يستقبل قصر الحاج أحمد باي، بعاصمة الشرق الجزائري، فعاليات «شهر التراث» والذي جاء تحت شعار: «تراثي مستقبلي» حيث ضم المعرض العادات والتقاليد ممثلة في الحلويات التقليدية الخاصة بالمدينة العتيقة، وكذا الأكلات والأطباق المحلية التي تشتهر بها المدينة، هذا وقد عرفت أروقة القصر تظاهرة تقطير ماء الورد والزهر توافدا هستيريا للزوار من داخل وخارج المدينة، وبالخصوص أن قسنطينة تتعطش لمثل هذه التظاهرات سيما تقليد تقطير ماء الورد والزهر المقطر الذي ينتظره سكان قسنطينة بفارغ الصبر من أجل اقتناء المياه المقطرة تقليديا. شهر التراث الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 18 ماي المقبل، يعرف معارض اختلفت ما بين اللباس التقليدي والديكور الداخلي المتميز، هذا على غرار اللّباس التقليدي القسنطيني الرجالي والنسائي الذي يشارك فيه عدد من المصمّمين «دار عزي» للصناعات التقليدية والخياطة الرفيعة، فضلا عن منتجات الصناعة التقليدية والمجموعات المتحفية من: زرابي، نحاس، حلي، صناعة الخشب، فضلا عن عرض خاص بعملية صنع القطّار وملحقاته، وكذا معرض للخزف والسيراميك مع عرض لمنتجات الصناعة التقليدية الخاصة بولاية غرداية التي يشارك فيها حرفيي وفناني الخشب، الخزف، النحاس و صناعة القطار. كما سيشهد المتحف، يوم 7 وإلى غاية 10 ماي الجاري معرضا خاصا بالتقطير مع ورشات حية تتضمن تقطير ماء الورد والزهر بكل مراحله و طرق حفظ المادة المقطرة، وكذا ورشة خاصة بطريقة صنع الحلويات التقليدية الموسمية والمناسباتية تتخللها شروحات مقدمة من طرف الدكتورة بن سقني وردة، من جامعة قسنطينة 2، هذا وتعكف كلا من جمعيتي أصدقاء متحف سيرتا وأحباب قصر الباي مشاهد لقهوة العصر القسنطينية وعرض للأعمال المنزلية اليومية، ومختلف تحضيرات الطهي وغيرها، فضلا عن معرض صور لتطور مدينة قسنطينة وفيلم وثائقي حول أشغال ترميم قصر الحاج أحمد باي ليتواصل شهر التراث بتنظيم العديد من التظاهرات وعروض الأزياء الخاصة بالأطفال مع قعدات موسيقية وغنائية وحكواتية تقدمها الفرقة الموسيقية لجمعية نجوم فنون قسنطينة، وكذا ورشات رسم وشغال يدوية وفكرية في مبادئ الرسم والتلوين، الخط العربي، الكاريكاتير مع عرض للأعمال المنجزة من قبل المتمدرسين خلال السنة مع تنظيم مسابقة ملكة جمال قسنطينة للأطفال ما بين 6 إلى 10 سنوات. فيما لا تخلو التظاهرة من معارض اللوحات الزيتية والمنمنمات والكاريكاتير إلى اللوحات القرآنية المكتوبة بعدة أنواع من الخطوط العربية، بمشاركة فنانين شباب ناهيك عن محاضرات تحت عناوين: الحدائق في الفترة العثمانية، الحاج أحمد باي ومقاومته للإحتلال الفرنسي للجزائر، يؤطرها أساتذة ودكاترة في التاريخ، كما يتخلل شهر التراث خرجات وزيارات لمواقع أثرية، منها موقع تيديس وضريح ماسينيسا، موجهة للتلاميذ وأوليائهم بتأطير من المتحف وأعضاء جمعية «أحباب قصر الباي».