يفرض الكيان الصهيوني حالة شديدة من التعتيم الإعلامي حول هوية الضحايا الذين لقوا مصرعهم في الهجوم الذي استهدف في ساعة مبكرة من فجر اليوم الاثنين سفن "أسطول الحرية" وسط اتهامات تركية لإسرائيل بإعداد "قائمة الموت" لتصفية بعض النشطاء المشاركين في القافلة المتجهة نحو قطاع غزة في المياه الدولية. وبثت قناة (ستار تي في) التركية فيديو على موقعها يظهر فيه أحد النشطاء، وهو يحمل قائمة بأسماء وصور نشطاء سقطت من الجنود الإسرائيليين أثناء تنفيذ العملية، وهو ما اعتبرته القناة التركيّة "قائمة موت" استهدفت نشطاء بعينهم أثناء الهجوم الإسرائيلي. ومن أبرز المستهدفين الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل، الذي أُصيب بجروح خطيرة خلال العملية التي جرت على بعد 20 ميلاً بحريًا من قطاع غزة، كما أُصيب الدكتور هاني سليمان رئيس البعثة اللبنانية في السفينة. الشيخ رائد صلاح كما أصيب قبطان "السفينة 8000"، التابعة ل "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" بجروحٍ بالغة الخطورة، وقالت مصادر على متن السفينة: إنّ قبطان السفينة، وهو يوناني، يرفض تلقي العلاج في داخل الكيان العبري، ويُصر على تلقي العلاج في بلده اليونان. فيما لم يعرف حتى الآن مصير النائب الكويتي وليد الطبطبائي الذي توجه ضمن وفد كويتي على متن سفينة الركاب (مرمرة) المشاركة في الأسطول. وفي ميونيخ أعلن الناطق باسم دار هانسر، اليوم الاثنين، أنّ هناك عدم وضوح حول صحة الكاتب السويدي المشهور هنيج مانكل. مؤكدًا أنّ المؤلف المعروف عالميًا موجود على متن إحدى السفن المتوجهة إلى غزة، ضمن أسطول الحرية، وقد أفادت دار النشر التي يملكها مانكل، أنّ آخر اتصال تم بينه وبين مساعدته كان يوم الأحد 30 مايو من خلال مكالمة هاتفية عبر الأقمار الاصطناعية وبعدها فُقد الاتصال معه. الكاتب السويدي هنيج مانكل في السياق نفسه، أعلن اتحاد المسلمين باليونان عن انقطاع الاتصال مع رئيس الاتحاد الشيخ "نعيم الغندور" مصري الأصل، والمقيم بالعاصمة اليونانية أثينا منذ ما يقرب من 35 عامًا.وقال عبد الناصر عبد الواحد أمين الاتحاد، إنّ آخر اتصال أجراه الغندور في عرض البحر، كان مع زوجته في الحادية عشر من مساء أمس، وتم بعدها التشويش على الاتصالات ولم يتمكن أحد من الوصول إليه. بينما أفادت أنباء أخرى بأن المصري "أكرم كساب" عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كان متواجداً على متن إحدى سفن القافلة بحسب ما ذكرت صحيفة المصري اليوم . وفي مصر، تسود مخاوف أروقة البرلمان المصري من تعرض نائبيه الدكتور محمد البلتاجي أمين عام الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب ، والدكتور حازم فاروق للخطر . ونقلت صحيفة المصري اليوم عن نجل الأول "عمار" قوله : "إنه تمكن من الاتصال بشاب جزائري كان على السفينة بعد لحظات من الاعتداء الإسرائيلي على الأسطول، ونقل عنه قوله إن "الوالد وعدداً من المشاركين محتجزون في الدور الأرضي للسفينة تحت تهديد الأسلحة الإسرائيلية". وقال عمار البلتاجي : إن شاهد العيان الجزائري أنهى المكالمة سريعا بجملة "إحنا في ضغوط شديدة والسفينة عليها ارتباك وأنا خائف جداً"، لافتاً إلى أن الاتصال الهاتفي الأخير مع والده كان في الثامنة من مساء السبت الماضي. من جانبها، أكدت "فاطمة الزهراء "زوجة الدكتور "حازم فاروق "عضو مجلس الشعب عن دائرة الساحل بالقاهرة، أنه "لم يكن ضمن الشهداء ولا المصابين في حادث الاقتحام الإسرائيلي الوحشي للسفينة التركية، والمرجح أنه تم اعتقاله، لكن ليس لدينا معلومات نهائية حتى الآن". بدورها، طالبت الخارجية المصرية، حكومة الاحتلال الصهيوني إطلاق سراح النائبين بالبرلمان المصري محمد البلتاجي وحازم فاروق، كما ألمحت إلى أن النائبين لم يطلعا الخارجية عن نيتهما في التوجه ضمن المشاركين على متن أسطول الحرية. ووسط تحذيرات من تعرض طاقمها لأي اعتداء، كشفت قناة الجزيرة القطرية عن تواجد طاقم من ثمانية أشخاص على متن الأسطول يضم المراسلون عثمان البتيري، وعباس ناصر، إضافة إلى محمد فال من قناة الجزيرة الإنجليزية، والمصورون علي صبري، وعصام زعتر وأندريه أبو خليل للقناة الإنجليزية إضافة للمنتج بالإنجليزية جمال الشيال، ومراسلة الجزيرة نت وسيمة بن صالح، كما توجد على متن إحدى سفن أسطول الحرية الصحفية المتعاونة مع مدونة الجزيرة توك هيا الشطي. وتحمل "السفينة 8000" على متنها، إلى جانب نواب أوروبيين، طواقم إعلامية كبيرة، هي طاقم راديو ميديا سكاي اليونان، ويب تي في اليونان، تي في إكس إس اليونان، صحيفة إثنوس اليونان، التلفزيون التشيكي الجمهورية التشيكية، تشيك إتس آر الجمهورية التشيكية، إنفو بال إيطاليا، التلفزيون البلغاري بلغاريا. وذلك علاوة على إعلاميين أتراك وروس ومن جنسيات أخرى على متن السفن الأخرى من أسطول الحرية. ويُقل الأسطول 750 مشاركًا من أكثر من 40 دولة ، ومن ضمن المشاركين في الأسطول 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية، إضافة إلى حقوقيين وإعلاميين ونشطاء أتراك وعرب وأوروبيين.