احتضنت المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية يوما دراسيا موسوما بعنوان « النخبة السياسية في دول المغرب العربي - الطبيعة والدور- وهذا في إطار سلسة من الايام الدراسية والملتقيات التي تنشطها تخصصات المدرسة لإضفاء التنافسية العلمية ما بين الباحثين الأكاديميين، تحت إدارة البروفيسور مصطفى صايج الذي اكد على توفير كل الوسائل المادية واللوجيستية من اجل تثمين العمل الاكاديمي وبعثه وهي تقاليد دأبت المدرسة على انجازها ومرافقتها وتحرس دوما على جعل مثل هذه المواضيع كمراجع هامة بالنسبة للمؤسسات السيادية في البلاد ، بدوره الدكتور علي ربيج رئيس لجنة التكوين في الدكتوراه تخصص دراسات مغاربية ذكر في كلمته على اهمية مثل هذه المواضيع في بناء الامم ، كما حرص على ان تكون المواضيع المقترحة في مثل هذه اللقاءات تحمل دلالاتها الانية . وقف الحضور دقيقة صمت لقراءة فاتحة الكتاب على ارواح شهداء الطائرة العسكرية التي سقطت امس بضواحي المطار العسكري ببوفاريك مخلفة 257 شهيدا من العسكريين وشبه العسكريين وأهاليهم ، خاصة وأن من بين الضحايا طالب ماستر بالمدرسة .الامر الذي خيم على الاشغال مسحة من الحزن وقد تميز اللقاء بجلسات ثرية تناولت محاور عدة، بداية من الاطار المفاهيمي وسوسيولوجيا النخب السياسية المغاربية، النخب السياسية المغاربية بين القضايا القطرية والمشروع التكاملي المغاربي، وأخيرا النخب السياسية المغاربية ومستقبل اتحاد المغرب العربي، وهذا بمشاركة العديد من الأساتذة، الدكاترة والباحثين من جامعة الجزائر 3، المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، جامعة تيزي وزو، المركز الجامعي خميس مليانة، جامعة غرادية، جامعة جيجل، جامعة البويرة، وجامعة البليدة، كما تميزت الجلسات بنقاشات عكست أهمية الموضوع من جانبه النظري وحتى الميداني، وفي خضم أشغال هذا اليوم الدراسي. ليتم في نهاية اليوم الدراسي قراءة التوصيات التي انصبت أساسا حول ثلاث نقاط أساسية، تتمثل أولها في ضرورة الاحتراز الابستمولوجي في توظيف المفاهيم الوافدة عند دراسة الظواهر السوسيوثقافية، السياسية، الاقتصادية والأمنية للمنطقة العربية عامة والمغاربية خاصة، ثانيهما ارتبط بضرورة تجاوز الخلافات الداخلية بين النخب المغاربية لتعزيز دورها الذي من المفروض أن يكون رياديا ومفعلا بما يخدم مصالح التكامل المغاربي الذي يزيد من فرص الحد من التهديدات الأمنية، الرهانات السياسية والأزمات الاقتصادية التي تشهدها المنطقة بمنحى متزايد ومستمر بفعل غياب آلية التعاون والتكامل المغاربي في مواجهة هذه الاوضاع التي ساهمت فها متغيرات البيئة الاقليمية والدولية، ونتيجة أهمية موضوع النخبة في أطره النظرية والتحديات التي تعيق العمل المنوط بالنخب في كل مجالات أوصى أعضاء اللجنة بترقية هذا اليوم الدراسي إلى ملتقى مغاربي يفسح المجال لتبادل الخبرات وإثراء النقاش حوله بما يمهد لفكرة أن الباحث الأكاديمي ومراكز البحث تمثل عاملا هاما لترقية الاداء السياسي، الاقتصادي والاجتماعي لمختلف فعاليات المجتمع ومؤسسات الدولة، الأمر الذي يجعل من ربط مراكز البحث بمراكز القرار أمر ضروري في المنطقة المغاربية، باعتبار أن الكل ينصهر في بوتقة واحدة متمثلة في المصير المشترك.