تعرف العديد من شواطئ البحر حالة بيئية مزرية نتيجة تحولها الى مفارغ عمومية، من قبل المصانع، فضلا عن تجاوزات أصحاب المحلات الذين يكبون نفياتهم داخل البحر تقابله، نقص الوعي البيئي لدى العائلات الجزائرية التي تخلف بدورها ايضا اكواما من القمامات على الشواطئ، كل هذه المظاهرة أدت إلى تلوث رمال ومياه البحر وتسببت في تشويه الجانب الجمالي والطبيعي لها، بسبب عدم احترامهم لشروط النظافة التي يعتبرها بعضهم أنها تصرفات بسيطة، لكنها تشكل مخاطر صحية على المصطافين الذين يتوافدون بشكل كبير عليها خلال موسم الصيف، كما قد تؤدي الى الاصابة ببعض الامراض الجلدية هذا ما لاحظناه بأحد الشواطئ التي تتراكم بها قنينات زجاجية وحتى بلاستيكية إضافة إلى إلقاء أحد أصحاب المحلات المقابلة لهذا الشاطئ لعدد كبير من الصناديق وحتى مياه التنظيف الملوثة به، والغريب تواجد أعداد كبيرة من العائلات تسبح بهذه الشواطئ . قاذورات...و روائح كريهة تحبس انفاس المصطافين تحولت الشواطئ خلال موسم الاصطياف إلى مكب مفتوح للنفايات ، حيث قضى التلوث و القاذورات على ملامح الشواطئ و حولها إلى مصدر إزعاج بدل أن تكون مكانا يرتاح فيه المصطافين ، الأمر الذي وقفت عنده السياسي في جولتها الاستطلاعية التي قادتها إلى بعض الشواطئ أكوام من القاذورات و أوساخ تتناثر هنا و هناك ، و روائح كريهة تحبس الأنفاس، هذه هي حالة الشواطئ هذه الأيام ، فالزائر لهذه الأخيرة يمكنه أن يلاحظ فظاعة الأمر و ما وصلت إليه حالة الشواطئ خلال موسم الاصطياف ، حيث ان المنظر مقزز و لا يبعث بالراحة و الاطمئنان ، فالقاذورات تحاصر المصطافين من كل حدب و صوب ، إذ تقول زينة في هذا الصدد أن الامر مزعج و مقرف حيث نأتي من أجل الاستجمام و التمتع ، و بدل أن يحصل المصطاف عن أجواء جميلة و ممتعة على الشواطئ يصطدم بانتشار القاذورات الذي يغزو الشواطئ حيث يقول ربيع أنه أصبح يبتعد عن الشواطئ لمظهرها ، و يضيف بأن حالتها تسوء مع كل موسم اصطياف ، و يضيف كريم في السياق ذاته أنه من المؤسف أن نرى الشواطئ بهذه الحالة المزرية التي وصلت إليها و تقول صفية أيضا أنها لا ترتاد الشواطئ و ذلك بسبب ما تغرق فيه من قاذورات و تضيف بأن تلوثها شوه منظرها و قضى على ملامحها ، و لا يقتصر الأمر على انتشار القاذورات و الأوساخ على أطراف الشواطئ بل يمتد إلى داخل مياه البحر ، حيث تشهد هذه الأخيرة قذارة كبيرة إذ لا يحترم المواطن غيره و يلقي بمخلفاته في كل مكان ، حيث تقول رانية في هذا الصدد أنه تتأسف لتصرفات بعض المواطنين و الذين يقضون أوقات على الشواطئ ثم يشوهونها بالقاذورات ، و يغيب الوعي لدى المواطن حيث يتصرف تصرفات غير اعتيادية و خاصة بما تعلق بالنظافة ، حيث تشهد الشواطئ يوميا تصرفات غير لائقة بما تعلق بالرمي العشوائي دون احترام و دون ردع ، لتقول سارة في هذا الصدد أنها مستاءة من الوضع الجاري حيث لا يجد المصطاف أين يجلس في مكان نظيف على الشواطئ التي أصبحت فضاء للتخلص من القاذورات لدى بعض المواطنين . شاطئ les aftis يتحول إلى مكب للنفايات يعرف شاطئ les aftis بجيجل هذه الأيام تدهورا بيئيا كبيرا رغم أن موسم الاصطياف لم ينته بعد، حيث تنشتر القمامة بكل أنواعها على غرار الأكياس، القارورات البلاستيكية، بقايا الطعام وهو ما شوه وجه الشاطئ الذي يعتبر مقصد العديد من العائلات القاطنة بمدينة جيجل والبلديات المجاورة لها، وهو ما أثار اشمئزاز وتذمر الزوار وجل القاصدين الذي لجؤوا للمكان من أجل التمتّع بالهواء العليل ونسيم البحر. وهو ما اكده