اختتمت فعاليات الملتقى الوطني الأول "الطفل والقراءة" مساء الإثنين بالمكتبة الرئيسية "جمال الدين بن سعد"، هذا الملتقى الذي ضم ثلة من الأساتذة الذين حاولوا معالجة محاور متعددة فيما يخص أدب الطفل، وكان الملتقى تحت الرعاية السامية للسيدة معالي وزيرة الثقافة وإشراف السيد والي ولاية الجلفة، وبمساهمة مديرية الثقافة والمكتبة الرئيسية "جمال الدين بن سعد" التي تكفلت بتنظيم هذا الملقى، حيث أشرفت عليه لجنة تنظيم إدارية من الأساتذة العاملين بالمكتبة، كما ترأس الملتقى الدكتور لطرشي الطيب، أما اللجنة العلمية فكانت برئاسة الدكتور حمام محمد زهير انطلقت فعاليات الملتقى يوم الأحد الماضي بحضور السيد قلمامي عمر ممثلا لوزارة الثقافة، كما حضر السيد المفتش العام ممثلا عن السيد عبد القادر جلاوي والي ولاية الجلفة، وقد كان الافتتاح بكلمة ترحيبية للسيد سعيد يوسف مدير المكتبة الرئيسية، رحب فيها بالضيوف من جامعات مختلفة كما رحب بأساتذة جامعة الجلفة، وقد أبدى اهتمام وزارة الثقافة بثقافة الطفل والعمل على ترسيخ هذا الاهتمام من خلال ملتقيات ونشاطات متنوعة. كما قدم السيد المفتش العام كلمة من جهته شاكرا هذا اللقاء الذي جمع هذه النخبة المهمة من الأساتذة من أجل مناقشة فضاءات الطفل الإبداعية وأعلن عن الافتتاح الرسمي لفعاليات الملتقى. من جهة أخرى قدم الدكتور حمام محمد زهير رئيس اللجنة العلمية كلمة فتح فيها الأبواب على العوالم التاريخية والفكرية لولاية الجلفة باعتبارها مهدا للصحراء عبر العصور، وباعتبارها قد أنتجت الكثير من المعالم المادية والمعنوية مما جعلتها ولاية عميقة ثقافيا وحضاريا، وقال إن ولاية الجلفة تحتكم على 5400 مخطوط زرعت في هذه المنطقة أبعادا روحية متميزة، كما تحتكم على أكثر من 455 عالم وحافظ للقرآن قد مروا من هنا، كما عدد مهام ومزايا مكتبة المطالعة الرئيسية ونشاطاتها المختلفة خاصة وأن والي ولاية الجلفة عبد القادر جلاوي قد نبه على إعادة الحياة الثقافية إلى معتركها الصحيح والحقيقي. في المقابل قدم الدكتور لطرشي الطيب كلمة في مضمون هذا اللقاء الذي يعد الأول من نوعه في ولاية الجلفة، وهو الملتقى العلمي الأول الذي تخوض غماره المكتبة الرئيسية تحت إشراف السيد الوالي ومديرية الثقافة. وقد انطلقت الجلسات العلمية في اليوم الأول في جو علمي هادف، رأس أجواءها الدكتور أحمد قنشوبة من جامعة الجلفة، وقدم فيها الدكتور بن السائح الأخضر من جامعة الأغواط مداخلة بعنوان "القراءة وجماليات التلقي عند الطفل"، كما حاضر الدكتور حمام محمد زهير حول "المرافقة القرائية ودورها في تنمية معارف الطفل"، أما الدكتور وذناني بوداود من جامعة الأغواط فكانت مداخلته بعنوان "الكتابة الموجه للطفل بين رغبات الطفل وطموحات الكاتب"، يليه الأستاذ قناني ميلود في مداخلة بعنوان "القراءة وأبعادها"، وقد تجاوب الحضور مع هذه المادة الدسمة وكان النقاش مثريا لأشغال هذا اليوم. أما جلسة اليوم الثاني، فقد قدم فيها الدكتور عبد الوهاب مسعود من جامعة الجلفة مداخلة بعنوان "أثر القراءة في بناء شخصية الطفل"، كما أضاف الكثير الأستاذ الدكتور ناصر اسطمبول من جامعة وهران من خلال مداخلته "مسرح الطفل بين الحلم والمرآة"، يليه الدكتور أحمد قنشوبة من جامعة الجلفة في مداخلة بعنوان "فن رواية القصة للأطفال"، كما قدم الأستاذ بن عطية كمال من جامعة الجلفة مداخلة بعنوان "العتبة والطفل"، بالإضافة إلى الأستاذ بلعدل الطيب من جامعة الجلفة في مداخلة بعنوان "الكتابة في التراث العربي الموجهة للطفل". وقد شارك أساتذة من جامعة الجلفة في إثراء هذا الملتقى بمداخلات عدة، منهم الأستاد فرحات موساوي، والدكتور عزلاوي محمد، والدكتور بن مسعود العربي، والأستاذ الشيخ شعثان، والأستاذ الشاعر ضيف الله البشير، والأستاذ محمد بن الأبقع، كما استثمر الحضور هذه الأجواء في نقاش حول هذه المحاور المهمة في أدب الطفل. وفي اختتام الملتقى أكد مدير الثقافة السيد عبد القادر جعلاب على ضرورة الاهتمام بأدب الطفل، وعلى توسيع الدوائر المعرفية لهذا الأدب في الجزائر من خلال ملتقيات هادفة تعمل على استثمار جميع المعارف من أجل الوصول إلى سلوك ثقافي حضاري فاعل يخدم الأدب ويحبب الأجيال القادمة في القراءة. كما تم تكريم الفائزين في الورشة التدريبية في فن الكتابة الإبداعية، وتشجيعهم على مواصلة هذا الدرب المعرفي المهم، وقد تم إعلان الاختتام الرسمي من طرف السيد مدير الثقافة. وقد نتج عن هذا الملتقى توصيات قدمتها لجنة التوصيات برئاسة الدكتور عبد الوهاب مسعود رئيسا والدكتور لطرشي الطيب رئيس الملتقى مقررا، وقد ثمنت لجنة التوصيات المجهودات المبذولة من طرف معالي وزيرة الثقافة والسيد الوالي والسيد مدير المكتبة الرئيسية، كما التمسوا من السيدة الوزيرة الدعم الدائم لهذا الملتقى وترسيمه كل سنة بما يتماشى ومتطلبات القراءة والطفل، كما نادوا بتطوير الشراكة بين الجامعة والمؤسسات التعليمية والمكتبة الرئيسية فيما يخص رسم استراتيجية موحدة حول استغلال الكتاب وتقديمه للبحث العلمي. وقد التمسوا أيضا تخصيص جائزة سنوية باسم أحسن قارئ، ومرافقة القارئ منذ دخوله إلى المكتبة إلى غاية التأكد من استفادته، كما أوصوا بطبع أعمال الملتقى وتوزيعها، وتوجيه رسالة شكر للطفل وسيم معنصري الفائز بالجائزة الدولية في مسابقة نجم الأطفال في الشعر والقصة من طرف هيئة اليونيسكو.