الحدث لا يتمثل بإسقاط طائرة صهيونية سواء كانت في داخل الأراضي السورية أو خارجها، فالحدث يتجاوز مجرد اسقاط طائرة هنا وأخرى هناك، أو توجيه ضربة هنا أو أخرى هناك، بل أن الحدث هو تشكيل نصر معنوي ليس فحسب للشعب السوري الذي يتعرض لمؤامرة كبيرى ومتشعبة، بل هو نصر معنوي لكل الشعوب العربية، وقوى المقاومة العربية التي ومنذ عقد من الزمن تتعرض لكي وعي، وغسيل اتجاهات رأي، وتقزيم، وتفتيت لكل بيارق الأمل لدى المواطن العربي، ونقلة من حالة احباط إلى يأس، بل وهزيمة الجانب النفسي والمعنوي العربي عامة. وعليه فقد جاء الرد السوري ليحمل في طياته رسالة استراتيجية قاسية ليس فحسب للعدو الصهيوني، بل لأطراف وجهات متعددة منها الولاياتالمتحدةالأمريكية، والغرب عامة، وكذلك بعض الشرذمات العربية التي لم تفتأ لحظة من محاولات تدمير سوريا تحت وطأة مبرر المذهبيات، والعقائد المذهبية، ومن هنا فالرسالة السورية حملت التالي: أولًا: أن سوريا بدأت التعافي من المؤامرات، وإنها بدأت تفرض سيطرتها على مقدراتها العسكرية والسياسية. ثانيًا: أن الدولة السورية بدأت في اعادة رسم ملامح الدولة الواحدة كدولة مقاومة، وموحدة وتعزيز حضورها عبر منظومة موحدة وثابتة. ثالثًا: أن سوريا لديها القدرة على الرد ولجم العدوان الصهيوني وغير الصهيوني على سيادتها، وإنها ستمارس قوة الردع ضد كل من يحاول المساس بها، وببمنظومتها المؤسساتية. رابعًا: أن قواعد الاشتباك لم تعد كما كانت عليه منذ عام 2011، وأن المراهنات على القوى الإرهابية لن يحقق ما تصبوا إليه القوى المتآمرة على سوريا. خامسًا: رسالة من قوى المقاومة لقوى التطبيع والتآمر العربية أن سوريا لن تكون فضاء مفتوح لممارسة سياساتهم في سوريا. وعليه فإن الحادث ليس عرضي، وليس عشوائي بل هو مخطط ومدروس، وأن العدو الصهيوني سيغير تكتيكاته، واستراتيجياته في سوريا، وأن القوى الدولية ستلجم العدو الصهيوني، وتلجم تهور وعربدة العدو الصهيوني ضد الدولة السورية، والسيادة السورية، وأن الأمور لن تتجه نحو تصعيد في الجبهتين السورية أو اللبنانية، بما إنه ليس من مصالح العدو الصهيوني أولًا، والقوى العظمى روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية ثانيًا، ولكن الصدمة التي أصابت العدو الصهيوني وحلفائه ستدفعهم لإعادة حساباتهم حول قوى المقاومة عامة، وسوريا خاصة، والأن كلاهما في حالة محاولات لإمتصاص الصدمة التي مثلها اسقاط الطائرة الصهيونية، وحسب التقدير لن يغامر الكيان الصهيوني في فتح أي جبهات ملتهبة في الشمال وربما تمتص صدمتها بحدث كبير في غزة.