سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبد الله عمران: 14 سنة من النضال البيئي المتواصل والصمود أمام المضايقات والتهديدات بسبب نشاط وتقارير "جمعية أصدقاء الطبيعة لتربية الطيور وحماية البيئة" يفوز ب "جائزة الشخصية البيئية" لسنة 2014 بالجلفة
عمران عبد الله الشخصية البيئية 2014 تم تكريم المناضل البيئي "عبد الله عمران" بمناسبة اليوم العالمي للبيئة 05 جوان 2014، حيث تسلّم "جائزة الشخصية البيئية لسنة 2014" في الحفل الذي احتضنته "الحديقة النباتية" وشهد حضور الهيآت والسلطات المحلية والجمعيات البيئية. "الجلفة إنفو" اقتربت من السيد "عمران عبد الله" الذي يرأس جمعية "أصدقاء الطبيعة لتربية الطيور وحماية البيئة" وكان لها حوار معه، رفقة العضو الناشط بالجمعية السيّد "المنّي مصطفى"، حول عدة مواضيع تتعلق بالشأن البيئي بولاية الجلفة. ماذا يعني لكم هذا التكريم كمناضل ورئيس لجمعية بيئية؟ الحقيقة أن هذا التكريم هو ليس تكريما لشخصي بقدر ما هو اعتراف من السلطات المحلية وعلى رأسها مديرية البيئة بالمجهودات التي بذلها أعضاء ونشطاء "جمعية أصدقاء الطبيعة لتربية الطيور وحماية البيئة" عبر 14 سنة من وجودها. وهذا التكريم هو دافع لنا لكي نتحمّل المسؤولية أكثر فأكثر في المستقبل ونواصل على النهج الذي رسمناه منذ تأسيسها رفقة المناضلين البيئيين المخلصين مثل المناضل الراحل "ابراهيمي شرقي" رحمه الله. 14 سنة مرّت على التأسيس ... ماهي المحطّات التي مرّت بها الجمعية؟ لقد أسسنا الجمعية رفقة مجموعة من الشباب سنة 2000 وكان لنا هدف واحد ألا وهو حماية البيئة بالجلفة وترقية تربية الطيور بها. وطيلة هذه الفترة كنا ننشط من خلال المعاينة والخرجات الميدانية وبإمكانياتنا الخاصة. فطيلة 08 سنوات، والى غاية سنة 2008، لم نتحصّل على اعانات من الدولة. ولكن رغم ذلك فرضنا أنفسنا كفاعل جمعوي وكشريك بيئي لدى كافة السلطات أين كنّا مثلا الممثل الجمعوي الوحيد رفقة السلطات المدنية والعسكرية أثناء تنصيب اللجنة الولائية لمراقبة انتشار وباء أنفلونزا الطيور سنة 2006. كما كانت الجمعية ومن خلال أعضائها النشطين، لاسيما الشباب منهم، حاضرة في كل المواعيد البيئية والتربوية سواء من خلال النوادي الخضراء عبر المؤسسات التربوية أو من خلال حملات التنظيف (المقبرة الخضراء بالجلفة، مقبرة سيدي مستور بالقرب من "الحجرة المباصية"، مقبرة مسعد، تنظيف ميدان الرماية بالجلفة، الأحياء والشوارع وغيرها)، تنظيم المعارض البيئية التي بلغت 22 معرضا. فضلا عن التقارير التي كنّا ندقّ من خلالها ناقوس الخطر اذا كان هناك خطر على البيئة بالجلفة من خلال مراسلة كل السلطات المحلية المدنية والعسكرية وحتى السلطات المركزية. هل تعرّضتم كمناضلين بيئيين الى مضايقات بسبب نشاط الجمعية؟ بالفعل، كثيرا ما كنّا محل تهديد أو مضايقات وحتى اعتداءات جسدية مثل الإعتداء الجسدي الذي تعرض له عضو الجمعية "قديري المسعود" في ربيع سنة 2006 بغابة "الشبيكة" بمنطقة بحرارة. اين كان يقوم بإعداد تقرير حول "الصيد المحظور للطيور في موسم التكاثر" وتعرّض الى اعتداء جسدي بالضرب من طرف عون متعاقد مع مديرية الغابات بسبب قيامه بتصوير عمليات الصيد غير القانونية. ونتيجة لذلك نال شهادة عجز طبي لمدة 20 يوما وتمت متابعة القضية التي تم تكييفها من طرف العدالة على أساس شجار بين شخصين وتم تغريمهما ب 3000 دج من طرف العدالة بعد أن قام المعتدي أيضا باستصدار شهادة طبية. كما تعرّضت أيضا الى تهديد بالمتابعة القضائية من طرف مدير مؤسسة سونلغاز بخصوص قضية "المحولات ال 22 وتسرّب زيوت الأسكاريل"، وقد استند مدير سونلغاز على تقارير مغلوطة وعندما بيّنا له الصور وموقع تلك المحولات بمنطقة "الحجرة المباصية " بالقرب من جبل حوّاص اعترف بخطئه وقام بإزالة تلك المحولات من مكانها لاحقا. وقد قمنا بنشر تقارير عبر الصحافة حول تلك القضية طيلة سنة 2005 وأرشيف الصحافة الورقية شاهد على ذلك. كما تم تهديدنا ثم مساومتنا واغراؤنا من طرف مستثمر عاصمي كان بصدد انشاء مشروع محرقة الأدوية والنفايات الطبية بوسط مدينة حاسي بحبح بمقر مصنع الخشب سابقا. حيث كتبنا في ذلك تقارير الى الوالي السابق "عدّو محمد لكبير". حيث أن المشروع كان يهدف الى انشاء محرقة في وسط حضري وجلب النفايات الطبية من الولايات الشمالية الى مدينة حاسي بحبح من أجل حرقها. وقد لعب سكّان حاسي بحبح دورا كبيرا في الغاء هذا المشروع بفضل حسّهم ووعيهم البيئي ونضالهم رفقة الجمعية الى أن قرّر الوالي الغاء هذا المشروع. هل نالت جمعيتكم دعما من عند الدولة؟ منذ تأسيس الجمعية وطيلة السنوات الثمانية الأولى كنا ننشط بمواردنا الخاصة، وطيلة 14 سنة من النضال تم دعمنا في 03 سنوات فقط بمبالغ تتراوح بين 05 و 10 ملايين سنتيم. لو نطلب منكم تقييم الواقع البيئي بالجلفة ... وبداية بغابات ولايتنا، كيف تصفونه؟ مشكلة غابات الجلفة هي في الرعي الجائر والحرث العشوائي وتقطيع الأشجار والتلوث الذي يعاني منه الإنسان. وعلى مستوى محافظة الغابات فإننا ننتظر منها صرامة أكثر في تطبيق الإجراءات القانونية ضد كل من تثبت عليه تهمة المساس بالغابة. ورغم كل ذلك فإننا نثمّن عمليات التشجير التي يجب أن تكون بصفة مستمرة وباشراك أكبر عدد ممكن من فئات المجتمع وبعيدا عن المناسباتية. ماهو واقع تربية الطيور بالجلفة؟ أولا بخصوص تربية الطيور فإننا نترحّم على روح صديقنا "ابراهيمي شرقي" مربّي طيور وأحد مؤسسي الجمعية والذي توفّي في حادث مرور يوم 16 آفريل سنة 2000 شهرا بعد شروعنا في تأسيس الجمعية. وبالعودة الى واقع تربية الطيور بالجلفة فانه ينبغي التذكير بالسوق التقليدي الأسبوعي الذي كان مشهورا واندثر من الجلفة والمعروف ب "سوق الحمام" بوسط المدينة أين كان يوجد به كل أنواع الطيور كالدواجن والحمام والنسور والطيور المغردة وغيرها. فهذا السوق كان يشكل فعلا حافزا تجاريا لتربية الطيور والحفاظ عليها وتحسين سلالتها، وحاليا هناك عدد نادر من محلات بيع الطيور المغرّدة أو الطيور البرّية لا يتجاوز بمدينة الجلفة 10 محلات. ماذا فعلتم كجمعية من أجل اعادة بعث نشاط تربية الطيور بالجلفة؟ لقد قمنا بإنشاء جائزة ولائية باسم المرحوم "ابراهيمي شرقي" حول "أحسن طائر مغرّد" ولكن تم تنظيمها فقط في 03 مواسم بسبب نقص الدعم المالي. وقد جعلنا مقاييس لتلك الجائزة مثل طول مدة التغريد وقوّته وشكل ولون الطائر وكذا عمره. كما راسلنا رئيس المجلس الشعبي البلدي بالجلفة حول تخصيص فضاء بمدينة الجلفة لعرض الطيور وبيعها وتبادلها وبيع أغذيتها وهذا من أجل جمع المهتمين بذلك بولاية الجلفة وتشجيع الشباب على ذلك. ونغتنم فرصة هذا الحوار لنرفع نداء الى السيد رئيس المجلس الشعبي البلدي من أجل منحنا ترخيصا لاستغلال الحديقة المجاورة لموقف نقل المسافرين الى عين معبد بحي "بن عزيّز". وهذا لجعلها ملتقى تجاريا لمربّي الطيور وكذا لتنظيم مسابقة "أحسن طائر مغرّد". وبهذه المناسبة نذكّر أن تربية الطيور قد جذبت اليها الكثير من الشباب وأنقذتهم من الانحراف وحوّلتهم الى التجارة ورواج ثقافة تربية وتبادل الطيور. هل لديكم احصاء حول المناطق الرطبة بولاية الجلفة والطيور المهاجرة اليها؟ بالفعل هناك عدة مناطق رطبة بولاية الجلفة التي تستقطب أنواعا من الطيور المهاجرة الى المسطحات المائية ولكن هذه الأخيرة صارت تعاني من التلوث والسلوكات المنافية للبيئة من طرف العائلات المتجولة والأفراد الذين يتركون فضلاتهم أو يرمونها بتلك البحيرات. وهذه المسطحات المائية موجودة بعدة بلديات مثل الزعفران التي توجد بها "السبخة" و"سد كريرش"، عين الإبل "واد مقطع ساعد بن فريريس" بعين الناقة، شلالات عمورة، الشرشارة ببلدية سيدي بايزيد، بحيرة العقيلة بدار الشيوخ، بحيرة الفج ببلدية سد رحال، سد الخريزة بالشارف. وماذا بخصوص الطيور البرية المحلية؟ لقد قمنا بإحصاء 35 نوع من الطيور البرية عبر اقليم بلدية الجلفة، وهناك مشروع مع محافظة الغابات سنقوم من خلاله بإعادة الإحصاء وضبط الأنواع المحلية والمهاجرة ومواقعها، وكذا تلك المهددة منها بالانقراض مثل الأنواع المعروفة محليا باسم "الجحموم"، "سواق البل"، "السمان"، "الحبار" الذي اختفى تماما من منطقة عين الناقة، الحجل الذي يتعرّض الى استنزاف كبير بسبب الصيد الجائر حتى في موسم التكاثر. هل هناك أيضا حيوانات أخرى مهددة بالانقراض بولاية الجلفة؟ بالفعل هناك حيوانات تتعرض الى صيد جائر منها ما انقرض أو بقيت منه افراد فقط مثل "الضربان" الذي يكاد ينقرض تماما من ولاية الجلفة، ونفس الأمر مع "الجربوع" الذي وصل الأمر الى صيده ليلا بواسطة مصابيح الدراجات النارية والدليل على ذلك هو حجز 230 جربوع لدى صاحب دراجة نارية ليلا. كما أن "الضبع" مهدد هو الآخر بالانقراض رغم أنه معروف بكونه منظّفا للبيئة بفعل تغذيه على بقايا الحيوانات النافقة، ونفس الخطر يهدد القط البري أيضا بالجلفة. ماهي المواضيع التي كنتم تتطرقون إليها في تقاريركم ومراسلاتكم الى مختلف السلطات؟ لقد قمنا بكتابة تقارير ورفعناها الى كل السلطات والهيآت التنفيذية الأمنية والقضائية حول عدة مواضيع مثل المفرغات العمومية والعشوائية، النفايات الطبية، النفايات الصناعية مثل مصنع الجلود الذي يعتبر المسبب الرئيسي للسرطان وتلويث المياه الجوفية، وقد راسلنا مدير البيئة عدة مرات آخرها الأسبوع الماضي، الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض، الصيد العشوائي، الفضلات الصناعية مثل زيوت الأسكاريل التي هددنا بسببها بالمتابعة القضائية، السقي بالمياه القذرة، وضعية الحدائق العمومية، الغابات، الأمراض المعدية نتيجة التلوث وغيرها من المواضيع. كما قمنا بإعداد مطويات تحسيسية حول مواضيع مختلفة مثل "الليشمانيوز"، "داء السرطان"، "النظافة، "الشفرة E"، "أنفلونزا الطيور" وغيرها. ماهي المشاريع التي تطمح اليها الجمعية في المستقبل؟ أصبح الإعلام والتواصل عبر الفضاء الإلكتروني قد صار مهما ولذلك نطمح الى انشاء موقع الكتروني لجمعيتنا من أجل التواصل مع شركائنا أو مع المواطنين ونشطاء البيئة. كما نطمح أيضا الى اعداد خرائط ايكولوجية وخرائط منابع التلوث بولاية الجلفة. اعداد ملف تقني لمطالب الولاية مثل حظيرة ايكولوجية، اصدار كتيّبات حول التراث البيئي مثل تقسيم السنة الفلاحية "عام لعرب"، انشاء مشتلة الجمعية وغيرها من المشاريع التي نسعى الى تجسيدها خدمة للبيئة بولاية الجلفة. وفي هذا الصدد نطلب من السلطات منحنا مقرّا لائقا من أجل احتضان تلك النشاطات، علما أن مقر الجمعية حاليا بالقرب من دار البارود يتم كراؤه من أحد الخواص في ظل الدعم الشحيح. بطاقة تقنية عن "جمعية أصدقاء الطبيعة لتربية الطيور وحماية البيئة" تاريخ الاعتماد: 28/05/2000 عدد الأعضاء: 15 عضوا عدد المنخرطين: 1053 منخرط من 34 بلدية الى غاية نهاية سنة 2013. عدد لجان الجمعية: 08 لجان: لجنة مكافحة الأمراض والأوبئة، لجنة المسابقات والمعارض، لجنة حماية البيئة، لجنة حماية الطبيعة، لجنة الإعلام والمتابعة، لجنة تربية الطيور، لجنة العلاقات العامة. النوادي الخضراء: 03 نوادي يتم تأطيرها بالمؤسسات التربوية ثانوية "طهيري عبد الرحمان"، متوسطة "حاشي عبد الرحمان"، متوسطة "رويني لخضر". من هو "عبد الله عمران": من مواليد سنة 1972، موظف بقطاع التربية حامل لدبلوم تقني في المخبر. يمارس هواية تربية الطيور ويحمل دبلومات وشهادات دورات تدريبية في البيئة، متحصل على شهادة تدريبية من الاتحاد الأوروبي في البيئة سنة 2010. رئيس وعضو مؤسس في جمعية ""أصدقاء الطبيعة لتربية الطيور وحماية البيئة" تم اختياره "الشخصية البيئية لسنة 2014" بولاية الجلفة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة.