تواصلت أمس أشغال الملتقى الدولي حول الإجرام السيبراني المفاهيم والتحديات الذي نظمته كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة محمد البشير الإبراهيمي ببرج بوعريريج والذي تحتضنه قاعة المحاضرات الكبرى. وقد شهد حفل الافتتاح كلمة ترحيبية بالحضور من طرف رئيس الجامعة البرفسور عبد الكريم بن يعيش الذي أكد على أن موضوع الإجرام السيبراني يشكل محور بحث جدي في ظل منظومة القوى العالمية الحالية، مضيفا أنه سلاح فتاك لا تقل خطورته عن باقي الأسلحة الأخرى مبرزا خطورة التطورات الحاصلة في أجهزة الاتصال ووسائل الإعلام الإلكترونية وانعكاساتها على أمن الفرد والمجتمع، وأضاف بن يعيش أن هذا الملتقى يندرج ضمن سلسلة التظاهرات العلمية التي سطرتها الكلية لهذا الموسم الجامعي والذي يعد بداية حقيقية للبحث في موضوع جرائم المعلوماتية. ويتطرق نخبة من الدكاترة والباحثين والأساتذة والمشاركين من خلال 87 مداخلة موزعة عبر 4 جلسات علمية و9 ورشات إلى معالجة إشكالية التدابير والإجراءات المتاحة لمراقبة الأنظمة الالكترونية ومدى كفايتها لمواجهة خطر الجرائم الالكترونية، وذلك على مدار يومين كاملين تخللتهما العديد من المداخلات الثرية انطلاقا من منظور معرفي متعدد التخصصات للموضوع، حيث تم تسليط الضوء على المحاور الكبرى للملتقى والتي تتعلق أساسا بالجرائم المتعلقة بتكنولوجيا الاتصال والإعلام والإطار المفاهيمي للجريمة السيبرانية والإشكاليات المرتبطة بها وأيضا الحماية الجنائية للطفل من الإجرام السيراني والإرهاب السيبراني والتعدي على الملكية الفكرية للأفراد عبر الأنترنت وجرائم النصب والاحتيال عبر الشبكة العنكبوتية. وقد تنوع الحضور لهذه التظاهرة العلمية من الطلبة والأساتذة المهتمين بالموضوع، مما أضفى على الملتقى طابعا علميا خالصا من خلال التفاعل الكبير بين الباحثين في مختلف مجرياته التي صاحبت النقاشات المطروحة فيه؛ وخلص الملتقى في يومه الأول إلى جملة من التوصيات التي كانت إجابة على إشكاليته الرئيسية، من بينها ضرورة توفير الحماية الكافية للأنظمة والبيانات الخاصة بالفرد والمؤسسات على شبكة الأنترنت وأيضا نشر الوعي الوقائي والعلاجي لأضرار تكنولوجيات الإعلام والاتصال في المجتمع، كما يعد الانشغال القانوني بإصدار التشريعات التي تواكب هذا النوع الجديد من الجرائم والذي يتخذ الانترنت مسرحا له أهم ما أشار إليه الباحثون في مداخلاتهم. وقد شهد اليوم الثاني للملتقى مناقشة جوانب أخرى من الجريمة السيبرانية من خلال جلستين علميتين و6 ورشات كموضوع الإرهاب والإعلام الجديد والحروب الإلكترونية، كما عرف مشاركة العديد من الجامعات الأجنبية على غرار فرنسا وسويسرا وتونس ومصر والسودان وجامعات جزائرية بالإضافة إلى متدخلين بكل من مركز الوقاية من جرائم الإعلام الآلي والجرائم المعلوماتية ومكافحتها والقيادة الجهوية الخامسة للدرك الوطني والشرطة الجنائية والمجموعة الإقليمية للدرك الوطني ببرج بوعريريج والمديرية العامة للأمن الوطني.