أجمع المشاركون في الندوة الطبية التحسيسية التي احتضنتها أمس دار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس، التي خصصت لاخطار مرض السكري وارتفاع الضغط الدموي، ان العمل التحسيسي والتربية الصحية وسط العائلة والمجتمع هي احسن وسيلة للوقاية من اخطار هذه الامراض المزمنة، التي اخذت بامتياز تسمية امراض العصر نظرا لمخاطرها الكبيرة على الافراد، بسبب المضاعفات التي تبقى بنظر الاطباء والمختصين اشياء اساسية من الواجب على كل مريض معرفتها لتجنب المخاطر الاخرى المحتملة على صحته. وفي هذا السياق، اعتبر الدكتور وردان من مستشفى تيزي وزو في مداخلة حول انواع الانسولين الجديدة المستعملة حاليا في معالجة مرضى السكري، ان طرق العلاج بالجزائر لا تزال تقليدية سواء من حيث الوسائل او المتابعة والتكفل بالمرضى وهذا مقارنة مع ما هو موجود مثلا في الولاياتالمتحدة وبريطانيا، اللتان وسعتا من طرق التوعية الى المدارس وقطاعات اوسع من المجتمع، لكن ذلك مشروط كما قال بالمستوى الثقافي والتعليمي للافراد على اعتبار ان هذا النوع من المرض المزمن سواء داء السكري او ارتفاع الضغط الدموي يتطلب توعية ونسبة عالية من الارشاد والمتابعة المستمرة في شكل علاج ذاتي متواصل، مع اقتناع تام بخصائص المرض ومضاعفاته ووجود قابلية ايضا وارادة لدى المريض، لتتبع كل هذه الخطوات دون استبعاد الجانب المادي والوسائل الضرورية التي تتكفل بها الدولة عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية، كما تحدث ايضا الدكتور مخلوف من مستشفى عين طاية عن اهمية الجانب الوقائي والتشريح المسبق للمرض بغرض عرقلة الاصابة وتضليل الداء، والذي يتطلب بدوره اقناع الاشخاص بضرورة القيام بالتحاليل اللازمة لمعرفة نسبة السكر في الدم وطريقة عمل الاعضاء الحساسة المرتبطة به كالبنكرياس والكبد، من اجل التقليل من عدد الاصابات التي قدرها بحسب الارقام المقدمة من طرف المنظمة العالمية للصحة ب 221 مليون مصاب في العالم سنة 2010 وينتظر ارتفاع الرقم الى 330 مليون مصاب سنة 2025 وفي الجزائر سيصل الى حوالي 3 ملايين مصاب، كما تقاطعت مختلف المداخلات الاخرى التي قدمها الاطباء العامون في هذا اليوم التحسيسي على المخاوف والاخطار المستقبلية المحدقة بالمجتمع الجزائري، الناجمة خاصة عن مرض السكري وارتفاع الضغط الدموي في حالة ما لم تتخذ اجراءات سريعة من طرف القائمين على قطاع الصحة ببلادنا، من حيث التكفل وتكثيف البرامج التحسيسية لفائدة المرضى وشرائح المجتمع ككل لتوعية اكثر، خاصة وان هذين المرضين اصبحا مرادفان لتطور العصر وتعقيداته التي اثرت كثيرا على صحة الانسان وطريقته في العيش بسبب القلق والصدمات اليومية مع مشاكل الحياة. هذا ويمكن الاشارة في الاخير ان الندوة الطبية اشرف على تنظيمها كل من المؤسسة الاستشفائة العمومية لبلدية خميس الخشنة وبومرداس، وهي عبارة عن دورات تكوينية وتحسيسية لفائدة الاطباء العامون مثلما اكده لنا السيد عبدي المكلف بمصلحة التكوين على مستوى مركز خميس الخشنة، وذلك تجسيدا لقرارات وزارة الصحة الخاصة بتكثيف هذا النوع من الايام التكوينية بغرض الاطلاع على مستجدات الميدان الطبي من ادوية ووسائل حديثة تتطلب دراية ورسكلة مستمرة للطاقم الطبي. من جهتها، السيدة بليلي من مصلحة التكوين لمركز بومرداس اعتبرت الندوة مناسبة لتقييم النشاط الصحي على مستوى الولاية، ومحاولة الوصول الى تحديد كل النقائص المسجلة في مجال التاطير والتكفل الصحي بالمرضى، مع تسجيلها اعتراف بنقص عدد المصالح المتخصصة بطب الاطفال المصابين بالسكري في اغلب المؤسسات الاستشفائية، ما عدا دار السكري المتواجدة على مستوى بلدية بودواو مع تسجيل بالمناسبة معرض لعدد من المخابر المتخصصة في انتاج وتوزيع الادوية والوسائل الطبية.