لم تمرّ نشوة الفرح لدى رؤساء البلديات الجدد بعين الدفلى دون التفكير في التحديات التنموية والمطالب التي تواجههم بعد سلسلة من الإلتزامات التي منحها هؤلاء لمنتخبيهم داخل المدن والمجمعات الريفية التي رفعت حزمة من الإنشغالات قصد التكفل بها في حدود الإمكانيات المتوفرة والأولويات المحددة حسب ما استقيناه من ردود أفعال هؤلاء الفائزين بمحليات 23 نوفمير بذات الولاية. وبحسب تصريحات المتوجين بعهدة 5 سنوات بالمجالس البلدية للتشكيلات السياسية وهي جبهة المستقبل والأفلان والأراندي بكل من بلدية مليانة وبلعاص والعبادية، فإن القاسم المشترك الذي تحدّث عنه هؤلاء المنتخبين تحدّده سلسلة النقائص المطروحة أمامهم بحيث صاروا مطالبين بإيجاد الحلول لها كأولويات يفروضها الواقع المعيشي للسكان والتحديات التي تعترضهم لضمان تنمية متوازنة ومنح فرص التشغيل ونظافة المحيط حسب رئيس بلدية مليانة مراد بوصلحيح الذي شغل منصب مير مليانة لعهدتين من 1997 إلى 2007، وعهدة كبرلماني بالمجلس الشعبي الوطني من 2007 إلى غاية 2012، هذه الفوز الذي أكد لنا بشأنه أنه منح أريحية في مباشرة التسيير بعد نيله رضا سكان المدينة والأرياف، حسب قوله. أما بخصوص أجندة تحركات مجلسه الذي سيكون منسجما بدون حساسيات حزبية بل الذي يهمنا يقول مراد بوصلحيح هو التكامل والإصغاء لانشغالات السكان مع الصرامة في التسيير والتكفل بالمطالب رفعناها شعارا هي نظافة المحيط والبيئة والإعتناء بالمدينة التي ضيعت الشيء الكثير من خصوصيات جمالها المعروف كعروسة زكار وهو تحدي قطعناه على أنفسها كمنتخبين للوصول إلى تحقيقه، لأن طيبة سكان هذه المدينة ومداشرها لا تليق بها هذه النقائص التي سجلناها وتعهدنا بتجسيدها يقول رئيس المجلس الشعبي البلدي لمليانة التي حضيت بمعاينة الوالي عدة مرات للوقوف على واقعها التنموي الذي نريده أن يرتكز على الجانب السياحي وهو طابعها المميز بالنظر إلى موقعها المرتفع ومعانقتها لجبال زكار، فعاصمة الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية والذي ترك بها أثارا شاهدة على عظمة المدير لا يمكن بأي حال من الأحوال تركها تتلاشى بل سنعيد للجانب السياحي الذي سيكون هو المورد الأساسي في مداخلها مع تسويقها مناظرها ضمن السياحة الداخلية والجبلية. أما التحدي الثالث فبكم في إعادة موروثها الثقافي بما فيها الفنون والطبوع لتكون محطة للمواسم الثقافية والمهرجانات والمنتوج التقليدي الذي تزخر به الناحية، مع متابعة المشاريع السكنية تفاديا للتأخر في الإنجاز لأن المواطن بحاجة إلى سكن يأويه مع الشروع في دراسات الملفات بكل شفافية خاصة منها العالقة، بالإضافة إلى سعينا لدى الوالي الذي يعرف المنطقة جيدا من خلال خرجاته الميدانية للحصول على حصة من الإعانات الريفية لرفع الغبن عن السكان مع مراعاة برنامج الترميم للسكنات المتدهورة من جراء الظروف المناخية. ومن جهة أخرى فإن المنطقة معروفة بالمنابع المائية، لذا فوجهة مجلسنا هو تهيئة هذه الينابيع لتكون موردا سياحيا وإستهلاكيا لنوعية مياهه، بالإضافة إلى خلق فضاءات ترفيهية ورياضية من شأنها تشجيع الزوار على المجيئ إلى المنطقة وإعطاء عيد حب الملوك «الكرز» طابعا وطنيا، كل هذه التحديات سيكون موردا إقتصاديا للمنطة ونشاط البلدية والسكان يقول مير مليانة من جبهة المستقبل التي عهدت مواطني البلدية بإحداث تغيير يستفيد منه المواطن والتنمية البلدية وهذا بالتعاون مع المنتخبين للتشكيلات الأخرى. أما فيما يتعلّق برئيس بلدية بلعاص الريفية محمود حفناوي الذي شغل منصب «مير» العهدة السابقة، فإن طريقة العمل التي اتبعناها وكللت بالنجاح حسب قوله ستكون منفذا لمعالجة ما تبقى من التحديات المطروحة على مكتبه كما هو الحال بالماء الشروب الذي سيجلب من قنوات سدّ أولاد ملوك مع تكثيف الصهاريج لتزويد السكنات المنعزلة خاصة منطقتي بني حسن والعيون، مع انجاز مدرسة بالحساسين والسعي لدى المصالح الصحية للحصول على تأطير صحي كاف بالمرافق الموجودة يقول محمود حفناوي مع المطالبة بعيادة متعددة الخدمات لتفادي التنقل نحو البلديات البعيدة مع إصلاح سيارة الإسعاف المعطلة والتوجه نحو صيانة بعض الطرقات بعدما تمّ انجاز عدة مشاريع في هذا السياق يقول ذات المتحدث بالإضافة إلى توسيع شبكة وضع الممهلات الحجرية لمحاربة الإنجراف التي تعاني منها المنطقة مع السعي للحصول على حصة أكبر في الإعانات الريفية لأن الطلب لازال معتبرا، حيث وصل 650 طلبا يتوّج على مستوى المصالح المعنية، مع وضع بعض الإنشغالات كأولوية والتي مازال المواطن ينتظرها يقول مير بلدية بلعاص الذي يعوّل على انسجام مجلسه حتى يؤدي مهمته في أحسن الأحوال. نفس الرؤية لمسناها لدى مير العبادية داودي عبد القادر المنتمي للتجمع الوطني الديمقراطي والذي يحوز على خاريطة لمجمل الإحتياجات والإنشغالات الخاصة ببلدية العبادية التي عانت الكثير، بالإضافة إلى مداشرها خاصة في الطرقات والماء الشروب وقنوات الصرف الصحي والتهيئة العمرانية والنظافة والسكن وتجسيد الملعب البلدية ومرافق أخرى يعرفها داودي الذي شغل منصب كمنتخب ضمن العهدة السابقة التي لم تكن على أحسن ما يرام يقول ذات المنتخب الذي جاء الوقت حسبه لتغيير صورة المنطقة التي عانت الكثير، حسب قوله.