في اللحظات الأولى لإعلان المتصهين ترامب ان القدس عاصمة كيان العدو الصهيوني، ساد صمت عربي ودولي، مما احدث وقع الصدمة في القلوب وتساؤلالات عميقة، هل يعقل ان القدس ارخص من الحبر الالأمريكي، هل يمكن القبول باعتراف ترامب المتغطرس، ولكن الألامور اختلفت بالألامس وانتقلت الصدمة من القدس ومحيطها المبارك الى بداية انتفاضة حقيقية في غالبها جماهيرية شعبية ولكن هذه المعالم في البدايات، وقد تتدحرج الى اوسع من معالم انتفاضة الاقصى، وفي غزة كان هناك اطلالاق صواريخ محدود يحمل رسائل قد تتدحرج الى اوسع من ذلك، هذا الامر رافقه تفاعل دولي وعربي واسع النطاق ووصل الى الالأمم المتحدة. ان قرار ترامب نابع من السياسة الخارجية للبيت الأبيض، تلك السياسة الهوجاء التي ترسم ملامح الحروب القادمة في العالم والتي سيحترق بها الملايين في العالم ولن تمنعها الحدود من ان تصل الى كل مكان، فالسياسة الألامريكية اليوم تستخدم اساليب مختلطة بين الانقلاب على الشرعية والقرارات الدولية ومحاربة الالأقليات في العالم والتهجم والتحريض على الإسلام والمسلمين، كما ظهر في تغريدات ترامب بصفحته في تويتر، واخرها الالإعتداء السافر على الوضع القانوني الخاص بالقدس والالإعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني الذي لم يحدّد له حدود بل ان دولة الإلاحتلال لم تلتزم بأي من القرارات الدولية منذ العام 1947م، وبالتالي فإن ترامب ومؤسسته الحاكمة تسجل للتاريخ انها اسوأ من جاء للبيت الالأبيض وستخرج لاحقا ألوف من المحتجين حتى في نيوبورك وواشنطن تلعن هذا الترامب المتصهين، فما ان يدق جرس الالإنتقام للقدس وللأقليات المضطهدة والدول التي تجرأ عليها ترامب، فهذا يعني تدويل الصراع وردود الفعل هنا وهناك. ان السياسة الفلسطينية تعمل على نسق واحد، ورفض لانزال ترامب وادارته عن الشجرة المحترقة، وقد ظهرت القيادة الفلسطينية ملتحمة مع جماهير شعبنا البطل تدافع عن مشروعنا الوطني وعشرات السنوات من النضال وبل تحافظ على مكانة القرارات الدولية وخاصة 242،338، وبالتالي فإن وسائل الرفض الفلسطيني بمقاطعة المسؤولين الامريكيين او اي اجراءات اخرى، سيكون لها التأثير الإلايجابي على مواقف الجاليات الفلسطينية والعربية في العالم، وتعتبر السياسة الفلسطينية هي الأكثر نضوجا بالرغم من وجود الاحتلال العسكري الصهيوني. ان اتمام الوحدة الفلسطينية ووحدة القرار الفلسطيني والذي ظهر في اللحظات الالأولى وحتى الآن موحدا وقويا، يعني ان الارادة الفلسطينية ستهزم ما وراء القرار الألامريكي الذي لا يلغي القرارات الدولية، وهنا نرى من الأهمية تقديم شكوى ضد الالإدارة الالأمريكية في محكمة العدل الدولية ونقل المعركة الى المحافل الدولية وتعرية القرار الالأمريكي وصولا الى قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتنا القدس وعودة اللاجئين. الخلاصة: لالا زالت ردود الفعل في البدايات ولم تظهر بعد معالم حالة جديدة لكنه قد تكون مختلفة تماما تصل الى حد الالإستنزاف اليومي السياسي والميداني للاحتلال والإلادارة الامريكية.