إحتفالات وعروض مسرحية متعة وفرقة للصغار والكبار ونشاطات ليلية أخرجت صلامندر الهادئة من سباتها العميق الدورة السادسة للمهرجان الأورو متوسطي لمسرح الطفل التي تدرك نهايتها عشية اليوم بعد أسبوع حافل بالمسرحيات والأوبرات الغنائية الموجهة لعالم الطفولة شهدت كذلك ميلاد نجوم بريئة وبراعم مبدعة لها كل المستقبل لتضيئ سماء الفن الرابع في بلادنا وفي حوض المتوسط بمواهبها وتميزها بحبها وشغفها لتعلم المزيد عن الفن المسرحي وعشقها للخشبة لقد جاؤوا من بومرداس، عين الدفلى،برج منايل، تيارت، تيسمسيلت عين الدفلى ومستغانم لتقديم أجمل مسرحياتهم وللمشاركة في الورشات المفتوحة وكذلك الإستماع لدكاترة ومحاضرين عن المسرح الطفولي في بلادنا مواهب وجدت في جمعية ولد عبد الرحمان كاكي الثقافية والمنظمة لذات المهرجان السند القوي لتدعيم معارفهم وصقل مواهبهم والحصول على التشجيع المفقود هذه البراعم قارعت فرق للكبار قادمة من فرنسا وإسبانيا والمغرب وأبهرت بأعمالها الجميع بمن فيهم كبار محتور في المسرح المتوسطي مواهب موجودة وبرامج (تكوينية) شبه مفقودة وكل الخوف أن يضل نجم هؤلاء الصغار وهم في بداية عطائهم أو أن تنسحب مجموعة منهم من المسرح بسبب سوء التقدير أوالإهتمام المناسباتي إلى شارع مليئ بالتناقضات قد يغير مسارحياتهم من فن الإبداع إلى إحتراف الإنحراف مواهب تسابق الزمن لتحقيق أحلامها وتثبت ذاتها..براعم لا تكل ولا تمل تنتظر المساعدة. بلهوان في كل مكان يشهد ميناء صلامندر للصيد والترفيه وعلى مدار أيام المهرجان الأورو متوسطي حضور عشرات المهرجين والبهلوانين في القضاء المخصص للنشاطات الثانوية القريبة من خيمة العروض المسرحية حيث يتجمع الأطفال والكبار أيضا في حلقات دائرية أمام شباب بملابسة المزركشة ووجهه الملطخ بالماكياج وأنفه الأحمر الكبير للإستمتاع بحكايات مسلية وبحركات مضحكة وصراعات مفبركة مع الأطفال الصغار تنتهي بتبادل القبلات وأخذ الصور التذكارية وحسب رياض الفنان القادم من تلمسان فإن لعب أدوار المهرج وتقمص شخصية الفكاهي ليست بالأمرالسهل لأن إهتمام الطفل المشاهد بالملابس والألوان لا يتعدى بعض الدقائق ثم يجمع كل قواه الذهنية لمعرفة ما يقدمه له المهرج والتجاوب معه ومادام قد أخذ صورة مضحكة عن البهلوان فلابد للمهرج أن لا يخرج عن إطار القصص المضحكة أما السيد عبد القادر زائر برفقة أولاده لفعاليات المهرجان الأورو متوسطي لمسرح الطفل والإطار بمديرية النقل بولاية مستغانم فإنه يرد تعلق الأطفال بالبهلوان وإلتفافهم من حوله إلى التعطش الكبير لهؤلاء البراعم إلى رؤية مثل هؤلاء الفكاهيين وأن بعض المدارس فقط يزورها المهرج مرة في السنة وهذا شيئ قليل بالنسبة لأطفال أثقلت المحافظ كاهلهم وأتعبت الدروس الكثيرة والطويلة ذاكرتهم ولايجدون في النشاطات الرياضية والترفيهية بالمدرسة سوى لوقوف في ساحتها. بهلوان في كل مكان لم يكن شعار المهرجان بل حقيقة لمسناها في صلامندر وأحسنا برغبة أطفالنا في الفرحة والبهجة وإحتياجهم للضحك الإبتسامة فإن كان هذا احال الصغار فما بال الكبار ياترى؟ وهل سيغير البهلوان بضحكاته وتهريجه يومياتنا المتعبة؟.