تعرف حوادث الاختناق بالغاز وأكسيد الكربون ارتفاعا محسوسا إذ وصل العدد الإجمالي على المستوي الوطني 449 تدخلا تسبب في 123حالة وفاة منذ بداية العام الجاري، ليبقى بذلك شبح الاختناق بالغاز داخل المنازل قائما خاصة مع بداية كل موسم شتاء حيث تكثر الحوادث، لتحصد بذلك مئات الأرواح لأسباب متعددة تتأرجح ما بين غياب التهوية والاستعمال الخاطئ للتجهيزات أو ذلك «البريكولاج» لأصحاب المقاولات الخاصة وعدم تحليهم بروح المسؤولية عند تجهيزيهم المنازل بغاز المدينة وسجلت مصالح الحماية المدنية أول أمس اختناق عائلة مكونة من 3 أفراد بولاية باتنة فارقوا الحياة وهم نيام بسبب اختناقهم بأحادي الكربون المنبعث من المدفآت وأجهزة التسخين، ليصبح بذلك أكسيد الكربون صورة أخرى من صور الإرهاب الذي لا يفرق بين صبي ورجل وإمراة حيث تسببت حوادث اختناق الغاز في 2009 في وفاة 253 شخصا على المستوى الوطني منهم 141 رجلا و30 امراة و50 طفلا كلها حوادث اختناق بالغاز. وتشير جل الدراسات الى أن الولايات الأكثر تعرضا لهذه الحوادث هي المدن الداخلية ومدن الهضاب العليا وجل سكان المداشر والقرى، حيث تعرف هذه الأخيرة موجة برد عالية، وأكثرهم لا يزالون يستعملون الأدوات التقليدية كالفحم والحطب في الطهي والتدفئة وهو الأمر الذي يضاعف من حوادث الاختناق. وترجع شركة توزيع الكهرباء والغاز أن الاختناق بالغاز يعود بصفة رئيسية إلى نقص التهوية في المنازل، حيث يبقى الشرط الوحيد لمؤسستهم عند عملية الربط بالغاز الطبيعي لأي زبون أن يكون التجهيز الداخلي موافقا للتنظيمات والمعايير القانونية الأزمة مع ضرورة وجود تهوية في غرف الطبخ والرواق، سواء تعلق الأمر بالتهوية السفلى أو العليا. واستنادا إلى نفس الهيآت فإن الكثير من المواطنين عند قيامهم بتعديل وترميم جدران مطابخهم أو أزقة منازلهم ينسون تخصيص أماكن التهوية، موضحين أن جلهم لا يلجأ إلى محترفين عند تجهيز منازلهم بالغاز الطبيعي على الرغم من أن مؤسستهم قد أعطت لكل المؤسسات والمقاولات الخاصة مجموعة من الشروط منها توظيف موارد بشرية مؤهلة والإمكانيات اللازمة لضمان الشروط السليمة للمنازل. وفي ظل هذه السلوكات قررت مؤسسة سونلغاز أن لا تطلق الغاز الطبيعي الا بعد دراسة ميدانية تجرى من طرفها حيث تصدر وثيقة اعتماد مطابقة للمواصفات السلمية، هذا وكشفوا لنا عن جهود جبارة تبذل من طرف الأعوان التقنيين لمراقبة وفحص شبكات الغاز بصفة دورية وميدانية. ويبقى الشيء الوحيد الذي ينصح به الخبراء في ظل تسجيل كل هذه الحالات من الاختناقات بالغاز هو التهوية المستمرة للاماكن المتواجدين فيها وعدم ترك أجهزة التدفئة تعمل أثناء العمل أو عند الخروج من المنزل مع اخذ الحيطة والحذر في كل مرة، مع ضرورة تنظيم حملات وتحسيسية، لتنبيه وإعلام المواطن حول خطورة استعمال أدوات التدفئة وتسخين المياه، وتعريفهم بالمخاطر الناتجة عن تدني حرارة جسم الإنسان بالإضافة إلى حالات الاختناق الناتجة عن تدني حرارة الجسم الإنسان، بالإضافة إلى حالات الاختناق الناتجة عن الاستعمال السيئ لوسائل التدفئة الحديثة منها والتقليدية.