العديد من المصطافين ليضيف في ذات السياق منير كان هذا الشاطئ يعتبر من أنظف الشواطئ طيلة فصل الصيف حيث تقصده العائلات من كل الجهات ومن مختلف الشرائح نظرا للنظافة والتنظيم اللذين يسودانه، إلا أنه سرعان ما تحول إلى مكان ترمى به جميع أنواع النفايات التي يتركها المصطافون، إذ أينما وليت بوجهك تصادفك أكياس القمامة التي شوهت وجه الشاطئ، هذه الأخيرة حرمت الزوار من الجلوس على رماله الذهبية، وهو ما جعل بالكثير مستغربا عن كيفية تدهور الوضع بشاطئ في ظرف جد قصير أي قبل الدخول الاجتماعي. وشواطئ شرشال تحتضر وعلى غرار هذا تشهد شواطئ شرشال، خلال هذه الأيام الأخيرة المتزامنة وأيام الحر، إقبالا جنونيا للمصطافين، فبعد اكتفائهم في الشهر الفضيل، قررت العديد من العائلات الاستمتاع بزرقة البحر و أخذ الأطفال للسباحة. ومن بين الشواطئ التي وجدت فيها العائلات ضالتها، شواطئ تيبازة التي تستقطب في الآونة الأخيرة العديد من المصطافين قادمين من ولايات بعيدة، العديد من العائلات يفضّلون التوجه للمناطق الرملية رفقة الأبناء في حين يفضّل آخرون قضاء يوم كامل بالمناطق الصخرية وفي كل الحالات نفايات مرمية هنا وهناك، أبطالها زوار المدينة، شواطئ شرشال بما فيها وادي البلاع والحمدانية وتيزيرين تعرف اتساخا يوما بعد يوم، نتيجة غياب كلي للضمير بعدما حولوا أماكن السباحة إلى مفرغات عمومية معرقلين بذلك حركة سير الراجلين. وهو ما اشتكى منه العديد من المواطنين القاطنين بالمناطق المجاورة لهذه الشواطئ. وللتذكير، فقد قامت العديد من الجمعيات الخيرية بشرشال بتنظيف سواحل المدينة وتمّ حينها استخراج كميات معتبرة من النفايات، إلا أن شعار دخول المصطافين للسباحة كان مرسوما بخط عريض دوام الحال من المحال ، فانتشرت الأكياس والقارورات البلاستيكية والزجاجية وبقايا المأكولات والمشروبات على طول وعرض سواحل المدينة، ناهيك عن المعادن الحديدية والأخشاب والحبال مشكلة بذلك خطرا على الراجلين، هي حلة كارثية اكتستها سواحل مدينة شرشال مع انطلاق موسم الاصطياف. أمراض جلدية معدية تهدد صحة المصطافين ولم يقتصر الأمر على الفضلات و النفايات التي تتسبب في إصابة المصطافين ، بل وصل ببعض المحلات التجارية بأحد الشواطئ إلى إيصال قنوات الصرف الصحي بالشاطئ، غير واضع بعين الاعتبار ما ينجم عن تلك التصرفات من مخاطر صحية على العائلات المتوافدة على الشاطئ، وقد أكدت سامية أنها قد منعت أطفالها من السباحة خوفا من إصابتهم بالأمراض ولم يستمتعوا بعطلتهم الصيفية نظرا لعدم تمكنهم من التنقل إلى شواطئ أخرى، لبعد مسافتها وتواجد هذا الشاطئ بالقرب من مسكنها. حوادث أخرى تنجم عن إلقاء القارورات الزجاجية المكسورة داخل البحر والتي أدت إلى إصابة بعض المصطافين بجروح خطيرة، وهو ما اجمع عليه العديد من المصطافين بشواطئ عين بنيان وفي ذات السياق أوضحت مليكة إيزة طبيبة عامة ان السباحة في المياه القذرة و الملوثة تنتج عنها الأمراض الجلدية و الطفيليات و الطفح الجلدي و الأمراض المعدية الخطيرة و الالتهاب الفيروسي الكبدي الخطير و الإسهال و القيء الحاد ، كما تنتج عنه أمراض العيون و أمراض التهاب الأذن و الأمراض التنفسية و تنتج عنه أيضا أمراض المسالك البولية و خاصة عند فئة الإناث لذا يجب على المواطنين توخي الحذر و تجنب الاصياف في مثل هذه الشواطئ . اطفال ينجون من الموت بشاطئ فوكة بسبب التلوث و في ذات السياق عرف مستشفى يحي فارس بالقليعة الأسبوع الماضي حالة طوارئ حادة بعد استقبال مصلحة الاستعجالات 10 حالات مرضية لأطفال كانوا يسبحون على مستوى شاطئ البحر لفوكة البحرية وهذا بعد إصابتهم بنفس الأعراض المتمثلة في الحمى الشديدة والتقيؤ بالإضافة إلى الإسهال الحاد .