أكَّدت منظمة الصليب الأحمر وجود منشأة داخل قاعدة باغرام الجوية بأفغانستان تُستخدم كسجن سرِّي يُعتقل فيه أشخاص بعيدا عن السجن الرئيسي في القاعدة المذكورة. وقد تعهَّد الجيش الأمريكي بالتحقيق بصحة المزاعم التي تحدثت عن وقو انتهاكات في قاعدة باغرام. وقالت المنظمة إن السلطات الأمريكية دأبت منذ شهر أوت الماضي على تزويدها بأسماء الأشخاص الذين يتم احتجازهم في المعتقل المذكور. وكشف تسعة سجناء سابقين أنهم كانوا قد اعتُقلوا في زنزانات باردة في مبنى منفصل في القاعدة المذكورة، حيث تعرَّضوا للتعذيب هناك على أيدي عناصر من الجيش الأمريكي داخل السجن الأسود. وروى هؤلاء كيف أن عناصر الجيش قاموا بتسليط الأضواء الباهرة عليهم ليل نهار بغرض تعذيبهم وحرمانهم من النوم. من جانبه، قال الجيش الأمريكي إن السجن الرئيسي، والذي يُعرف بمنشأة الاعتقال في باروان، هو مركز الاعتقال الوحيد في القاعدة. ونفى آدم روبرت هاروارد، نائب الأدميرال في الجيش الأمريكي والمسؤول عن المعتقلات الأمريكية في أفغانستان وجود مثل تلك المنشأة، أو ارتكاب مثل تلك الانتهاكات في قاعدة باغرام. لكن الجيش الأمريكي تعهَّد في الوقت نفسه بالتحقيق بصحة المزاعم التي تحدثت عن وقو انتهاكات في القاعدة. ومن ناحية ثانية، أكد قادة حلف شمال الأطلسي ناتو في أفغانستان ودبلوماسيون غربيون أن الحملة العسكرية التي تستهدف الاستيلاء على ولاية قندهار من مقاتلي حركة طالبان تحتاج إلى سبعة أشهر، في حين تعتزم بريطانيا تعزيز وجودها بولاية هلمند بسبب ارتفا مستوى الهجمات التي تستهدف قواتها. وقالت صحيفة تايمز التي التقت القادة إن الحملة العسكرية المشتركة (همكاري) وتعني التعاون بين قوات الناتو والأفغانية ستستخدم أكبر عدد من الجنود والشرطة في البلاد، حيث ينضم آلاف الجنود من الجيش الوطني الأفغاني والقوات المساندة إلى قوات التحالف في قندهار، إضافة إلى القوات الإضافية (13 ألفا) التي أرسلت في المرحلة الثانية من زيادة القوات الأميركية. وتنطوي الإستراتيجية العسكرية على استخدام عدد كبير من القوات وإقامة 32 مركزا عسكريا حول قندهار، ومن ثم قيام القوات بطرد طالبان من المناطق النائية مثل أرغنداب وزاري وبانجوايي. وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الغربيين يحرصون على تمثيل قبلي وقروي في مجالس الشورى التي تتواصل مع المسؤولين، وعلى تعزيز سلطة الحاكم توريالاي ويسا على حساب الرجل القوي فيها أحمد والي كرزاي، الأخ غير الشقيق للرئيس حامد كرزاي. ويقدر قادة الناتو أن 75 ٪ من مقاتلي طالبان في قندهار هم من السكان المحليين، ويمكن دمجهم إذا ما حصلوا على الحوافز المنشودة.