تركّز الأندية المحترفة هذه الأيام على مرحلة الميركاتو الشتوي من أجل تدعيم صفوفها ب «العصافير النّادرة»، التي تمكّنها من الوصول إلى أهدافها المسطّرة. فقد أصبحت فترة سوق التّحويلات مرحلة مهمّة بالنّسبة لكل المعنيّين بشؤون الكرة من لاعبين، مسيّرين ومدربين كونها تحدّد بصفة كبيرة طموحات الأندية واستراتيجيتها فيما تبقّى من عمر المنافسة لهذا الموسم. ويبدو أنّ الأندية التي تطمح للعب الأدوار الأولى كثيرا ما تظهر «قوّتها» في هذه المرحلة التي بدأت منذ 15 ديسمبر، وتتواصل إلى غاية 15 جانفي القادم، من خلال الاتّصالات العديدة باللاّعبين الذين تمّ وضعهم ضمن «قائمة» المستقدمين..لكن الحصول على خدماتهم لا يتحقّق بصفة «بسيطة» بالنّظر للمطالب المالية الكبيرة التي تعتمدها الأندية التي تتوفّر على لاعبين مميّزين من أجل «الفوز» من النّاحية المالية نظير التخلي على أفضل لاعبيها. وبالتالي، فإنّه يظهر جليّا أنّ الفرق التي ستكون «نشيطة في الميركاتو» لديها الامكانيات اللاّزمة للوصول إلى «الهدف «..عكس الأندية التي تمر بمشاكل مالية سوف تسعى للعمل على تحقيق التنسيق الأمثل من النّاحية الفنية لتحقيق التّوازن بين الأهداف التّقنية والوضعية المالية. كما أنّ بعض الاختصاصيّين لا يرون العلاقة المباشرة بين النّجاح في جلب «الأسماء الرنانة»، وتحقيق النّتائج الفنية في كل الأوضاع، حيث أنّ التّجارب أكّدت أنّ العمل على المدى المتوسط بتشكيلة متوازنة قد يمكّن الطّاقم الفني من تحقيق نتائج كبيرة. فالاعتماد على «اصطياد» أحسن العناصر في كل فترات «التّحويلات» قد يجعل الفريق يمر بفترات انتقالية في كل مرة، كون اللاّعبين يحتاجون الى فترة التأقلم والانسجام في «وسطهم» الجديد ممّا يفقد المدرب الكثير من الوقت، إلى جانب ذلك، فإن العديد من «الاستقدامات الصّيفية» لم تكن مثمرة بالنسبة لبعض الفرق التي تحاول «إيجاد حل» يرضي الطّرفين بعد أشهر قليلة فقط؟ ولذلك، فإنّ التّجارب السّابقة قد تجعل الأندية تكتفي بتدعيمات «علمية» دون التأثير على توازن التّشكيلة بإيجاد مهاجم أو صانع ألعاب بإمكانه منح الاضافة، وذلك بالتّشاور الكبير بين الطّاقم الفني والادارة.