وهو ما أكد مصدر من مستشفى القليعة مضيفا ان الطاقم الطبي لم يتمكن من تحديد طبيعة الداء الذي أصاب الأطفال العشرة الذين نقلوا على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات، أين سارعت ذات المصالح الطبية لاخذ عينات من دم المرضى ونقلها الى مخابر التحليل الطبية بمعهد باستور بالعاصمة، للتحقق من عدم إصابتهم من بالأمراض المتنقلة عبر المياه خاصة وان شاطئ فوكة البحرية يعتبر مصب رئيسي لقنوات الصرف الصحي ومكان لرمي كل أنواع النفايات خاصة الصلبة منها والكيميائية الناتجة عن المصانع المتواجدة بالبلديات المحاذية.والجدير بالذكر أن السلطات المحلية قامت بتنصيب لافتات على مستوى الشواطئ الملوثة لأجل تنبيه المصطافين وتحذيرهم من السباحة أو الغطس بها إلا أن غياب الوعي والحس لدى المواطنين جعل العديد منهم يرتادونها رغم المخاطر الصحية التي تتربص بهم ضاربين بذالك تعليمات السلطات المحلية عرض الحائط. حماية المستهلك تطالب تغريم المتسببين في ثلوثها و من جهتها اكد عز الدين بوشنافة رئيس جمعية حماية المستهلك أن اللامبالاة و التصرفات الغير المسئولة من طرف المواطنين وراء تلوث و تشوه الشواطئ و يجب التحضر و التمدن في التصرف و خاصة فيما يخص حماية البيئة و المحيط ، و أضاف بأن هذا إهمال من طرف السلطات المحلية التي يجب ان تراقب و تحاسب المتسببين في تلوث الشواطئ ، كما أشار إلى انه يجب تغريم الملوثين للشواطئ و فرض غرامة مالية و يجب الردع و التحسيس بمخاطر هذه الظاهرة . سيال تحسس بضرورة حماية الشواطئ و في خضم هذا الواقع الذي ينبأ بوقوع كارثة بيئية شرع عمال شركة المياه و التطهير للجزائر العاصمة (سيال) على مستوى شاطئ الصابلات في اطلاق الطبعة الثانية من ايام اليد في اليد من اجل حماية الوسط البحري.واوضحت المكلفة بالاعلام في شركة سيال خليدة عباني ان عمال الشركة قد وزعوا في عين المكان مطويات تتضمن افضل الاعمال من اجل تحسيس المصطافين بضرورة الحفاظ على ساحلنا و شواطئنا .ويشير البرنامج الذي تم اعداده ان العملية ستتجدد كل يوم خميس على مستوى كافة شواطئ ولاية الجزائر و كل يوم سبت بتيبازة حيث تعمل المؤسسة كذلك.وقد اعرب الاطفال واولياؤهم عن اهتمامهم بهذه العملية التحسيسية و شرعوا في التقرب من اعوان شركة سيال للحصول على مزيد من المعلومات.في هذا الصدد سيواصل عمال شركة المياه و التطهير للجزائر العاصمة برنامجهم التحسيسي مع المصطافين على مستوى شاطئ لاسيران 1 ببرج الكيفان بشرق الجزائر العاصمة و ينتهي البرنامج في نهاية شهر اوت ويندرج هذا العمل في اطار التزام شركة سيال في مجال المسؤولية المجتمعية للمؤسسة من اجل ترقية فكرة ان فضاءا طبيعيا يعد جزء لا يتجزا من التراث و يستدعي الحماية من كل واحد و ذلك من اجل حياة افضل للجميع و للاجيال القادمة.و في ذات السياق قامت العديد من الجمعيات و الافواج الكشفية باطلاق عدة حملات تحسيسية لتنظيف الشواطئ و توعية المصطافين، بضرورة الحفاظ على مياه ورمال البحر من التلوث للوقاية من الأمراض التي تسببها الميكروبات التي تنتج عن الفضلات المتراكمة بالبحر. وتبقى تلك الممارسات السلبية المنتهجة من طرف بعض الأشخاص المتواجدين بالشواطئ ناتجة عن عدم امتلاكهم لثقافة الحفاظ على البيئة، أو ما تسببه تلك الممارسات المنتهجة من مخاطر صحية أو تشويه للجانب الجمالي لشواطئ البحر.