تعود أندية النخبة اليوم إلى نشاطها العادي لمواصلة منافسات الرابطة المحترفة الأولى، بعد توقف دام لعدة أسابيع كفترة للراحة، والتي سمحت لمعظم الفرق إعادة ترتيب البيت من الناحيتين الفنية والإدارية، حيث يعتبر العديد من الاختصاصيين أن هذه المحطة تعتبر المنعرج الحاسم الذي يسمح للأندية بتوضيح رؤيتها بشكل أفضل فيما تبقى من المنافسة، والخاصة بالأهداف المسطرة ومدى قابليتها لتحقيقها. فبطولة هذا الموسم مختلفة للغاية، مقارنة بالمنافسات السابقة من حيث التنظيم، ولا نتحدث عن المستوى الذي يبقى تقريبا نفسه ولم يطرأ عليه تغيير كبير، بما أن المشكل حقيقي في مجال التكوين القاعدي للاعبين... ويمكن القول أن المجال التنظيمي بدأ يبرز من حيث التنظيم تحكم الرابطة الوطنية المحترفة أكثر في برمجة المقابلات، ذلك أن الرزنامة حددت بشكل دقيق لحد الآن، بالتنسيق مع الأندية، الأمر الذي جعلها تنهي المرحلة الأولى بدون مشاكل كبيرة، وهذا ما أبعدنا نوعا عن التناقضات العديدة التي كنا نراها في المواسم الماضية والتي أدت إلى تمديد موعد اسدال الستار عن البطولة لفترة طويلة وأثر ذلك على مستوى الآداء. إعادة ترتيب الأمور لكن هذه المرة، فقد رأينا أن مرحلة الذهاب، انتهت قبل نهاية السنة الماضية، وحددت فترة الراحة بدون أي ضغط، لإعطاء الجانب الفني حقه وللمدربين بإعادة ترتيب الأمور... هذه الطريقة سوف تساعد الرابطة الوطنية المحترفة بتسيير الأمور المتبقية، أي جولات مرحلة العودة بشيء من الراحة، خاصة إذا علمنا أن الأشهر القادمة لن تكون سهلة وتحمل الكثير من المواعيد، منها أدوار كأس الجمهوية ومشاركة أنديتنا في المنافسات القارية والإقليمية. وكذا دخول المنتخب الوطني في تصفيات كأسي إفريقيا والعالم.. فكل هذه المواعيد تجعل القائمين على شؤون تسيير البطولة التمعن بشكل دقيق في برمجة الجولات، دون التأثير على البرنامج العام للبطولة.. كما أن عدم مشاركة المنتخب الوطني في كأس إفريقيا للأمم التي تنطلق اليوم قلل من الضغط أيضا، مقارنة بالموسم الذي كانت مواعيد عديدة ل “الخضر”.. ونحن نتمنى أن يشارك في المحطات القادمة في كؤوس إفريقيا والعالم، لأن المنتخب الوطني هو الواجهة لكرة القدم الجزائرية... ولعل الأشياء التنظيمية جد هامة في مسار البطولة، فإن فترة الراحة انتهت، فإن الأندية مدعوة إلى نسق ماراطوني، حسب ما أكده رئيس الرابطة المحترفة السيد قرباج، والذي يسعى مع مسؤولي الرابطة إلى اعداد برنامج “يفرض” على الأندية إجراء في العديد من الأحيان (3) مقابلات في (10) أيام.. وهذا للوصول إلى إسدال الستار في حدود نهاية أفريل القادم، كون الجزائر مقبلة على إجراء الانتخابات التشريعية في شهر ماي القادم. منافسات وطنية ودولية لذلك، فإن التدعيم الذي قامت به الأندية في الميركاتو، قد يكون الحل الأمثل لها لمواجهة المرحلة القادمة من المنافسات الوطنية والدولية، حيث أن التعداد الثري سيسمح لها احداث التوازن في التشكيلة بشكل أفضل، ويمكن القول أن فريق مولودية الجزائر كان أنشط ناد من حيث الاستقدامات الشتوية، وسار في رواق سمح له “الفوز” بالعديد من الصفقات المهمة، رغم المشاكل المالية الكبيرة التي يعاني منها منذ بداية الموسم، والانتظار المؤسف للمسيرين لقدوم الايطالي بيليكانو، أين كانت الأمور غامضة إلى حد كبير.. قبل أن يتم طي هذه الصفحة ورؤية الأمور بشكل “براغماتي”، والوصول إلى جمع أموال سمحت للعميد بكسب (5 لاعبين مميزين، من بينهم اللاعب الدولي الأولمبي لنادي الأهلي أمير سعيود، الذي فضل الالتحاق بالمولودية، وقد يلعب أول لقاء له أمام شبيبة القبائل، وعلى ذكر الفريق القبائلي.. فإنه لم يكن كعادته في سوق الانتقالات، ورغم إلحاح المدرب ايغيل قبل نهاية مرحلة الذهاب بضرورة تدعيم الفريق، إلا أن الأمور لم تكن كما نتمناها وسجلت الشبيبة حركة ضعيفة في هذه الخانة، مما يطرح عدة تساؤلات عن الفلسفة الجديدة لرئيس النادي محند شريف حناشي. كما أن إتحاد العاصمة الذي أذهل الجميع في الميركاتو الصيفي باستقدام عدد معتبر من اللاعبين الدوليين، ليكتفي بمهاجم وحيد، بعد أن قرر المدرب أولي نيكول الاعتماد على المجموعة الحالية، أي أن الأمور لا تخص الجانب المالي بقدر ما هي استراتيجية عمل يتم مواصلتها إلى غاية نهاية الموسم. الاستفادة من لاعبين جاهزين ومن جهة أخرى، فإن استغناء بعض الفرق على لاعبين لم يتمكنوا من فرض أنفسهم في المرحلة الأولى، أعطى فرصة كبيرة لفرق أخرى تبحث على تدعيم صفوفها بلاعبين جاهزين، رغم أن وضعيتها الفنية والمالية غير مريحة، ونذكر في ذلك نصر حسين داي الذي “استثمر” في هذه الوضعية ودعم صفوفه بلاعبين قد يكونوا في المستوى لإظهار للرأي العام أن أنديتهم السابقة أخطأت، وقد يساعدون النصرية على الخروج من النفق!!؟ والشيء المهم أيضا في هذه المرحلة، أن كل اللاعبين الذين تم انتدابهم تم تأهيلهم من طرف الرابطة الوطنية، الأمر الذي يسير في المنحى الذي يجعل أمور البطولة تسير بدون اضطرابات وتصريحات متناقضة للمسيرين والمسؤولين في الرابطة..