بالرغم من عديد المصاعب والعقبات التي تواجه مشروع تهيئة وتحديث وادي خراطة، إلا أن أشغاله جارية على قدم وساق، حيث سيتم تسليم شطر بطول 5 . 1 كلم نهاية شهر جوان من السنة الجارية، لتمكين ذلك كان على المسؤولين المحليين إبعاد مختلف العقبات والعراقيل التي وقفت في طريق المشروع، والضغط على المؤسسة المكلّفة بإنجاز الأشغال. أكد مصدر مسؤول أنّ تعليمات وجّهت إلى مسؤولي المؤسسة التركية المكلفة بإنجاز هذا المشروع الضخم بتسريع وتيرة الأشغال، ومن جهة أخرى، أقرّ مدير المؤسسة المنجزة في شأن هذا المشروع، أنّ إنجاز هذا المشروع يعتبر صعبا بسبب موقعه ومسالكه الوعرة وكذا طبيعة التضاريس التي تميز المنطقة، مشيرا إلى أنّ ايجاد الحلول التقنية اقتضى سنة ونصف من الوقت، ولقد حدّدت مدّة إنجاز المشروع ب 28 شهرا إلى أن تصميمه تغيّر لاحقا، وأصبحت المدة اللازمة لإنجازه 42 شهرا بدلا من 28. وقد وعد بأنّ المؤسّسة ستبذل قصارى جهدها من أجل تسليم المشروع في مجمله في شهر جانفي 2019، مع الإشارة إلى أن الهدف وراء إطلاق هذا المشروع الذي خصّص له غلاف مالي أوّلي قدّر ب 5 ملايير دينار، يتمثل أساسا في ضمان حركة سير سلسة في هذا المحور الهام والاستراتيجي، قصد تسهيل المبادلات بين ميناء بجاية وولايات الشرق الجزائري، حيث تسجّل هذه الطريق ما يفوق 000 . 20 مركبة يوميا، مع العلم أنها أحيانا تبلغ ذروتها لتفوق عدد المركبات التي تسير عليها 000 . 32 مركبة، خاصة في موسم الاصطياف، وما يصعب من الأمر كون ما يقارب نصفها عبارة عن مركبات من الوزن الثقيل. عند الانتهاء من أشغال العصرنة، ستسمح طريق الوادي بفك الخناق على النفق الذي يعاني من الاكتظاظ حاليا، كما سيسمح ذلك أخيرا، بتجسيد مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 09 الرابط بين بجاية وسطيف. وحاليا تشكّل الطريق التي تعبر وادي خراطة خطرا حقيقيا يحدق بمستعمليه، حيث كثيرا ما تعرف المنطقة تساقط الحجارة وانزلاقات التربة، خاصة في فصل الشتاء، ومن ناحية أخرى، تعتبر طريق وادي خراطة التي تمّ إنجازها من قبل السلطات الاستعمارية نهاية القرن التاسع عشر، ذات بعد تاريخي صعب وحساس، حيث أنّها تبقى شاهدا حيّا عن المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي، أثناء القمع الوحشي الدامي لمظاهرات 08 ماي 1945، حيث قام جيش العدو بدفع مئات من الجزائريين إلى أسفل الوادي. وأخيرا ووفقا للتصريحات الواردة لذات المصدر، سيتضمّن المشروع فضلا عن ما سبقت الإشارة إليه، أشغالا هادفة إلى تطوير منظر الوادي وتحسينه وإنشاء مساحات للترفيه، وكذا تطوير جسر «حينوز» التاريخي وإنشاء نصب تاريخي تخليدا لذكرى الشهداء، بالإضافة إلى أشغال إنجاز خمسة أقطاب للتسلية وموقعا لمنظر جميل ومواقف للمركبات، كما بلغنا أنه سيتم تركيب إنارة عمومية، من أجل إضاءة جسر «حينوز» التاريخي من قاعدته إلى غاية الأقواس بغاية الرفع من أهمية الأثرية.