تحت الرعاية السامية للسيد معالي وزير الثقافة وبإشراف السيد والي ولاية الجلفة وبمساهمة إذاعة الجزائر من الجلفة و دار الثقافة "ابن رشد"، انطلقت فعاليات الملتقى الوطني الثاني "الطفل والقراءة" الذي تنظمه مكتبة المطالعة العمومية "جمال الدين بن سعد"، حيث هدف هذا الملتقى الوطني لتسليط الأضواء على واقع القراءة وفضاءات المقروئية الخاصة بالأطفال داخل الجزائر من خلال تشخيص الواقع واستشراف الآفاق، كل ذلك في سبيل المساهمة لإيجاد الحلول الكفيلة لترقية فعل القراءة لدى الأطفال ومن ثم تحسين آداء فضاءات المقروئية الخاصة بالأطفال داخل مكتبات المطالعة العمومية الجزائرية. وقد انطلقت فعاليات اليوم الأول بكلمة للسيد عبد القادر جعلاب مدير الثقافة حيث أشاد بهذا الفعل الثقافي العلمي الهام، وشكر المجهودات التي تقوم بها مكتبة المطالعة العمومية "جمال الدين بن سعد" من أجل تفعيل المشهد الثقافي الخاص بالطفل ودراسته دراسة متأنية، كما قدم السيد ممثل والي ولاية الجلفة كلمة في صلب الموضوع تؤكد على ضرورة الاهتمام بثقافة الطفل وترقيتها من اجل الحصول على جيل قادر على فهم ضرورات القراءة، في حين جاءت كلمة البروفيسور بن داود براهيم رئيس الملتقى تشير إلى أهمية الموضوع في بعده العلمي الثقافي، وقد كان الافتتاح الرسمي لهذا الملتقي من خلال آلية تقريب المكتبة العمومية من الدراسات الأكاديمية في كونها تلمس شريحة هامة قد لا تصلها الجامعة وبالتالي فدمج الفضاءات المتعددة الثقافية والأكاديمية هو قراءة لواقع يهدف إلى الاقتراب أكثر من تطبيقات النظريات في مساحاتها الصحيحة. وقد ناقشت الجلسة العلمية الأولى برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الرزاق غزال الكتابة للطفل بين الاستعداد وتنمية الميول القرائية، حيث قدمت الأستاذة خديجة اولم من جامعة الشيخ العربي التبسي مداخلة بعنوان "نصيب الطفل من خدمات المكتبات العمومية الجزائرية، دراسة حالة مكتبات المطالعة العمومية بتبسة، كما قدمت الأستاذة ريمة جيدل –أستاذة بمديرية التربية لولاية سطيف- مداخلة بعنوان "الكتابة للطفل، من سؤال الهوية إلى الوعي بالمسؤولية، وفي السياق نفسه قدمت الدكتورة وسام بن زكة والباحثة سعاد بوطالب من جامعة محمد الصديق بن يحي بجيجل مداخلة بعنوان "الاستعداد القرائي لدى الأطفال وأساليب تنميته بمكتبات المطالعة العمومية، قصص الأطفال نموذجا. أما الجلسة الثانية فقد ناقشت موضوع "الكتاب، القراءة والتنشئة الاجتماعية" برئاسة الأستاذ لزهر بوشارب بولوداني، حيث جاءت المداخلة الأولى بعنوان "التنشئة الثقافية للطفل في الجزائر والاتجاه نحو المطالعة بالمكتبات العمومية" من تقديم أ إيمان بن ناصر من جامعة محمد الصديق بن يحي بجيجل، بالإضافة إلى مداخلة أخرى بعنوان "أهمية القراءة في التنشئة الاجتماعية" من تقديم الدكتور العربي بن حجار ميلود وأ. حمزة رزيقات مريم من جامعة وهران 1 احمد بن بلة، لتأتي المداخلة الأخيرة في هذا اليوم للأستاذ عبد الحميد بلعباس من جامعة محمد بوضياف بالمسيلة، بعنوان "الكتاب والتنشئة الثقافية للأطفال". هذا وقد أكد مدير مكتبة المطالعة العمومية السيد عبد الكريم صخري على أن هذه المبادرة جاءت مكملة للملتقى الأول، حيث عزمت المكتبة على مواصلة هذا المشوار العلمي الهادف من أجل تقريب الفضاء العلمي والثقافي للمنخرطين بالمكتبة وكذا المهتمين بالفعل الثقافي العلمي الأكاديمي الذي تشتغل على تنميته المكتبة الرئيسية، وستكون الجلسات القادمة في اليوم الثاني لها أثرها المعرفي لدى المتلقي والمهتم، حيث ستتطرق إلى فضاءات القراءة للطفولة ومكتبات الأطفال، وسيساهم فيها عدة أساتذة بمداخلات متنوعة.