مشاريع طي الأدراج والوضع السياحي في ترد مستمر استفادت مدينة الحمامات المعدنية بوحنيفية ضمن المخطط الخماسي 2010 2014 من 145عملية تنموية بمبلغ يفوق 4 ملايير دينار، وجهت لمشاريع صيانة الطرق وتجديد شبكات الصرف ومياه الشرب، فضلا عن إنجاز مرافق صحية وعمومية هامة من بينها تلك التي تقع عليها أهداف تحريك عجلة التنمية الاقتصادية وإنعاش السياحة المحلية والوطنية، على غرار مستشفى جهوي متخصص في جراحة العظام بطاقة 120 سرير أنطلق في إنجازه سنة 2012 ولم يسلم بعد، ومحطة برية ملائمة لطبيعة المنطقة السياحية التي صارت تفتقر لأدنى المرافق الضرورية لإنعاش ودفع القطاع السياحي فُرغ من أشغالها غير أنها تبقى مجرد هيكل غير مستغلة تماما. كما استفادت المنطقة من مشاريع لمرافق جاءت لتجسيد مشروع منطقة التوسع السياحي التي كلفت دراستها التقنية مبلغ 5 ملايين دينار وتتضمن إنشاء منطقتين للتوسع السياحي بموقع عين الحامات ووسط مدينة بوحنيفية، إضافة إلى رصد غلاف مالي مهم لعصرنة المحطة الحموية ضمن مشروع لا يزال طي الأدراج بحجة عدم جدوى المناقصات التي تفتح لتجسيد عملية كبرى من نوعها تمكن من تأهيل المحطة الحموية والرفع من نوعية الحمامات السياحية والعلاجية بحمامات بوحنيفية، كل ذلك، مشاريع طال انتظارها ومازالت مجرد أحلام تتناثر على واقع مرير ولا يشرف أحدا من سكان المنطقة ومسؤوليها رغم ما يمليه الظرف الاقتصادي الراهن وما يفرضه توجه الدولة الجزائرية نحو خلق اقتصاد قوي ركيزته الفلاحة والسياحة، حيث تظل بوحنيفية ذات الاسم القديم “أكواسيرانس” قديمة فعلا ولا تستجيب للتطلعات السياحية العصرية وبعيدة كل البعد عن تقديم خدمات مرضية تقنع زوارها الموسميين بالعودة إليها مجددا. فنادق غير مصنفة وخدمات لا ترقى للمأمول ذكر مدير السياحة لولاية معسكر عبد المالك طالبي في حديث ل«الشعب”، أن عدد زوار المحطة الحموية ببوحنيفية قارب 50 ألف زائر خلال عطلة الشتاء الماضية، ما يعني حتما ارتفاع مداخيل هذه المؤسسة العمومية ذات الطابع الاقتصادي والسياحي وما يمكن أن يفرزه هذا الارتفاع من نتائج إيجابية على أداء المحطة الحموية من حيث الخدمات الموفرة لزوارها، مضيفا أن مصالحه تحصي نحو 42 مؤسسة فندقية عبر تراب الولاية أغلبها يتواجد بمدينة الحمامات ب23 فندقا غير مصنف بدرجة نزل أو مرقد، رغم ذلك تبقى هذه المراقد الوجهة المفضلة للزوار القادمين من ولايات أخرى للبحث عن الراحة والاستجمام بالمياه المعدنية، بسبب تناسب أسعار الإيواء مع قدراتهم المالية خاصة إذا تطلبت إقامتهم بالمدينة عدة أيام وليالي، عكس الأسعار المتوفرة بفندق بني شقران التابع للمحطة الحموية والتي تكاد تكون غير مناسبة أو مطابقة لنوعية الخدمات المقدمة التي تفتقر مثلا إلى جودة الوجبات، خدمات الاتصال الهاتفية والحديثة وحتى غرف الفندق التي لم تعد تستجيب لراحة السائح بفعل انبعاث الروائح الكريهة جراء ارتفاع درجة الرطوبة، حيث لم يعد يصلح في المحطة الحموية سوى الحديقة المتواجدة بها أو مياهها المعدنية ذات الخاصية العلاجية التي غالبا ما يفسدها الهواء البارد المتسرب من نوافذ غرف الاستحمام. 65 عملية مراقبة لا جدوى منها في الميدان يشهد قطاع السياحة بولاية معسكر واقعا مريرا بشهادة المسؤولين الذين تعاقبوا على إدارة الجهاز التنفيذي للولاية، فقطاع السياحة لم يعد يقدم الخدمات المرجوة منه رغم أهميته البالغة في دعم الاقتصاد الوطني دون إغفال الحديث عن الاقتصاد المحلي الذي لا يستفيد من مداخيل المحطة الحموية، حيث تسجل معظم النقاط السوداء بقطاع السياحة في مدينة الحمامات بوحنيفية التي بالرغم من إحتوائها على عدد كبير من الفنادق والمحطات المعدنية والينابيع الحموية، غير أن سوء استغلال هذه المرافق الحيوية والمعالم الطبيعية حال دون تحويلها إلى قبلة للسياح ومدينة سياحية بالدرجة الأولى، حيث أن الفنادق بالمدينة لا تتوفر أغلبيتها على شروط ومعايير الإقامة مما جعلها خارج إطار التصنيف، بالإضافة إلى نقص مواقف السيارات وانعدام أماكن الترفيه والتنزه إلى رداءة الخدمات التجارية الضرورية بالمدينة الحموية التي تنتشر بها مطاعم الأكل الخفيف ومطاعم تفتقر لمقاييس وشروط الصحة والنظافة، في ظل غياب الجهود والنوايا الجادة للنهوض بالسياحة الحموية الأمر الذي تعكسه المحاولات المحتشمة لمفتشي القطاع لمراقبة جودة الخدمات المقدمة من خلال دوريات التفتيش ومراقبة الفنادق الموجودة، حيث نفذت مصالح مديرية السياحة لمعسكر حسب متحدث “الشعب”، نحو 65 عملية مراقبة للمؤسسات الفندقية سنة 2017، أسفرت عن 32 إعذارا لأصحاب هذه المؤسسات بخصوص بعض المخالفات الإدارية وغياب مقاييس وشروط الصحة والنظافة داخل هذه المراقد، رغم ذلك تبقى تدخلات مفتشي القطاع على مستوى المؤسسات الفندقية الخاصة ببوحنيفية محتشمة بل غير مهمة ما دامت تدخلاتها لم تتمخض عن أي إنذار أو إجراء ملموس في الميدان مقابل الخدمات الفندقية التي يتواصل ترديها إلى مستويات غير معقولة، أما مديرية التجارة فبدورها لم تحرك ساكنا حيال انتشار التجارة الفوضوية بالنسيج العمراني للمدينة الحموية، خاصة في شارع أول نوفمبر الذي يعج بالمطاعم التي تفتقد لأدنى شروط الصحة والنظافة، وفي هذا السياق تحفظ مدير التجارة لولاية معسكر عن ذكر الأرقام الخاصة بالمخالفات المسجلة شأن نشاط المحلات والمطاعم ببوحنيفية التي بات خطرها واضحا على صحة سكان المنطقة وزوارها، وإلى أن يظهر المسؤولون المحليون انسجاما في تسيير قطاعاتهم وإرادة قوية للدفع بالسياحة المحلية، تبقى بوحنيفية عاصمة الحمامات المعدنية ذات الصيت والشهرة العالمية مثقلة بالهموم وفي حاجة إلى حشد الجهود والمبادرات للرقي بها وبالسياحة الحموية.