صدر عن المجلس الأعلى للغة العربية العدد التاسع عشر من المجلة النصف سنوية ''اللغة العربية''، والتي حملت مجموعة من المواضيع القيمة الخاصة باللسانيات والتعريب اللفظي، والتنمية اللغويةوالأمازيغية.. ''من يتحدى سبويه؟''! عنوان حمله مقال لكاتبته فريدة بن فضة تحدثت فيه عن اللغة كركن أساسي من أركان الأمن الثقافي والحضاري والفكري للأمة في حاضرها ومستقبلها، كونها القاعدة المتينة للسيادة الوطنية والقومية، حيث أنها حسب الكاتبة ليست مجرد وسيلة للتبليغ والتواصل بل هي عنوان لهذه السيادة التي تحرص عليها كل دولة من دول العالم. وأكدت الكاتبة أنه إذا تم التسليم أن اللغة العربية تمس الأمن الثقافي والحضاري والفكري للأمة، فإن المسألة تتضمن يقظة أشمل وأعمق من أجل أن تكون اللغة العربية هي اللغة التي يتعامل بها المواطن العربي مع التقنيات الحديثة، وأَضافت بن فضة بعد نقدها لكتاب شريف الشوباشي ''لتحيا اللغة العربية: يسقط سيبويه'' الذي ينعت فيه اللغة العربية بالتخلف والتقهقر والعجز، أضافت أن اللغة ليست كيانا منفصلا ينمو وحده نموا ذاتيا، ويحمل مسؤولية نفسه ولكنها ظاهرة اجتماعية ترتبط بالإنسان وترقى بجهود أبنائها في العلم والحضارة والإنتاج، متسائلة الكاتبة في الأخير عن إمكانية الوصول إلى هذا الوعي اللغوي من المعاصرة. وأشار الدكتور ممدوح محمد خسارة في مقاله ''التعريب اللفظي وجمالية النظام الصوتي العربي'' إلى جمالية اللغة العربية وما يصحبها من جمال التركيب والنظم، وجمال الكلمة المفردة هذه الأخيرة يقول الكاتب تستمد جماليتها من ذاتها أولا ثم يأتي التركيب أو النظم الذي قد يزيدها جمالا أو ينقصه، مضيفا إن لمفردات اللغة التي تصاغ منها منثوراتنا ومنظوماتنا صفات عجيبة وميزات غريبة، حيث أنه لكل كلمة معنى أو روح ولكل كلمة رنة وصبغة. وأكد كاتب المقال أن من أهم معايير جمالية الكلمة العربية خضوعها للنظام الصوتي العربي الذي استنبطت أحكامه من المعربات القرآنية ومعربات عصر الفصاحة والاحتجاج، مشيرا إلى أهمية تطوير مباحث مقررات البلاغة العربية وطرق تدريسها بما يتلائم وحاجاتنا اللغوية المعاصرة من أهمها التقريب اللفضي. وتطرق عبد السلام المسدي إلى أهمية الاهتمام بلغة الطفل العربي كي يقوى على مواجهة تحديات العصر جميعها، متطرقا إلى نص المجلس العربي للطفولة القائل إن إعداد استراتيجية قومية لتنمية الطفل العربي يصدر إلى جملة من العوامل منها مواجهة التحديات الكثيرة والخطيرة والتصدي لها أمام تداعيات العولمة وتهميش الثقافات الوطنية واللغة القومية بفرض ثقافة القطب الاقتصادي، الذي ينتج وحده ويفرض لغته وطريقته عبر وسائل الاتصال.. الحاجة إلى رسم سياسة صحيحة وموضوعية وعلمية لسياسة لغوية عربية شاملة، تأخد في اعتبارها الثقافة العربية الإسلامية والمتغيرات العالمة المعاصرة وخصوصية المجتمع العربي وخصائص النمو في مرحلة الطفولة.. ناهيك عن الاهتمام بمرحلة الطفولة، لأنها المرحلة التي التي تتحدد فيها مقومات شخصيته، وتتحدد فيها إلى حد كبيرة ملامح هويته، مما جعل العناية بسنوات الطفولة مطلبا ودافعا إنسانيا لا يكاد يقع عليه الفرد لدى الأمم جميعها، فضلا عما تنص عليه حقوق الطفل المعاصر، وعلى رأسها حقه في استعمال لغة صحيحة جيدة تمكنه من المشاركة الفاعلة في التنمية الشاملة لبلاده والمحافظة على ذاته. كما تناولت مجلة ''اللغة العربية'' في عددها الآخير مجموعة أخرى من المقالات منها ''اللسانيات وتطبيقها بين العلم والأدب''، ''التنمية اللغوية من أين تبدأ؟''، ''من المؤتلف إلى المختلف في راهن الرواية الجزائرية''، و''اللغة العربية في ديوان الشاعر محمد العيد آل خليفة..'' وغيرها من المقالات التي تنادي بأهمية الاهتمام والنهوض بلغة القرآن.. اللغة العربية. ------------------------------------------------------------------------