اعتبر أمس الدكتور محمد ختاوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر أن التسريبات التي أمطر بها موقع ويكليكس لم تكشف في حقيقة الأمر أي معلومات جديدة تكتسي أهمية خاصة ما تعلق بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، بل تعمدت تجاهل أي صغيرة أو كبيرة بخصوص علاقات الدولتين، مؤكدا أن هذا الموقع اظهر لأول مرة تدفقا في المعلومات تلقفته الصحافة بخصوص الجزائر في وقت كان يظن فيه الشعب الجزائري أنها خفية عن الأعين والأذهان خاصة ما تعلق بقضية الصحراء الغربية ونقاط الخلاف مع المغرب إلى جانب تحركات القوات المتعددة الجنسيات الأمريكية وبشكل حصري في منطقة الساحل بهدف حماية المصالح الأمريكية بفضل تمتعها بثروات طبيعية ومنجمية مغرية . قال محمد ختاوي دكتور العلوم السياسية ل «الشعب» على هامش ندوة «الشعب» للدراسات الإستراتجية حول ويكليكس الظاهرة والتحديات أن ثورة التسريبات التي فجرها موقع ويكليكس كشف للعالم القوة التي كانت تتدارى من ورائها الولاياتالمتحدةالأمريكية السياسية والعسكرية والإستراتجية . وأشار الدكتور في سياق متصل أن هذا الموقع أسفر عن بسط حقيقة تتمثل في أن التكنولوجيا الحديثة ليس فيها قوي وضعيف، باستثناء من يملك العلم وينجح في تحقيق وثبة عالية، هذا من جهة ومن جهة أخرى أضاف الدكتور يقول موضحا أن ويكليكس كشف لنا كذلك أحوال العالم والظروف التي صار عليها في إطار سريان العلاقات الدولية أي بعد أن كان العالم متشابك مع بعضه البعض يخوض صراعات شائكة ويتخبط في بؤر نزاع مختلفة. وعكف الدكتور محمد ختاوي على تشريح سلبيات ويكليكس، الموقع الذي على حد تقديره لم يأت بأي معلومات جديدة حيث لم يمط اللثام عن أهم شيء ويتعلق الأمر بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وأكد أن هذه السلبيات تنحصر في ثلاث نقاط، يتصدرها التركيز على تسريب كل ما يضر غير ان برنامجها النووي خاصة ما تعلق بتعريته لنفاق بعض الأنظمة العربية في هذا المجال، مما جعل حكومة نتنياهو المتشددة تدعي بأنها ليست الدولة الوحيدة التي توجد في خطر في هذه المنطقة وان جيرانها العرب كما يحلو لها أي إسرائيل أن تلقبهم يشكون بدورهم من هذا الخطر الفارسي. والنقطة السلبية الثانية التي جاء بها الموقع ويكليكس قال الدكتور جاء من ورائها محاولة شن حملة شعواء على حكومة اردوغان وتركيا التي صارت تمثل اليمين الإسلامي المتشدد حسب التصريحات الإسرائيلية، حتى أنه لم يعد هناك أي فرق بين الحكومة التركية ونظيرتها الإيرانية عند إسرائيل، محاولة منها للإيهام بان إسرائيل لا تمثل أي خطر في هذه المنطقة . وآخر نقطة سلبية حصرها الدكتور في فشل الضغط الأمريكي على إسرائيل في وقف الاستيطان وأدى الى تقوية نتنياهو واليمين الإسرائيلي في التعنت الصهيوني، وذهب ختاوي الى التأكيد في سياق متصل أن كل هذا من شانه أن يعزز الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بعدما كثر الكلام عن احتمال تسجيل تغيير حكومي في إسرائيل وبالتالي اظهار للرأي العام الصهيوني على وجه الخصوص وبالتحديد الجناح المتشدد أنها لم تقدم أي تنازلات للفلسطينيين رغم كل الحوافز التي قدمتها لها الإدارة الأمريكية . ووقف الأستاذ على الزيارة الأخيرة لنتنياهو التي قادته على واشنطن والتي كما قال جاءت مفيدة للطرفين الأمريكي والإسرائيلي حيث تم التركيز فيها على ما يسمى بمواجهة الخطر الإيراني في المنطقة واتفقوا على انه لا مناص من توجيه ضربة عسكرية لإيران خاصة أن إسرائيل تسعى جاهدة إلى فك التحالف بين سوريا وحزب الله وحماس وإيران . ومن الإيجابيات التي قال عنها الدكتور حسبت لصالح الجزائر أن معلومات ويكيليكس جاءت كأداة في يد الصحافة الجزائرية لإظهار بعض المعلومات عن بلدهم والتي كان الشعب الجزائري يظن بخصوصها أنها خفية ويتعلق الأمر بقضية الصحراء الغربية وتحركات القوات المتعددة الجنسيات الأمريكية خاصة في منطقة الساحل والتي تركز وتسطر للاستيلاء على الثروات الطبيعية وبسط سيطرتها عليها. ومن السلبيات على الجزائر إثارتها لعدة ملفات قال ان الشعب الجزائري يطلع عليها، إلى جانب كشف هذا الموقع لتسريبات حول العلاقات العربية العربية خاصة بين الجزائر ومصر وبالنسبة لمصر والسعودية اللتين لم تحسما في موقفهما حول قضية المصالحة الفلسطينية . وخلص الدكتور ختاوي يقول أن عدة استفهامات تطلق على صاحب الموقع الذي استمر مدة طويلة طليقا ينعم بالحرية وعندما تم توقيفه من طرف السلطات البريطانية، لم توجه إليه الاتهامات الخطيرة في تسريب معلومات جد سرية وحساسة مما يجعل أي مواطن يتساءل كيف أطلق سراحه في وقت قصير، وأنه لم توجه له أي تهمة ولم يتابع بأية تهمة في مسألة التسريبات، واستطرد الدكتور يقول بل أن التهمة التي أريد أن توجه له من المجتمع الغربي والمتمثلة في قضية أخلاقية تعود إلى فترة مكوثه بالسويد، البلد الذي يطالب بترحيله لمحاكمته، واغتنم الفرصة ليطرح سؤالا جوهريا يتمثل في الدوافع التي جعلت موقع ويكليكس ينفجر في الوقت الراهن ويفشي أسرار هذا الكم الهائل من المعلومات؟. وقال الدكتور ختاوي مجيبا أن المهم في هذه التسريبات أن إسرائيل حرة طليقة الأيدي لمواصلة سياستها الاستيطانية والتقرب من الولاياتالمتحدةالأمريكية وتحضير شن ضربة موجعة لإيران الذي يمثل بالنسبة إليها الخطر الكبير والرئيسي في هذه المنطقة وتفكيك وإضعاف دول الممانعة تتصدرها سوريا في الطليعة .