يتسمّ مناخ الاستثمار في مجال السياحة الدينية بالكثير من الجاذبية والتميز، ولعلّ خصوصية هذا المجال تتضح من خلال القدرات التي تتمتع بها الجزائر، وأهمية ما يتمتع به الزبون الجزائري، ولعلّ أبرز الشركات الكبرى الناشطة في مجال السياحة الدينية، لديها اهتمام خاص بالجزائر، ويمكن استغلال هذه الفرصة من أجل استقطاب العديد من الاستثمارات في المجال اللوجستيكي على وجه الخصوص، في ظلّ وجود مستثمرين جزائريين وسعوديين مهتمين بالعمرة والحج بأسعار اقتصادية منافسة وبرامج خدماتية مثيرة من شأنها أن تجذب اهتمام الجزائريين، من أجل خدمات أفضل وكذا وجود مستثمرين سعوديين يتطلعون من أجل فتح مؤسسات سياحية مختلطة.. جريدة «الشعب» حضرت «المعرض الأخضر» للسياحة الدينية الذي احتضنه فندق «الماركير» ورصدت هذه الانطباعات.. 211 وكالة لتنظيم عمرة 2018 قال علي شعباني مدير العمرة بالديوان الوطني للحج والعمرة، أنه قبل بداية موسم العمرة صدر دفتر شروط المنظم للعمرة بشكل عام في الجزائر والبقاع المقدسة، مشيرا في سياق متصل أن المتمعن في دفتر الشروط، يطلع على الاتفاقيات وجميع التفاصيل التي تصبّ في إطار تأمين راحة المعتمر، حيث توجد شركات تقبل وأخرى لا تقبل، ويتم على ذلك الأساس اختيار وكالات تتولى مهمة تنظيم العمرة، التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين بهدف أن يكون نشاطها في المستوى. أما بخصوص جديد هذا الموسم، أوضح شعباني أنه يمكن الاعتراف أن موسم العمرة الحالي بدأ في وقت مبكر، لكن عدد الوكالات تراجع وتقلص مقارنة بالعام الماضي، لأنه بعد تسجيل 258 وكالة في العام الفارط، استقر هذا الرقم خلال السنة الحالية عند 211، وذكر أنهم يتطلعون حتى تكون هذه الوكالات في المستوى المطلوب، في ظلّ وجود إجراءات عقابية لكل وكالة تتجاوز القانون ولا تحترم دفتر الشروط، على اعتبار أن العقاب قد يصل إلى غاية التوقيف النهائي للوكالة عن النشاط، أو لمدة 15 يوما فقط. وتحدث شعباني عن تسجيل خلال عام 2017 حوالي 420 ألف معتمر زاروا البقاع المقدسة، وتوقع هذه السنة أن يرتفع العدد إلى سقف أعلى. ووقف على عروض كبيرة من طرف السعوديين، كون السوق الجزائرية كل عام تتسع أكثر وبشكل محسوس، محاولة منهم بجلب الزبون الجزائري كونه يعدّ من أفضل الزبائن، حيث لا يسجل أي مخالفات سواء في الحج أو العمرة، وتطرق إلى حرص السعوديين التموقع في السوق الجزائرية، كونها سوق نظيفة وجيدة في نفس الوقت. لا زيادة في الأسعار قدّم عبد الرحمان صالح السعوي صاحب «مجموعة فنادق السعوي» عروضا يمكن وصفها بالمغرية لجذب الزبون الجزائري، حيث حرص على الاقتراب منه وجد مهتم بالسوق الجزائرية، وبعد خبرة شركته في الحج والعمرة في السوق لا تقل عن تجربة 28 سنة، يحاول من خلال مجموعته تقديم خدمات جيدة بأسعار معقولة، خاصة بالنسبة لمن سبق لهم العمرة في رمضان العام الماضي، حيث لن ترتفع التكلفة في السنة الحالية، حيث صرّح يقول في هذا المقام: «..