يطرح مشكل النّفايات على مستوى العديد من وديان بلديات سكيكدة نفسه مرة أخرى بعد أن تحولت هذه الأخيرة الى مفارغ عمومية نتيجة تطاير الأكياس والقارورات البلاستكية لمختلف المشروبات وغيرها، مشوّهة بذلك المنظر الجمالي، وتؤثر سلبا على صحة المواطنين، بتكدس هذه القارورات بالوديان وعلى مساحات كبيرة من الغطاء النباتي، ويبقى المواطن المتهم الأساسي لغياب الوعي المسؤولية، خصوصا بعض التجار الذين يقومون برمي كميات كبيرة من مختلف أنواع القاذورات البلاستيكية على مستوى مصبات هذه الوديان، وفي المساحات الغابية، وبذلك تشويه وتلويث المحيط. كما أن القارورات البلاستيكية، تشكل ديكورا مقززا على رمال شواطئ سكيكدة وبالرغم منه في العديد من المناسبات تشارك الجمعيات بحملات تطوعية لتنظيف مختلف الشواطئ تحسبا لاستقبال موسم الاصطياف، وفي كثير من المرات تقوم جمعية ايكولوجيكا المتخصصة في مجال البيئة البحرية والمحيط بإطلاق عملية تطوعية واسعة النطاق لتنظيف كل شواطئ الولاية لاستقبال موسم الصيف، الا ان هذه المبادرات من قبل المجتمع المدني تبقى محدودة للرمي العشوائي والمستمر لهذه القارورات ومختلف المواد البلاستيكية التي شوهت الشريط الساحلي، فالملاحظ أن كميات هائلة من جذوع الأشجار المحطمة والفضلات البلاستيكية وبقايا التربة والحجارة التي بجرفها وادي الصفصاف والأودية الكبيرة نحو الشواطئ جراء الامطار الشتوية، وكذلك الفضلات البلاستيكية التي يتركها المصطاف طيلة فترة الصيف في الشواطئ من قارورات بلاستيكية وغيرها، وبقايا الفضلات التي يلقيها كذلك أصحاب الامتياز الذين يمنح لهم استغلال الشواطئ، أو من الجهات غير الشرعية التي تستغل الشواطئ في غياب الجهات المعنية، إذ تشير الجمعيات العاملة في حقل البحر إن قاع البحر في الشواطئ الكبيرة على طول السواحل يحتوي على كميات كبيرة من المواد البلاستيكية ذات التأثير الشديد على سلامة البيئة البحرية، تتطلب عمليات متخصصة وذات نوع مميز لاستخراجها. ويرى المختصّون في الشأن البيئي، بأن أضرار النفايات الصلبة قد تكون وخيمة على الطبيعة، حيث أنها تبقى فيها لمدة تزيد عن 900 عام ولا تتحلل بسرعة إلا في البحر، وفي حال تحللها فإنها ستنعكس سلبا على التربة وتسبب في تفقيرها وقتل الكائنات الحية الدقيقة الموجودة بها، فضلا عن آثارها السلبية على المياه الجوفية، كما أنّها تتسبب أيضا في خلق مشاكل بيئية من بينها الحرائق والفيضانات، باعتبار أن مخلفات البلاستيك تسد البالوعات، فضلا عن تشويهها للمنظر العام. وقد كشفت مديرية البيئة لولاية سكيكدة في وقت سابق، عن وجود مؤسستان صغيرتان تنشطان في مجال الاسترجاع، في إطار الوكالة الوطنية لاسترجاع ورسكلة النفايات البلاستيكية، كما تضم سكيكدة 7 مؤسسات لجمع ورسكلة النفايات بقدرة استرجاع قدرها 6 أطنان شهريا من النفايات، وفي إطار الاستراتيجية التي وضعتها المديرية المحلية للقطاع من أجل تسيير أمثل للنفايات الصلبة والسائلة، إضافة الى أنه خلال سنتي 2016 و2017، تم استرجاع أكثر من 500 ألف لتر من الزيوت المستعملة، وفي حال تفعيل مخططات لتسيير النفايات واسترجاعها فإن الأمر سيساهم في خلق مناصب شغل دائمة والمساهمة في إنشاء اقتصاد أخضر، فضلا عن آثارها الإيجابية على صحة الإنسان وجمال الطبيعة.