كانت الخيبة كبيرة عشية امس في صفوف الفريق الوطني والبعثة الجزائرية ككل بعد الانهزام الذي مني به الخضر في الخطوة الاولى لهم في مونديال 2010 امام سلوفينيا بنتيجة 10 .. بالرغم من ان كل الامور كانت توحي عكس ذلك قبل ان يتلقى شاوشي الهدف بعد ارتكابه لخطا في تقدير سرعة الكرة .. نقول ان مفاتيح المباراة كانت لدى اشبال سعدان لفترة طويلة. لكن كما يقال «السيطرة لا تعني الفوز» وقد تاكد فعلا زملاء زياني من هذه الحقيقة عندما تلقوا هدفا مباغتا. هذا الانهزام سيصعب اكثر من مامورية الفريق الوطني في هذا الونديال، ذلك انه بالاضافة الى تضييعه الفوز وتسجيل خسارة، فان مشواره في المونديال يقترح عليه مقابلتين امام اقوى الفريقين في المجموعة وهما انجلترا و الولاياتالمتحدةالامريكية. ويمكن القول ان المنتخب الوطني دخل بالبذلة البيضاء التي كثيرا ما كانت فال خير على ممثلينا .. وانطلق زملاء زياني بقوة و تمكنوا من نقل الخطر الى مرمى سلوفينيا منذ الدقيقة الثانية عندما نفذ بلحاج مخالفة تصدى لها الحاس السلوفيني باعجوبة.. وقد عرفت الدقائق الأولى سيطرة نسبية للمنتخب الوطني الذي كان منظما فوق ارضية الميدان بشكل سمح له بالمحافظة على الكرة في اغلب الفترات الاولى .. فقد اختار سعدان خطة 44 2 - والتي اقلقت كثيرا السلوفينيين الذين وجدوا صعوبة في الدخول في اللقاء .. ذلك ان وسط ميدان الخضر كان نشطا بوجود اللاعب يبدة الذي فعلا اعطى الاضافة الحقيقية للتشكيلة ولم يكتف بالدور الدفاعي الكلاسيكي وانما اعطى اغلب الكرات على الجناحين التي شكلت خطورة على الدفاع السلوفيني الذي لم يجد ضالته مع الخطة الجزائرية. فالى جانب الاعتماد على التمركز الجيد لزباني ومطمور فان اللاعب قدير كان فعلا مهما من الناحية اليمنى واعطى تركيز اكثر للناحية اليمنى. فال 20 دقيقة الاولى كانت جزائرية واعاد الفريق الوطني للاذهان الصور الجميلة التي تعودنا عليها ولو في غياب الفعالية التي كانت ناقصة عند اللمسةاللمسة الاخيرة ولو ان اخطر فرصة في المرحلة الاولى كانت جزائرية عندما تابع حليش مخالفة زياني براسية ظن الجميع انها الهدف الاول .. لكن الكرة خرجت امام القائم الايسر لمرمى الحارس هاندانوفيتش في الدقيقة ال 36 .. الامر الذي اعطى ثقة اكبر لزملاء زياني الذين انهوا الشوط الاول في ثوب المرشح للفوز بالمباراة. والمنتخب السلوفيني اعتمد فقط على الهجومات المعاكسة دون السيطرة على الكرة بشكل كبير. كما يمكن الاشارة ان المدافع حليش كان رجل المرحلة الاولى بفضل تدخلاته وقيادته للدفاع باحكام وبرودة دم. المرحلة الثانية كانت اكثر اثارة من سابقتها وشاهدنا فرصا كثيرة من كلا الطرفين، خاصة الفريق الجزائري الذي حاول الدخول عن طريق الاجنحة .. عندما اعطى المدرب سعدان تعليمات بالدخول من هذه المنطقة واستعمال سرعة بلحاج في الرواق الايسر .. لكن غياب الانسجام جعل الثنائي جبور ومطمور في عزلة حقيقية. ولم يتمكنا من اختراق الدفاع السلوفيني المعروف بلياقته البدنية المميزة. هذه الوضعية دفعت سعدان لاجراء بعض التحويرات. وهذا بادخال المهاجم غزال في مكان جبور .. أخطاء كبيرة من غزال وشاوشي لكن للاسف الشديد كانت الامور عكس ما كنا نتمناه حيث ان غزال تسبب في احداث المنعرج الاول للمباراة عندما تلقى بطاقة حمراء بعد ارتكابه لخطاين الواحد تلو الاخر في 14 دقيقة وهو الزمن الذي بقي فيه فوق الميدان. هذه الضربة كانت موجعة حقا للخضر الذين فقدوا نوعا ما التركيز عندما حدث عدم توازن في لحظة حاسمة من اللقاء. وقد اصبح الفريق المنافس يهاجم باكثر عدد ويحدث وضعيات خطيرة وفي احداها قذف المهاجم كورن نحو المرمى في الدقيقة 79 وغالط الحاس شاوشي الذي لم يقدر وضعية الكرة .. مما اربك فعلا الفريق الوطني الذي لم يكن ينتظر ضربتين متتاليتين في الوقت الذي كان بامكانه تحقيق عكس ذلك ولم يكن الفريق السلوفيني قويا الى درجة ان يخيف ممثلينا الذين بدوا احسن من الناحية الفنية والفردية لكن النقص يكمن في غياب الانسجام في الهجوم وعدم وجود هداف يمكنه تجسيد المحاولات حيث لم ينفع دخول صايفي لاستدراك الوقف . وحسب اغلب المتتبعين فان القوة الهجومية تطرح عدة تساؤلات وكان بالامكان الاعتماد على لاعبين لهم القوة البدنية و الفنيات لتجسيد المحاولات .. وذكر اللاعب بودبوز مرارا في مختلف التحاليل التي اعقبت المباراة .. ربما سعدان قد يعطي الثقة لهذا اللاعب في مباراة انجلترا؟؟