تميّز حفل افتتاح الطبعة التاسعة من المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي بالمسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني بقسنطينة، بعرض توليفة مسرحية موسيقية لقصة «عويشة والحراز»، سلّطت الضوء على إحدى نوافذ الموروث المغاربي الزاخر. وعلى مدار قرابة ساعة أعاد هذا العرض المسرحي الذي أنتجته محافظة المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي إحياء تفاصيل قصة حب أزلي دوّنها الشيخ المكي بن القرشي في قصيدة من الشّعر الملحون، تداول على أدائها مطربون كثيرون أهمهم الرّاحلان أعمر الزاهي والهاشمي قروابي، وذلك بحضور رئيس الجهاز التنفيذي المحلي وممثل وزارة الثقافة جمال فوغالي. وقد تناولت هذه المسرحية التي كتب نصّها الكاتب سعيد بوالمرقة بأسلوب سردي جمع بين اللغتين العربية الدارجة والفرنسية، تلك الحكاية التي تدور أحداثها في بلدة «أزمور» بالمغرب، حيث تعيش عويشة صاحبة ال 18 ربيعا وتنشط ضمن جوق موسيقي، حيث تولّدت بينها وبين أحد أعضاء ذلك الجوق علاقة حب عذرية. وبحسب الرّاويين اللّذين أدّى دوريهما الفنانان إلياس عطاش والسعيد بوالمرقة، وتحت أنغام موسيقى مغربية لأغنية «الحراز»، فإنّ أحد المشعوذين «الحرّاز» قدم إلى تلك البلدة ليفتتن بعويشة عندما رأى حسنها وجمالها، فقام باختطافها وحجزها بقصره مع فرض حراسة مشدّدة عليها. ومن ثمّة تتصاعد وتيرة الحبكة المسرحية التراجيدية ليصل خبر الاختطاف لمحبوبها بأنّ حبيبته أسيرة ومقيمة في حصن مرتفع الأسوار كثير الحرس، حينها يعقد العزم على تخليصها من سجنها، ويلجأ لعديد الأساليب والحيل لتنفيذ خطّة تمكّنه من إخراج عويشة من ذلك السجن، ليترك مخرج العمل إلياس عطاش نهاية مفتوحة لتلك القصة الأسطورية. وكان ختام العرض في «خيمة التراث» التي تمّ نصبها بديكورها التقليدي ببهو المسرح الجهوي بقراءات شعرية تحت شعار «حواء في ضيافة آدم»، حيث قدّم الشّعراء شوقي ريغي، تقي الدين مصعب بن عمار ورضا بورابعة قراءات تحتفي بالمرأة الشاعرة والمبدعة. وقدّمت ضيفات شرف هذه الطبعة الجديدة من المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي العلجة بوهدادي من تيزي وزو، لطيفة حساني (بسكرة)، مريم مشتاوي من لبنان وحنين عمر من مصر نماذج من قصائدهن الوجدانية والإنسانية التي مزجت بين جمال الكلمة وحسن الإلقاء كهدية للحضور من عشّاق الحرف ومحبّي الكلمة، علاوة على الروائية جميلة زنير. وستكون الطبعة التاسعة من المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي التي تأتي تحت شعار «انحتي الشعر والتحفي الحياة»، والتي ستدوم أربعة أيام «منفتحة على جميع المجالات»، حسب ما أوضحته محافظة المهرجان أميرة دليو، التي أضافت بأنه سيتضمن على وجه الخصوص معارض تراثية وورشات تكوينية في كتابة القصيدة بمختلف أشكالها الأدبية وأخرى في الفنون التشكيلية والموسيقى، علاوة على معارض للكتب الأدبية والفنون التشكيلية بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة.