكنا اجتماعيا يحفظ كرامته وكرامة ابنائه ومن ورائه تكفلا صحيا سريعا لهم يحسب له وهو كما عرفناه أهلا لذلك؟. للتواصل مع الوالد حكيم بوعيشة: 06.63.17.48.58