الإرهاب، الجريمة المنظمة و تجارة الأسلحة... ثالوث يعكس مفهوم اللا إستقرار احتضنت جامعة الجزائر 3 والمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية على مدار يومين فعاليات علمية، تصب في موضوع الجزائر ومحيطها الاقليمي من رهانات سياسية وتحديات أمنية، حيث احتضنت أمس المدرسة يوما دراسيا موسوما بعنوان “ الجزائر والتحولات الجيوسياسية في المنطقة المغاربية والساحل الإفريقي بعد 2011” والذي نظمه “مخبر دراسات وتحليل السياسات العامة في الجزائر” الذي يترأسه البروفيسور محمد رضا مزوي، وتحت اشراف الدكتور منصور لخضاري رئيس فرقة بحث “السياسات الامنية الاستراتيجية”. تميزاللقاء بجلسات ثرية تمحورت حول البيئة الاقليمية للجزائر ما بعد 2011، التنافس الدولي في الجوار الجزائري وتداعياته على الأمن القومي ألجزائري وجل المداخلات ركزت على التحديات المفزرة نتيجة الأوضاع المتدهورة أمنيا وسياسيا في كل من ليبيا ودولة مالي، وهذا بمشاركة العديد من الباحثين من مختلف جامعات الوطن، جامعة الجزائر 3، المدرسة العليا للعلوم السياسية، جامعة تلمسان، مستغانم، البويرة، بومرداس وكذا جامعة تيزي وزو، فكانت الجلسات بإدارة مجموعة من الأساتذة على رأسهم الدكتور علي ربيج، الدكتور لقمان مغراوي، الدكتور محمد هدير، كما تميز اللقاء العلمي بنقاشات ثرية حول المفاهيم الغربية المستخدمة وضرورة الاحتراز من استخدامها في تحليل وفهم الظواهر التي تشهدها المنطقة العربية والإفريقية، كذا تعداد أهم التحديات المحيطة بالجزائر والتحولات السياسية في محيطها المغاربي والساحلي من إرهاب، جريمة منظمة، الهجرة غير الشرعية وتعزيزها بمعطيات ميدانية وإحصائيات حديثة توضح مدى خطورة الوضع الامني، وهذا ما يفسر ارتفاع ميزانية وزارة الدفاع الجزائرية ويعطيها صفة الارتفاع الموضوعي والحتمي في إطار أن الجزائر ذو مساحة شاسعة حدوديا مع دول جوار، التي أغلبها تعرف ضعفا أو عجزا لسلطاتها المركزية على حماية الحدود المتميزة بالمرونة والتي تعرف أيضا بالحدود الرخوة، وفي هذا السياق جاءت مداخلة مشتركة ما بين الدكتورة نور الهدى بن بتقة، والباحث نورالدين بعنوان “تداعيات سقوط نظام معمر القذافي على الأمن الجزائري”. وفيها تم الاشارة إلى أن السياسة الأمنية المبنية على التطوير اللوجستيكي المستمر للآليات والمعدات العسكرية، التكوين الدائم والنوعي لأفراد الجيش الوطني الجزائري، بالإضافة إلى العمل الميداني بما يزيد من خبرة وجاهزية هؤلاء الأفراد، لا يجب أن تكون بعيدة عن تطوير البنية الاقتصادية وتعزيز التماسك الاجتماعي باعتبار أن مسألة الأمن مسألة الجميع، فلا أمن من دون تحقيق الأمن في أبعاده المختلفة –العسكرية، السياسية، الثقافية، الاقتصادية، الاجتماعية وحتى في الفضاء السيبراني- ومستوياته المتتدرجة من الفرد، للمجتمع، للدولة، فالنظام الاقليمي ثم النظام الدولي. إن هذا اللقاء العلمي سبقه يوم دراسي موسوم بعنوان “دور المقاربة الجزائرية في مكافحة التطرف والإرهاب” الذي نظمه تخصص دراسات استراتيجية بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية بإشراف الدكتور حكيم غريب، والذي تميزت ايضا جلساته بالتنوع ما بين اطار مفاهيمي نظري لظاهرتي التطرف والإرهاب، تأثيراتهما على الأمن والسلم الدوليين، الخوض في التجارب العربية والدولية، وعلى رأسها التجربة الجزائرية، ولقد حضي بنقاش ثري يعكس مدى خطورة الظاهرتين على أمن الجزائر خاصة والأمن الاقليمي والدولي عامة.