يكتسي مشروع «ديزرتيك» أهمية كبيرة في أجندة البرنامج الاورومتوسطي حيث التزم الاتحاد الأوروبي بدعمه ، علما أن المشروع هو مبادرة من الشركات الألمانية والفرنسية والاسبانية و الايطالية والجزائرية شرط أن يكون له صدى لدى الحكومات. هذا ما شدد عليه المفوض الأوروبي «غونتر اوتينجر» في لقاء أول أمس للمجلس ا لوزاري للطاقة للاتحاد المغاربي بالجزائر، معربا عن التزامه بدعم وانجاز المشروع لصالح البلدان المغاربية والأوروبية. مفيدا أن العمل الكبير ينطلق ابتداءا من التخطيط إلى التمويل ، مشيرا إلى أن التمويل سيكون خاصا لكن المصلحة عمومية. ويرمي مشروع «ديزرتيك» الذي بلغت قيمته 400 مليار اورو لآفاق 2050 وبتمويل على مراحل ، حسب المفوض الأوروبي إلى تزويد أوروبا بالطاقات المتجددة بصفة دائمة وكذا دول شمال إفريقيا . علما أن الجزائر قد رهنت مشاركتها في هذا المشروع بان يحول المستثمرون التكنولوجيات في مجالات الهندسة والتجهيزات والبنايات. كما ستدرس إمكانية تطوير هذه المشاريع في إطار الشراكة الاورو - متوسطية. وبشان مشروع إنتاج الكهرباء الشمسية الذي باشرته المؤسسات الأوروبية ، فان الدولة الجزائرية ستدرس كل إمكانيات تطوير الطاقات المتجددة ليس فقط على المستوى الوطني وإنما كذلك على المستوى الإقليمي، وستعمل على استكمال المرحلة الأولى لمشروع اندماج سوق الكهرباء الجزائرية والمغربية والتونسية مع السوق الأوروبية في الآجال المتعاقد عليها. وفي هذا السياق دائما فان هذا المشروع يحتاج لتنفيذه تعزيز تكوين الموارد البشرية. ونؤكد أن بلدان المغرب العربي أظهرت إرادتها في إنشاء هذه السوق المغاربية للطاقة والتي تتطلب تنسيق الإطارات التنظيمية لقطاع الكهرباء وتقريب الإجراءات التعريفية لهذه الطاقة. ونشير هنا إلى أن الشراكة الاورو - متوسطية في مجال الكهرباء تفرض على الاتحاد الأوروبي بذل جهد اكبر في مجال نقل التكنولوجية وانفتاح اكبر لهذه الأسواق أمام منتجات الجنوب. حيث أن الربط الكهربائي المغاربي يمثل 01 بالمائة من القدرات الإنتاجية العامة بالمغرب العربي، مما يجعل هذه النسبة غير كافية من اجل مبادلات منتظمة ودائمة. وبالمقابل فقد تم إيصال الجزائر بالمغرب من خلال ربط قدرته 400 كيلوات يسهل علي البلدين نقل الطاقة الكهربائية نحو اسبانيا ، في إطار إنشاء حلقة كهربائية اورو متوسطية. كما تم برمجة ربطين آخرين في إطار هذا الإدماج الأولي في عمق البحر ستربط بين تونس وايطاليا في حين الأخرى ستربط المغرب باسبانيا. وتجدر الإشارة إلى أن المجمع الجزائري سوناطراك كان قد واجه صعوبات خلال السنة الماضية للدخول في السوق الاسبانية بسبب منع السلطات الاسبانية له من العمل كمنتج للكهرباء ومتعامل تجاري لاسبانيا. وفي هذا الإطار، بات من الضروري توضيح كيفيات شراء هذه الطاقات المتجددة.