التلقيح أفضل وسيلة للوقاية من عدوى المرض حذرت الدكتورة بن برنو ليلى في حوار مع «الشعب» من خطورة مضاعفات الحصبة الألمانية «روبيول» موضحة أن إصابة الأم الحامل بالمرض قد يصيب الجنين بتشوهات خلقية في القلب أو العينين ،وفي بعض الحالات يتسبب الفيروس في إجهاض المرأة الحامل. - كيف يمكننا أن نفرق بين أعراض الحصبة والحصبة الألمانية ؟ الحصبة مرض معد يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمضاعفات خطيرة تظهر على شكل علامات تشبه أعراض الأنفلونزا ،حيث نعتقد في بادئ الأمر أن الشخص مصاب بالأنفلونزا وبعد أيام يظهر طفح جلدي في كامل الجسم ومن أعراض الحصبة أيضا ارتفاع شديد في درجة الحرارة وبقع حمراء تستمر لمدة 15 يوما مع التهاب بالحلق وبالغدد الليمفاوية . صحيح انه لا يوجد فرق كبير بين الحصبة العادية والحصبة الألمانية كون علاماتها متشابهة إلا أن تأكيد الإصابة بالحصبة الألمانية»روبيول» يتم تحديدها من خلال ظهور عقد لمفاوية خلف العنق ولكن التشخيص الدقيق لمعرفة نوعية العدوى والأعراض والفرق بينهما يتم عن طريق الفحص في المخابر المختصة ، وتنتقل العدوى من شخص إلى آخر عن طريق العطس أو السعال. للإشارة فان جذري الماء يختلف عن الحصبة والحصبة الألمانية سواء من حيث نوع الفيروس الذي يتسبب في المرض أو الأعراض وليس لديه مضاعفات خطيرة ولا يؤدي إلى الوفاة، لذلك فانه لا يعد أولوية لإدراجه في الرزنامة الوطنية للقاحات. - ما مدى خطورة إصابة الأطفال بالحصبة ،وهل تؤدي مضاعفات المرضين إلى الوفاة؟ الحصبة والحصبة الألمانية تمس بكثرة الأطفال بسبب قلة المناعة لديهم، حيث تنتشر العدوى بينهم خاصة في المؤسسات التربوية، لكن في بعض الأحيان تصبح تشكل خطرا على صحة المصاب ، فالحصبة يمكن أن تمس الجهاز العصبي المركزي والعينين ويمكن أيضا ان تؤدي إلى التهابات رئوية وإسهال حاد ، ولا يوجد أي دواء لعلاج هذه الأعراض ، وفي حالات أخرى تكون المضاعفات اقل خطورة يشفى منها المريض مع مرور الأيام . أما الخطورة الأكبر عندما تصاب المرأة الحامل بالحصبة الألمانية ،وهو ما يؤذي بها إلى إجهاض الجنين أو إصابته بتشوهات خلقية وأمراض خطيرة تمس القلب أو العينين ،لذلك ينصح بتلقيح الفتيات في قترة الطفولة لتفادي إصابتهن بالمرض اثناء فترة الحمل. وبالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالحصبة والحصبة الألمانية هم الأطفال الصغار الذين لم يقوموا بالتلقيح والنساء الحوامل غير الملقحات في فترة الطفولة . - هل اللقاحات تقي من الإصابة بالمرض 100 بالمائة ؟وهل صحيح أنها قد تؤدي إلى التوحد؟ بالرغم من أن اللقاحات لا تقي من الإصابة بالحصبة والحصبة الألمانية بنسبة 100 بالمائة إلا أنها تبقى الحل الأمثل للقضاء على انتشار مثل هذه الأوبئة المعدية التي أدت في وقت سابق إلى وفاة عددا كبيرا من الأطفال الرضع وتبقى احتمال الإصابة بالمرض بعد القيام بالتلقيح قليلة تتراوح ما بين 1 و بالمئة. الوقاية أولوية لا بد منها لتفادي المضاعفات الخطيرة للحصبة والحصبة الألمانية وأوبئة أخرى ،لذلك أشير إلى حالة مأساوية وقعت مؤخرا لطفلة فقدت حياتها في سن 12 ،لعدم قيامها بالتلقيح ضد الحصبة الألمانية في الوقت المناسب ،حيث أصيبت بمضاعفات خطيرة مست الدماغ وكان من المستحيل إنقاذ حياتها نظرا لسوء حالتها . وكما أؤكد أن ما تم تداوله بأن التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية يؤدي إلى اصابة الأطفال بالتوحد غير صحيح وهو ما أثبتته العديد من الأبحاث والدراسات العالمية ، علما أن اللقاحات التي توزع في الجزائر سليمة وآمنة . - هل تمكنت الجزائر من القضاء نهائيا على الأمراض المعدية ؟ الجزائر بفضل البرنامج الموسع للتلقيح والحملات التحسيسية التي تنظم سنويا تمكنت تدريجيا من القضاء على الأمراض المعدية ،حيث كان شلل الأطفال يمس من 200 إلى 300 طفل سنويا وعدد الوفيات كان مرتفعا بسبب الإصابة بالحصبة والدفتيريا إلا أن تكثيف البرنامج الوطني للتلقيح ساهم بشكل كبير في تسجيل تحسن ومكافحة هذه الأوبئة ،بالإضافة إلى المراقبة المشددة على مستوى الحدود وتوفير حاليا جميع الإمكانيات المادية والبشرية لمواجهة المخاطر. وفي هذا السياق تم إدراج اللقاح ضد الحصبة في البرنامج الوطني للتلقيح منذ 1985 ،حيث يتم إعطاء جرعة لقاح للأطفال في 9 أشهر ،ولكن تم اكتشاف بعدها أن بعض الفئات في هذه السن لا تزال مضادات جسم الأم هي التي تقوم بحمايتهم في حين أن الطفل يمكن أن يعتمد على جسمه للدفاع ضد الفيروسات والأمراض بداية من العام الأول . كما قامت اللجنة الوطنية لخبراء التلقيح في سنة 1997 بإضافة لقاح استدراكي مع الدخول المدرسي ،في سن 6 سنوات بعد تسجيل حالات عديد من الأوبئة التي تمس الأطفال على مستوى المدراس التربوية نظرا لسهولة نقل العدوى بين التلاميذ تم إدخال الحصبة ضمن رزنامة اللقاحات الجديدة أفريل 2016 وتقريب سن القيام بالتلقيح في 11 شهرا ،لتفادي المخاطر التي يمكن أن تصيب الأطفال الذين لا يقوى جسمهم على الدفاع عن نفسه ويعتمد على مضادات جسم الأم ، وبعدها نقدم جرعة ثانية في سن 18 شهرا من اجل السهر على حماية الأطفال في هذه السن الحساسة من التقاط الفيروس المعدي .