نفت جبهة البوليساريو، أمس، الإدعاءات المغربية بوجود «دعم عسكري» مزعوم من قبل حزب الله اللبناني لها, والذي قامت على إثره الرباط بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، مشيرة إلى أن «المملكة المغربية تحاول من خلال هذه الإدعاءات استغلال السياقات الجهوية والدولية لخدمة أجندتها التوسعية». ووصفت في بيان لها أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (واص) قرار المغرب بخصوص قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران ب«الانتهازية السياسية المبتذلة»، والذي يحاول من خلاله «تأمين موطئ قدم والتموقع ضمن المتغيرات الإقليمية والدولية الجديدة». وجاء في ذات البيان، «إن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو)، وهي تأخذ علما بقرار حكومة المملكة المغربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بسبب دعم عسكري مزعوم من طرف حزب الله اللبناني لجبهة البوليساريو، لتود أن تنفي بشكل قاطع أي سند، من أي نوع كان، لتلك الادعاءات والتي لا تعدو أن تكون سوى إعادة إنتاج بائسة لعمليات دعائية سابقة كانت المملكة المغربية تستغل من خلالها السياقات الجهوية والدولية لخدمة أجندتها التوسعية». وأضافت الجبهة في بيانها, أن المملكة المغربية تهدف من خلال هذه الخطوة، «والتي تنم عن انتهازية سياسية مبتذلة»، إلى «تأمين موطئ قدم والتموقع ضمن المتغيرات الإقليمية والدولية الجديدة، كحيلة لا تنطوي على أحد، تمهيدا للتملص من المسار التفاوضي مع الطرف الصحراوي الذي أقره مجلس الأمن الدولي في قراره 2414 الصادر يوم 27 أفريل المنصرم، والذي يضع المغرب أمام مسؤولياته خلال ستة أشهر للتعاون من أجل استكمال مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وفقا لمبادئ وميثاق الأممالمتحدة». وفي ذات السياق، «نفت جبهة البوليساريو أيضا وبشكل جازم، أي وجود لأي مدرب أو حضور عسكري لأي قوة أجنبية كانت مع جيش التحرير الشعبي الصحراوي، الجناح المسلح لجبهة البوليساريو، والذي خاض حرب تحرير وطنية بقوة وبسالة بالاعتماد على العنصر والكادر الوطني الصحراوي بشكلي حصري»- يضيف البيان. وكان منسق جبهة البوليساريو مع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية، أمحمد خداد، قد اتهم المغرب بمحاولة التحايل على استئناف المفاوضات المباشرة مع جبهة البوليساريو التي طالبت بها الأممالمتحدة، مطالبا السلطات المغربية لتقديم أدلة تؤكد ادعاءاتها. وأعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، يوم الثلاثاء، عن قرار بلاده بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بسبب «دعمها» لجبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي. ويأتي هذا القرار غداة مصادقة مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة، على القرار 2414، والذي مدد بموجبه عهدة مهمة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) بستة أشهر إلى غاية 31 أكتوبر 2018، كما دعا القرار طرفي النزاع في الصحراء الغربية، جبهة البوليساريو والمغرب، إلى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ سنة 2012، «دون شروط مسبقة وبحسن نية».