قال وكيل وزارة الداخلية العراقية الفريق حسين كمال أن 52 شخصا بين رهائن ورجال شرطة قتلوا أول أمس الأحد عندما داهمت قوات الأمن كنيسة في بغداد لإنقاذ أكثر من مئة كاثوليكي عراقي، احتجزهم مسلّحون على صلة بتنظيم القاعدة رهائن. وأضاف كمال أمس الإثنين أنّ 67 شخصا أصيبوا خلال العملية التي تمت في الكنيسة الواقعة بوسط بغداد، ونفّذها مسلّحون يطالبون بالإفراج عن سجناء من تنظيم القاعدة في العراق ومصر. وإجمالي العدد يتضمّن فقط الرهائن ورجال الشرطة وليس المهاجمين. وكانت وزارة الداخلية العراقية قالت: «إن عملية تحرير رهائن الكنيسة أسفرت أيضا عن مقتل خمسة مسلّحين من منفذي الهجوم الذي تبنّاه تنظيم ما يسمى دولة العراق الإسلامية». ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في وزارة الداخلية العراقية قوله إن عملية احتجاز عشرات الرهائن في كنيسة سيدة النجاة، أسفرت أيضا عن مقتل سبعة من قوات الأمن وإصابة 15 آخرين، دون أن يشير إلى ما إذا كان بينهم أميركيون. وأضاف ذلك المصدر أنه أثناء عملية تحرير الرهائن الذين كان عددهم يقدر بأكثر من 100 شخص، تمّ إلقاء القبض على ثمانية من المسلّحين المشاركين في الهجوم. وفي وقت سابق قال وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي إن عملية تحرير الرهائن في كنيسة سيدة النجاة بحي الكرادة استمرت ساعتين، ووصفها بأنها كانت نوعية. وقال العبيدي: «إنه ليس جميع منفذي الهجوم عراقيين»، موضحا أن العملية تحمل بصمات تنظيم القاعدة، ومبيّنا أن المهاجمين طالبوا بإطلاق إرهابيين في بعض الدول العربية وبينها مصر. وفي هذا السياق، تبنّى تنظيم ما يسمى دولة العراق الإسلامية الهجوم على الكنيسة في بيان نشر على الإنترنت، وأمهل الكنيسة القبطية في مصر 48 ساعة للإفراج عمّن قال إنهن مسلمات مأسورات في سجون أديرة بمصر. وفي بعض تفاصيل تلك العملية، قال وزير الدفاع العراقي إن المهاجمين اقتحموا الكنيسة بملابس مدنية وترجلوا من سيارتهم وتم تفجير أحزمة ناسفة مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا. وأشار إلى أن القوات العراقية طوّقت المكان بعد تفجير المهاجمين سيارتين مفخختين قبل اقتحامها المكان بمساندة قوات أنزلت جوا. وقالت مصادر في الشرطة إن رجلي أمن كانا يحرسان الكنيسة قتلا في الهجوم الذي بدأ بانفجار هائل، كما أصيب أربعة أشخاص عندما انفجرت قنبلتان بشكل متتابع خارج الكنيسة. وتعدّ كنيسة سيدة النجاة واحدة من أكبر كنائس العاصمة العراقية، وكانت بين خمس كنائس في بغداد والموصل استهدفت في هجمات منسقة في أوت 2004 وقتل فيها 12 شخصا. وقد شجب الفاتيكان احتجاز المسيحيين في الكنيسة، واعتبر أن الوضع محزن للغاية، ويؤكد على صعوبة الأوضاع التي يعيشها المسيحيون في هذا البلد.