أعلنت قرغيزستان تعبئة جزئية لجيشها لمواجهة الصدامات العرقية المتواصلة منذ ثلاثة أيام في الجنوب، وسط معلومات عن لجوء بعض أبناء أقليتها الأوزبكية إلى أوزبكستان المجاورة. وحذر بيان للحكومة الانتقالية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، من أن التلكؤ في اتخاذ إجراءات فعالة لوقف المجازر المتواصلة من شأنه أن يفاقم الوضع ويحوله إلى صراع إقليمي. جاء ذلك بعد قرار للحكومة يسمح للوحدات العسكرية التي نشرت في مدينة أوش منذ يوم الخميس بإطلاق النار بهدف القتل أملا في إخماد الصدامات التي أوقعت 80 قتيلا وأكثر من ألف جريح حسب معلومات وزارة الصحة. وما زالت الاشتباكات مستمرة في جلال آباد وسيطر مسلحون مجهولون على حواجز الشرطة في المدينة وصادروا أسلحة رجالها وأحرقوا مقر التلفزيون الحكومي الإقليمي وجامعة الصداقة. ووصف سياسي محلي بجلال آباد الأحداث بأنها حرب حقيقية، كل شيء يحترق والجثث ملقاة بالشوارع. ويتوقع أن تعلن الحكومة تمديد حالة الطوارئ المعلنة وحظر التجوال ليصبح على مدار الساعة مضيفا أن المسلحين باتوا يتعرضون للصحفيين ولسيارات الإسعاف، حيث أحرقوا ثلاثة منها. من جهتها قالت رئيسة الحكومة الانتقالية روزا أوتونباييفا: إن أوش تواجه أيضا أزمة إنسانية لأن الطعام ينفد مضيفة أن حكومتها قررت فتح الحدود إلى أوزبكستان للسماح بفرار الأوزبك رغم أنه لم يتضح بعد من يسيطر على الحدود. وكانت أوتونباييفا قد طلبت السبت من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إرسال قوات لمساعدتها على تهدئة الأوضاع. لكن الأخير رفض ذلك بدعوى أن الصراع داخلي وأن الظروف لا تتطلب مشاركة فعالة حسب المتحدثة باسمه ناتاليا تيموكوفا واكتفى ميدفيديف بالتعهد بإرسال طائرة مساعدات طبية وأغذية.