نفى كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال سابقا، السيد عز الدين ميهوبي أمس أن تكون لعبة كرة القدم «أفيون الشعوب» مثلما يصطلح عليها البعض بحجة أنها تلهي المواطنين عن قضاياهم وانشغالاتهم اليومية. وقال السيد ميهوبي في تدخل له في ندوة فكرية نشطها عالم الاجتماع التونسي محمد جويلي بمركز الشعب للدراسات الإستراتيجية أن كرة القدم لها علاقة وطيدة بالدين والهوية، فمثلا في الجزائر بعد سنوات العشرية الحمراء كنا بحاجة إلى شيء يلتف حوله كل الجزائريين ويعيد لهم روح الوطنية التي اندثرت في السنوات الصعبة، وما عزز الشعور بالوطنية وزاد من اللحمة الوطنية انتصارات الفريق الوطني التي حققها قبل وبعد مباراة أم درمان الفاصلة والتي أهلته إلى مباريات كأس العالم، فكانت نتائج نجاحات الفريق الوطني مبهرة للغاية حيث جعلت الشباب الجزائري ينتزعون الأعلام حتى من المؤسسات الرسمية تعبيرا عن تعلقهم وحبهم لبلدهم ولفريق كرة القدم. وأشار السيد ميهوبي في هذا السياق أن كرة القدم حققت ما عجزت عنه الإذاعة الوطنية في وقت سابق حينما أطلقت مبادرة علم في كل بيت جزائري في خطوة لإعادة إحياء الروح الوطنية، حيث لم تحقق أهداف المبادرة في وقت عجلت انتصارات المنتخب الجزائري بتحقيق ما كانت تطمح له الإذاعة يومها. واعتبر السيد ميهوبي رفع الشباب لراية أو علم بلدهم دليلا على شعورهم بانتمائهم إلى وطن له مواصفاته التاريخية والعلمية والحضارية، قبل أن يضيف أن هذه الظاهرة ليست مجرد أفيون للشعوب بل بالعكس هي تقدم نموذجا من الديمقراطية. وأضاف السيد ميهوبي أن كرة القدم لم تعد ظاهرة عابرة بل صارت منتشرة في العالم من خلال تكريسها صورة العولمة الحقيقية حيث تضم الفيفا 204 عضو في وقت تضم هيئة الأممالمتحدة 191 عضو والفيفا لا تعترف بالقوانين الجهوية ولكن تفرض قوانينها والدافع الدخول إلى العولمة من المجال الاحترافي. وذكر السيد ميهوبي بنشأة لعبة كرة القدم التي ظهرت لأول مرة في المجتمعات الصناعية وبالضبط في بريطانيا، حيث بدأت تنشط الأندية كنوع من الإشهار لمنتوجات المؤسسات الصناعية المنتشرة بالمنطقة ولكن بعد القرن ال20 تحولت هذه العلاقة لتصبح أكثر ارتباطا بالهوية والدين ففي أمريكا الجنوبية وصلت مستويات الاهتمام بكرة القدم في المجال الديني إلى درجة التأليه حيث تم في سنوات التسعينات إنشاء كنيسة بالأرجنتين باسم اللاعب مارادونا التي بات ترى فيه شكل من أشكال رجال الدين تقرأ جزء من مذكراته وتعقد قران بحضور قس وتتلى جزء من مذكراته مع وضع كرة قدم في الوسط، بل الأكثر من هذا يضيف وزير الاتصال السابق أصبحت بعض الأندية في نفس البلد تحدد مساحات في المقابر لا يدفن فيها إلا مناصروها. وأردف السيد ميهوبي قائلا: أن هذه المستوى انتقل إلى مستوى فلسفي حينما ظهر جيل من المثقفين أمثال صادانا الذي كان يقول أننا في أمريكا اللاتينية نلعب كرة قدم كالشعراء بينما في أوروبا بصفة الناشرين وبعدها جاء ميوني الذي كان يرى أن كرة القدم يسارية في أمريكا الجنوبية وبرجوازية في أوروبا. زهراء.ب