كشف موخبي خير الدين، رئيس جمعية مساعدة مرضى ارتفاع الضغط لولاية الجزائر ورئيس الفدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى ارتفاع الضغط الشراييني، أن العمل الجواري باستطاعته أن يضمن تحسيسا أفضل للمرضى حول الأخطار الناجمة عن ارتفاع الضغط الشرياني الذي بات يتهدد أكثر من 30 بالمائة من الجزائريين. أطلقت جمعية مساعدة مرضى ارتفاع الضغط الشرياني حملة تحسيسية للتنبيه لخطورة هذا المرض المزمن والقاتل، وطالبت الأسر بتوفير مقياس دم لكل أسرة تجنبا للمضاعفات الخطيرة التي تنجم عن أي خلل في مستوى ضغط الدم. وأكد السيد موخبي خير الدين أن جمعيته والفدرالية ككل تعتمد سياسة تستند أساسا على العمل الجواري. حيث ذكر وجد 33 جمعية لمساعدة مرضى ارتفاع الضغط الشرياني على المستوى الوطني من بينها 15 على مستوى العاصمة. واعتبر رئيس الفدرالية الجزائرية لجمعيات المصابين بارتفاع الضغط الشرياني أن العمل الجواري يسمح ''بإقامة علاقات جد وثيقة مع المرضى''. وأضاف أن العمل الجواري يسمح كذلك بضمان تربية صحية للمريض وتحسيسه بشكل أحسن، وهو أفضل وسيلة للوصول الى المريض سواء على مستوى المراكز الصحية أو المنازل وذلك بإرسال ومضات تحسيسية بين الحين والآخر بالاستعانة بالوسائل المختلفة سواء بشكل مباشر من الطبيب الى المريض او عن طريق الاستعانة بوسائل الإعلام المختلفة، مؤكدا على أن ارتفاع الضغط الشرياني ''هو مرض غير واضح ولكنه قاتل''، والمؤسف انه بدأ ينتشر حيث أكدت آخر الإحصاءات أن 30 بالمائة من المواطنين الجزائريين يعانون من ارتفاع الضغط من بينهم 10 بالمائة مصابون بالشلل النصفي، وهي إحصاءات غير دقيقة لكنها تبقى أرقاما كبيرة جدا تستدعي الغوص أكثر في المجتمع الجزائري لوضع حد لانتشار الامراض المزمنة التي تفتك بأكثر من 8ملايين جزائري على غرار السكري وأمراض القلب والكبد الفيروسي، وهي أمراض خطيرة وميزانيتها باهظة سواء على الدولة او المجتمع. لكن يبقى الضغط الشرياني من بين أكثر هذه الامراض انتشارا، وقد استطاع ان يمس مختلف الأعمار ولم يستثن منه حتى الاطفال الرضع. وإذا كانت الضغوط الاجتماعية إحدى مسبباته فإن العامل الوراثي يلعب هو الآخر دورا في بروز هذا الداء داخل الأسرة الواحدة. الضغوط الاجتماعية ضاعفت من المرض أوضح السيد موخبي أن الشعار الذي اختارته جمعيته ''مقياس الضغط لدى كل عائلة'' يهدف إلى تحسيس المواطنين حول أخطار هذا المرض، مشيرا إلى أنه نادرا ما نجد عائلات لا يوجد في وسطها مرضى مزمنون. ووجه السيد موخبي نداء إلى السلطات العمومية لمنح المزيد من الاهتمام لهذه الشريحة من المرضى، مؤكدا على ضرورة تعويض مرضى ارتفاع الضغط بنسبة 100 بالمائة بما أنهم يعانون من مرض مزمن. من جانبه، تطرق رئيس فيدرالية جمعيات مرضى الضغط الشرياني إلى العمل الميداني الذي قام به عناصره، مشيرا إلى أن هذا الأخير يهدف إلى ''التقرب من المرضى من اجل التعرف عن احتياجاتهم الحقيقية''. وأشار السيد خيرالدين الى ان حملتهم التحسيسية تستهدف أساسا الأشخاص المعوزين بالخصوص هؤلاء الذين لا يملكون تغطية اجتماعية''، مضيفا أنه ينظم رحلات لفائدة المرضى ولاسيما إلى محطات المياه المعدنية. ويشكل مرض ارتفاع الضغط الشرياني بالنسبة لعدة دول عبر العالم مشكلا كبيرا للصحة العمومية. وأفاد المختصون أن قلة الحركة والقلق كلها عوامل تزيد من خطورة هذا المرض الذي زادت من حدته في الجزائر الضغوط الاجتماعية وارتفاع مستوى المعيشة، وهي عوامل ضاعفت من انتشار مرض الضغط الدموي في الجزائر، حيث أصبحنا نسجل 30بالمائة من إجمالي عدد السكان، وهو رقم مخيف يدعو الى تضافر الجهود أكثر للتقليل من انتشاره بإجراء حملات تحسيسية وسط المواطنين وحثهم على تفادي الضغط النفسي الذي يضاعف من الاصابة بهذا المرض.