اخترنا السوق الجزائرية لأن الشعب الجزائري مهتم بالعمرة، وبالإضافة إلى ذلك توجد كثافة سكانية معتبرة، تتوق لأداء مناسك العمرة والحج وزيارة البقاع المقدسة، لذا نحاول أن نكون جهات ربط بين الخدمات، وإلى جانب ذلك نقدم أسعار مناسبة في ظلّ تغيرات الأسعار، أي تقديم سعر مشابه في عمرة رمضان لسعر السنة الماضية، حيث لن يرتفع، كون من يرغب في تكرار العمرة يترتب عليه الزيادة في تكلفتها.. ونحرص أن تكون تكلفة من دون زيادة». خدمات حسب طلب الزبون أبدى ثروت محمد ياقوت عن شركة أفواج للتطوير وخدمات المعتمرين بمكة والمدينة وجدة وكذا شركة هاتون العالمية القابضة، اهتماما كبيرا بالسوق الجزائرية، ومن ثم التوسع عبر السوق المغاربية، حيث تقدم شركتهم خدمات العمرة، من خلال توفير التأشيرة والنقل والفنادق، وتتوفر لديهم كذلك جميع المستويات من فنادق خمسة نجوم وأربعة وثلاثة نجوم، وبالإضافة إلى الفنادق الاقتصادية التي تناسب مع جميع المستويات وتلبي في نفس الوقت مختلف الطلبات، ومن خلال الخبرة التي يتمتعون بها ولا تقل عن 30 سنة في هذا المجال، قال ياقوت أنه يمكنهم توفير الخدمات حسب طلب الزبون بأقل الأسعار، وفوق كل ذلك حريصون على التعرف على الشركات الجزائرية ووكالات السياحة من أجل توسيع دائرة السفر، والتطلع لفتح شركة بالجزائر. من جهته أحمد جودة من «شركة هاتون العالمية القابضة لإدارة وتشغيل الفنادق» في مكة والمدينة، لم يخف أنهم حريصون على فتح وكالة أسفار خاصة في السوق الجزائرية مع جزائريين، حيث وصفها بالسوق الواعدة، ولا ينتظرون حضور الوكالات السياحية الدينية إليهم، بل يحضرون لتوفير جميع الخدمات بالنسبة للتأشيرة وتذاكر الطياران والحجز الفندقي وكذا النقل، وكشف أنهم يقتربون من إبرام تعاقدات مع شركات محلية ليكونوا شركاء داخل الجزائر. برامج جذّابة اعتبر عبد الله العتيبي عن شركة «ريتاج الحياة لخدمات المعتمرين»، أن السوق الجزائرية جدّ مهمة بالنسبة إليهم، لذا يحضرون لها برامج جذابة ومهمة بأسعار معقولة وخدمات جيدة، ويحرصون فوق كل ذلك على بناء شراكات مع وكالات سياحية دينية في الجزائر، كون مؤسستهم عريقة في هذا المجال في إطار تقديم خدمات السياحة الدينية للمعتمرين، ووصف الجزائر من أكبر الدول التي تتدفق على زيارة البقاع المقدسة، ومن أفضل الأسواق للسياحة الدينية، وبدا حريصا للتغلغل في السوق الجزائرية، والتزم بتقديم خدمات عصرية من خلال التقنيات الحديثة. تكلفة من دون رسوم وأكد إسلام أبو طالب مدير مبيعات مجموعة ديار كنانة لخدمات المعتمرين، بأن منتوج خدماتهم مثير وأسعارهم منافسة جدا يدرجون فيها جميع الرسوم والضرائب، ويعملون في الوقت الحالي مع وكالة جزائرية في العمرة، والزبون الجزائري بالنسبة إليهم جدّ مهم لذا يقدمون له خدمات خاصة جدا تجعله يعود مجددا، من خلال توفير النقل وكل أمور الراحة وكذا السعر حيث لا يشعر بأي ضريبة. في حين ضياء محمد مدير مجموعة «ميدان الفندقية» الذي يتوفر على 5 فنادق، يرى أنه في ظلّ الأسعار المرتفعة لمناسك العمرة، سطروا برنامجا اقتصاديا يناسب المعتمرين الذين يرغبون في زيارة مكة بتكلفة اقتصادية، ورغم أن فنادقهم تبعد حوالي 3 كيلومترات عن الحرم أي متواجدة في منطقة «العزيزية»، لكن يوفر للزبائن النقل على مدار الساعة أي في الوقت الذي يرغبون الذهاب إلى الحرم وكأنهم متواجدين به، وكذا توفير الوجبات الغذائية والمشروبات والمصلى، ولكن الأسعار اقتصادية، وأبدى اهتماما للتعاون مع وكالات سياحية جزائرية. أما فهمي غالب من مجموعة «صرح المنامة»، فتحدث عن تخصيص امتيازات كبيرة للسوق الجزائرية، عن طريق استحداث خط خاص مع شركات جزائرية، على اعتبار أن عملهم مع الجزائريين يقدر بنسبة 70 بالمائة ويحرصون على توسيع عملهم ، مقدمين امتيازات مركزية واقتصادية منافسة، وفوق ذلك مستوى الخدمات جد رفيع، وكذا إقامة مشاريع مهمة مع جزائريين.