رفاة بمقبرة سيدي مستور من الصعب جدا الكتابة عن المقابر المُهملة والمنسية بولاية الجلفة لأن الأمر يتعلق بمقابر قديمة تقع في أماكن وعرة ومتباعدة في ولاية مترامية الأطراف ... "الجلفة إنفو" حاولت البحث في هذا الملف والإلمام به قدر المستطاع لأن القضية تخصّ "حرمة الأموات" و"ذاكرة المكان" وكذا "تاريخ وآثار" ولاية الجلفة ... وماهو مؤكد هو أن المقابر المُهملة تتواجد على الأقل ببلديات الجلفة ودار الشيوخ وزكار وعين معبد والزعفران وحد الصحاري وبويرة الأحداب وحاسي بحبح وسلمانة والشارف ويتجاوز عددها 30 مقبرة. حيث تحتاج كلها الى نفض الغبار عن تاريخها وتدوينه من طرف الباحثين وكذا تسييجها بُغية حمايتها من المواشي وعوامل التعرية بفعل انجراف التربة وجريان الأودية. البداية كانت من بلدية الجلفة وبالضبط من مقبرة "سيدي مستور" الواقعة على مسافة 04 كلم شمال مدينة الجلفة مقابل معلم "الحجرة المباصية" على الضفة الشمالية ل "وادي ملاح". وعند انتقالنا الى هذه المقبرة وجدناها في حالة يُرثى لها وزادت حالتها سوء عما كانت عليه في جويلية 2011 وفي شهر جوان 2014 عندما زارتها "الجلفة إنفو" ... عظام الموتى على العراء ... قبور محطمة ... مقبرة جرفها وادي ملاح ... هذا هو حال مقبرة "سيدي مستور" التي ذكرها المهندس الفرنسي "بوكس" في مخططه لمدينة الجلفة في القرن الماضي. وهذه المقبرة كان يدفن فيها موتى عروش أولاد سي أحمد والسحاري وأولاد عيسى الى غاية ثلاثينات القرن الماضي حسب ما هو مُتواتر. كما تتواجد بتراب بلدية الجلفة مقبرتان مهملتان أخريان بطريق حوّاص يُقال عنهما أنهما تعودان الى فترة المجاعات المختلفة أو ما يسمى بأعوام "المسغبة" قبل حوالي قرن من الزمن وتقعان فيما يُعرف بطريق قوافل البدو الرحل. وتتواجد المقبرة الأولى بالقرب من ملعب حواص غير بعيد عن منطقة "عين المايدية" وهي مُحاطة ببضع شجيرات ويُقال عنها أنها تضم رفاة أطفال رضّع وعدة أشخاص بالغين. أما المقبرة الثانية فهي تقع بمنطقة "النقازية" على ضفة وادي الخرشفة باتجاه الجنوب وهي عبارة عن حوالي 20 قبرا. وبالنسبة للمقابر القديمة المهملة فهي تتواجد ببلديات زكار والزعفران وسلمانة. ففي بلدية الزعفران نجد مقبرتين بمنطقة "عين السلطان" احداهما تعرّضت للتخريب في العشرية السوداء ومازالت تحتاج الى الترميم واعادة الاعتبار لها والأخرى بها سياج حديدي يحتاج هو الآخر الى اعادة التجديد. كما يوجد ببلدية الزعفران أيضا مقبرتان أخريان هما "الخربة" و"حواص" وتحتاجان الى سور أو سياج لحمايتهما. ونفس الأمر بالنسبة لكل مقابر "حوض الحجاج، فج زكار 01، فج زكار 02" ببلدية زكار ومقبرة "البرج" ببلدية سلمانة. أما بخصوص المقابر الأثرية والتاريخية، فإن بلدية حد الصحاري غنية بهذا النوع من المقابر الأثرية التي تحتاج الى بحث تاريخي حولها وكذا ضرورة تسييجها لحمايتها من الطمس بسبب المواشي. في حين أن مقبرة "عطف المقام" ورغم كونها تقع على الأرض التي احتضنت معركة "عطف المقام" ضد قوات الإحتلال الفرنسي سنة 1864، الا أن تلك الأرضية قد تحولت الى محاجر لمادة التيف حول المقبرة في اعتداء سافر على الرمزية التاريخية للمكان وعدم احترام حرمة المقبرة ... فأين هما سلطات حاسي بحبح ومديرية المجاهدين؟ ومن الذي منح رخصة المحجرة بذلك المكان؟ كما توجد مقبرة أخرى ببلدية الشارف تقع بمنطقة "التوازي" وتدعى مقبرة "عبد الله الحاج" وتعود الى عهد الفتوحات الإسلامية. حيث أنها تضم رفاة بعض الفاتحين ومنهم "عبد الله الحاج" حسب الرواية التي نقلتها "الجلفة إنفو" من عند "الحاج أبوبكر بلاخيط" أحد أعيان منطقة "التوازي". وتعاني هذه المقبرة من خطر فيضانات "وادي الحاجية" وكذا عدم تسييجها. وفي بلدية بويرة الأحداب لم تسلم المقبرة المسيحية المهملة بمنطقة "قلتة اسطل" من الاعتداء خصوصا وأنها تُعتبر شاهدا على بطولة سكان المنطقة ضد الحصن العسكري الفرنسي المبني سنة 1854. في حين أن مقابر قديمة ومهملة تتواجد أيضا على مستوى بلدية عين معبد التي تحصي أكبر عدد من المقابر المنسية وهي 05 مقابر (الشعبة البيضاء، دباب، حجر الملح، ودي الصوف، ذراع الزميلة) وكذا بلدية دار الشيوخ التي يوجد بها مقابر مهملة مثل "مقبرة حاسي العود بمنطقة المرجة"، "جبانة الشيخ لخضر بمنطقة ارجاقنو"، مقبرة "وادي الغدير" المنسية ومقبرة منسية بنواحي قرية العقيلة الفلاحية. مقبرة "سيدي مستور" ببلدية الجلفة مقبرة "طريق عين المايدية" بالقرب من ملعب حواص ببلدية الجلفة مقبرة "المسغبة" جنوب وادي الخرشفة ببلدية الجلفة "جبانة الشيخ لخضر" بمنطقة "ارجاقنو" بدار الشيوخ مقبرتا منطقة "عين السلطان" ببلدية الزعفران مقبرة فج زكار مقبرة أثرية مهملة يفوق عمرها 05 قرون بجبل "القعدة" بحد الصحاري مقبرة "عبد الله الحاج" بالشارف من عهد الفتوحات الإسلامية مقبرة "عطف المقام" بحاسي بحبح ... المحاجر تحيط بها من كل جانب