ثمن وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله الإجراءات التي اتخذت في سبيل تهدئة الوضع بعد الاضطرابات التي عرفتها مختلف جهات الوطن. وقال الوزير أمس أن هذه الإجراءات مجدية في إطفاء لهيب الفتنة واحتوائها ساهم فيها الأئمة بدور فعال في عملية التهدئة والحيلولة دون تكسير المنشآت. وأنهم كانوا الوسيط بين قوات الأمن والقصر اثر الاحتجاجات التي شهدتها مختلف ولايات الوطن. وأكد غلام الله في هذا الإطار: «أن توجيه الخطاب المسجدي لنبذ العنف والجنح للسلم كان تلقائيا في التعامل مع الأحداث واحتوائها وتطويقها من الانزلاق إلى بؤر اخطر». وشدد الوزير في افتتاح الندوة الشهرية للائمة بدار الإمام حول موضوع «نبذ العنف وحق المواطنة » على دور المسجد بجميع موظفيه في ممارسة وظيفته الأخلاقية والاجتماعية قبل الدينية. وهذا نابع من السياسة المنتهجة والمتمثلة في إدماج وتقريب الإمام من المواطن والتعامل مع همومه وتوجيهه إلى جادة الصواب دون تركه وشأنه. اعتبر الوزير أن الأئمة عملوا على احتواء الأوضاع المضطربة التي استغلت من شباب في العنف والنهب واللصوصية بخلق الوعي لدى المحتجين من خلال توظيف خطب ودرس الجمعة وحتى الخروج إلى الشارع والتحاور معهم ، مؤكدا أن المواطنة واجبا وليس حقا، ومن هذا المنطلق تدخل الأئمة لدرء نار الفتنة ونبذ العنف. ووجه غلام الله دعوة إلى الأولياء باحتضان أبنائهم وتعليمهم وتنوير عقولهم قبل بناء أجسادهم، ومراقبتهم وشرح سبل التفوق والنجاح بالعمل والعلم لا بالسرقة والتخريب. واستنكر في ذات السياق استغلال الأطفال القصر في الاحتجاجات لخدمة أهداف وغايات لا تمت بصلة للمواطنة، ولا تعبر عن الظروف الاجتماعية القاهرة. ودعا الوزير الدولة إلى مراقبة التجارة وتنظيم السوق ومنع الاحتكار وملاحقة المضاربين الذين يهمهم الربح قبل كل شيء حتى ولو على حساب الأمن الوطني والاهتزازات الاجتماعية. من جهته قال مدير الشؤون الدينية لولاية الجزائر زهاري مساعدي أن الأئمة شاركوا في تهدئة الأوضاع و الشباب المحتج بمساعدة عقلاء الأحياء. وأضاف مساعدي أن الأئمة شاركوا في حملات التنظيف بالتنسيق مع الحماية المدنية مثلما جرى في الكاليتوس ، ومناطق أخرى من العاصمة وغيرها من المدن التي عاشت الغليان. وقال مساعدي أن دور الأئمة كبيرا في التهدئة واسترجاع المسروقات كما جرى في مسجد علي بن أبي طالب في الشراعبة وبرج الكيفان وقهوة الشرقي وبلديات كثيرة بولاية الجزائر على سبيل المثال لا الحصر. وبخصوص الأسباب التي تقف وراء الاحتجاجات وانحرافها إلى التخريب أكد أستاذ علم الاجتماع رشيد ميموني أن تغير النمط الاجتماعي والمعيشي كان وراء ذلك. فبعد أن كان قبلي تضامني أصبح هجينا مختلفا ، يفتقد للاندماج المجتمعي ، فضلا عن اختلاف أشكال التعبير وفقدان المعايير المنظمة لسلوك الأفراد وانتشار النموذج الاستهلاكي. من جهته أوضح أستاذ علم النفس بن بسعي محمد أن غياب النموذج المجتمعي ومواصفاته بسبب عدم التنسيق بين مؤسسات الدولة خاصة التربية والتعليم افرز هذا السلوك العنفي الذي يظهر كلما كانت هناك حركة احتجاج. لهذا انصب بيان أئمة ولاية الجزائر على ضرورة سد هذه الفجوة الخطيرة التي يتسلل منها تجار الأزمة الباحثين عن مآرب ومصالح لهم ترهن الاستقرار وتضع الأمن محل المساومة والهشاشة. ونوه محتوى البيان بالإجراءات المتخذة من طرف الدولة بعد الاجتماع الوزاري المشترك والتي كان لها الأثر الطيب.