لا يمكن أن تصدّق أنك بعاصمة ولاية الجلفة التي هي في عداد أكبر أربع مدن جزائرية اذا ولجت حي "40 مسكن" بعين الشيح ... أوحال ... طرقات ترابية ... لا وجود للأرصفة ... حفر ... باختصار انعدام أبسط شروط الحياة الكريمة !! سكان الحي راسلوا البلدية والولاية ومديرية التعمير وسونلغاز والجزائرية للمياه ولكن لا حياة لمن تنادي ... و"الجلفة إنفو" حلّت بهذا الحي المنكوب بسبب التجاهل. التوجه نحو حي 40 مسكن لا يكون سوى بالمرور عبر حي "عين الشيح" لأنه معزول بكل ما تحمل الكلمة من معنى. وهذا على الرغم من أن ذات الحي يمكنه أن يشكّل متنفسا للطريق الرئيسي المؤدي الى حي "بن سعيد". حيث أنه يمكن لصحاب السيارات الولوج الى الطريق الإجتنابي للوزن الثقيل والمستشفى العسكري-المدني (240 سرير) وحي "شعوة" وحي الصنوبر مرورا بحي "40 مسكن" ... ولكن تلك هي قصة المأساة التي تتمثل في عدم تزفيت شوارعه !! يقول سكان حي "بلوك 40" أن حيّهم يُعتبر من أقدم أحياء المدينة كون عمره يفوق نصف قرن من الزمان. ورُغم كل ذلك فإن البلدية عبر مختلف العهدات المتعاقبة لم تول اهتماما لهذا الحي العريق. فبمجرد سقوط أولى قطرات الغيث حتى يتحول مشهد الشوارع الترابية الى مشهد آخر للأوحال التي تصاحبها الحفر والمطبات والبرك المائية والتي راح ضحيتها المشاة وأصحاب المركبات. هذا المشهد الشتوي تقابله مأساة أخرى في فصل الصيف حين يتحول حي "40 مسكن" الى ساحة للغبار المتطاير وكأنها ساحة ميدان سباق خيل!! ولا يتوقف الأمر هنا بحي 40 مسكن المنكوب، بل يتعدّاه الى أخطار حقيقية صارت محدقة بالكبير والصغير. حيث أن السكان قد اتصلوا بشركة سونلغاز بشأن عمود كهربائي اسمنتي متشقق من الأسفل ومهدد بالإنهيار والسقوط بأسلاكه المكهربة على رؤوس السكان. اضافة الى أن السكان قد لفتوا الإنتباه بشأن خيوط كهربائية ذات ضغط عالي مقطّعة تشكل هي الأخرى خطرا محدقا بين الفينة والأخرى ... فالأسلاك الكهربائية لم يتم استبدالها بعد بتلك المغلفة رغم المطالب المتكررة بشأن ذلك. وغير بعيد عن هذا الإنشغال، يبرز مطلب آخر موجه الى مصالح دائرة الجلفة بضرورة تخصيص حصة لترميم السكنات القديمة والهشة مثلما كان الأمر مع حي "قناني" وحي "البرج العتيق". أما بالنسبة للتزود بمياه الشرب، فقد أكدت رسالة السكان على أن الماء لم يزر حنفيات الحي منذ ما يزيد عن سنة. وهو ما يعني تضاعف معاناة السكان في جلب هذا المورد الحيوي. وهذا واقع عبرت عنه الرسالة بتوصيفه ب "انعدام أدنى وسائل العيش الكريم لمواطن حر في جزائر العزة والكرامة" ...ليرفع السكان نداء الى السلطات البلدية والولائية لا سيما منها مديرية التعمير وبلدية الجلفة وسونلغاز والجزائرية للمياه من أجل التكفل بهذا الحي العريق.