توجت أشغال الملتقى الوطني حول "مسار التكامل في منطقة المغرب العربي بين الاعتبارات القطرية والتحديات الخارجية" بجامعة محمد خيضر ببسكرة بإصدار توصيات تمحورت حول أهمية تعميق دائرة المعارف الأكاديمية في مجال الدراسات المغاربية. وبادر بتنظيم هذا الملتقى الذي دام يومين قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية لجامعة بسكرة بالتعاون مع مخبر البحوث والدراسات في العلاقات الدولية لجامعة الجزائر بحضور نخبة من الأساتذة والباحثين في مجال العلاقات الدولية والشؤون المغاربية. وتضمنت التوصيات ضرورة تعميق وتوسيع المعارف العلمية في ميدان الدراسات المغاربية وتشخيص المتغيرات الداخلية والخارجية لتقدم هذا المسار والبحث عن الحلول الأكاديمية لتذليل الصعوبات على جميع المستويات. وأوصى المؤتمرون كذلك بالعمل على تفعيل دور النخب في تحقيق مسار التكامل في منطقة المغرب العربي وطبع أعمال الملتقى. وحسب مدير مخبر البحوث والدراسات في العلاقات الدولية الاستاذ عمار جفال فإن تعميق المعارف حول الشؤون المغاربية يحظى بأهمية لدى الأكاديميين الوطنيين موضحا بأن جامعتي الجزائروبسكرة لديهما التفاتة ملموسة في هذا الشأن من خلال إحداث تخصص دراسات مغاربية في مرحلة مابعد التدرج الماجستير. واعتبر الأستاذ عمراني كربوسة من جامعة بسكرة في مداخلة بعنوان" دور النخب السياسية في تفعيل المسار التكاملي المغاربي" أن الفئة السياسية الواعية تلعب دورا في دفع عجلة هذا المسعى لكن الامر يستوجب معرفة مدى تنفيذ عدد من الخطوات التمهيدية منها تكريس الديمقراطية وبناء مجتمع مدني مستقل وفسح المجال أمام حرية الاعلام". ولاحظ الاستاذ جفال بأن معالجة موضوع مسار التكامل في منطقة المغرب العربي في هذا الملتقى العلمي "يكتسي أهمية بالغة على اعتبار أن الموضوع بقي لفترة زمنية طويلة بين أيدي السياسيين لكن الآن الملف اقتحم أروقة الجامعة". وأضاف نفس المتحدث بأن فحص الموضوع من طرف الاكاديميين يتميز بتناول مختلف الجوانب بعيدا عن السياسة مشيرا الى أن الافكار التي أثمرها ملتقى جامعة بسكرة كفيلة "بأن تكون قيمة مضافة في رصيد هيئة التدريس والطلبة المعنيين بالموضوع". وأجمعت أفكار العديد من المتدخلين ضمن جلسات هذا الملتقى حول مقاربة مفادها أنه يمكن استثمار جملة من المعطيات لدعم مسار التكامل المغاربي من ذلك القواسم المشتركة بين البلدان المغاربية كاللغة والجغرافيا دون إغفال الوزن الايجابي الذي يستطيع أن يشكله تكتل بشري قوامه 90 مليون نسمة.