انتقد رئيس الوزراء، نوري المالكي، التوقيت الذي تم فيه تسريب الوثائق الأمريكية السرية حول الحرب في العراق على موقع ويكيليكس. وقال المالكي إن توقيت التسريب هو محاولة للإضرار بمجهوده لتشكيل حكومة جديدة في العراق، عبر تأجيج الغضب ضد الأحزاب الوطنية وزعمائها خصوصا ضد رئيس الوزراء. وفي هذه الأثناء، تعهد مسؤولون عراقيون يوم السبت بالتحقيق في أي مزاعم عن ارتكاب الشرطة أو الجيش لجرائم خلال فترة العنف الطائفية في العراق، بعد أن نشرت ويكيليكس تفاصيل انتهاكات تعرض لها سجناء على أيدي القوات العراقية. وأوردت الكمية الهائلة من الملفات والتي تحتوي بالأساس تقارير يومية ميدانية من ضباط من رتب صغيرة بالجيش الامريكي تفاصيل عن انتهاكات بحق سجناء كانت السلطات الامريكية على علم بها لكنها لم تحقق فيها. وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن الحكومة لن تظهر أي تسامح عندما يتعلق الامر بحقوق مواطنيها، رغم أنه استنكر ايضا توقيت نشر التقارير، بينما تحاول القوى السياسية العراقية التفاوض على حكومة جديدة. وأضاف أن نشر الوثائق في وقت لم تصل فيه المفاوضات تشكيل الحكومة الي نتيجة حتى الآن هو توقيب مريب، واتهم هيئات إعلامية لم يسمِّها بمحاولة استخدامها لمهاجمة الحكومة المنتهية ولايتها. وقال اللواء حسين كمال، أحد نواب وزير الداخلية العراقي، أن المسؤولين العراقيين لن يغضوا الطرف عن هذه الامور، وأن أي شخص يثبت انه مسؤول عن أي جريمة سيحاكم وستأخذ العدالة مجراها. وقال مسؤولون عراقيون من بينهم وزير الداخلية العراقي جواد البولاني أن الكثير من الحالات الواردة في الوثائق العسكرية الامريكية يبدو انها قديمة. وتم تطهير وزارة الداخلية العراقية من آلاف من العاملين فيها، بعد أن تبين أن مسجونين أغلبهم من السنة احتجزوا في سجون سرية قبيل ذروة العنف الدموي الطائفي الذي شهده العراق في 2006 و2007. من جانبها، دعت منظمة هيومان رايتس واتش المعنية بحقوق الإنسان السلطات العراقية إلى فتح تحقيق بشأن ماورد في الوثائق السرية التي نشرها موقع ويكيليكس، ويشير إلى قيام القوات العراقية بعمليات تعذيب ضد السجناء العراقيين. كما دعا مقرر الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب مانفريد نواك الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لإصدار أمر بإجراء تحقيق في هذه الوثائق.