في إطار زيارته إلى الصّحراء الغربية لتحريك المفاوضات بين المغرب والبوليساريو، تحادث المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية “هورست كوهلر” أمس مع “خطري أدوه”، رئيس الوفد الصحراوي المفاوض. جرت المحادثات بمخيّمات اللاّجئين الصّحراويّين، حيث استقبل المبعوث الأممي من طرف رئيس الوفد الصحراوي المفاوض بحضور “امحمد خداد” منسق جبهة البوليساريو مع المينورسو في الوقت الذي تعيش فيه الأراضي الصحراوية المحتلة تراجعا كبيرا في حقوق الانسان وسط قمع ممنهج لقوات المخزن للصحراويين العزل. تندرج هذه الزيارة الثانية من نوعها للمبعوث الشخصي للأمم المتحدة في إطار جهود المنظمة الأممية لتحريك المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليساريووالمغرب طبقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2414، الداعي الى عقد جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع. وفي ختام زيارته لمخيّمات اللاّجئين الصّحراويين، التقى كوهلر بالرئيس الصحراوي ابراهيم غالي، حيث أكّد في ختام اللقاء أن المباحثات التي أجراها مع الجانب الصحراوي مكّنته من جمع معلومات والتعمق في الصّعوبات المسجّلة في هذه القضية. وقال كوهلر في تصريح صحفي أمس، إنّ الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب يتوقّع التزام الهيئة الأممية بتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن من أجل إيجاد حل للقضية. وأضاف المتحدث أنّ ما خلص اليه حول مدة بعثة المينورسو في المنطقة هوفرصة لخلق ديناميكية وطريقة تفكير جديدة ونقطة تحول قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إيجاد حل يرضي طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريوويزيل عقبات التنمية في منطقة شمال افريقيا ككل. من جهته، أكّد الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي أنّ لقاءه مع المبعوث الأممي الخاص بالصحراء الغربية امتاز بالصراحة والوضوح من أجل البحث عن تطبيق توصية مجلس الامن الصادرة نهاية أفريل الفارط، والتي تنص على تنشيط المفاوضات بين طرفي النزاع لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير بكل حرية لاختيار مستقبله. وأضاف الرئيس الصحراوي أنّ مباحثاته مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة سلّطت الضوء على العراقيل التي تحول دون تطبيق القرارات الأممية ذات الصلة بالقضية الصحراوية، والبحث عن أنجع السبل من اجل تمكين هذه التوصيات من دخول حيز التنفيذ. وعلى هامش المباحثات التي جرت بين الوفد الصحراوي المفاوض والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل الصحراء الغربية، أكّد “خطري أدوه” رئيس الوفد الصحراوي المفاوض أن الجبهة تدعّم مساعي الأممالمتحدة الرامية الى تمكين الشعب الصحراوي من نيل حقه وإقرار حل عادل يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال. وأضاف المتحدث أنّ المغرب مطالب اليوم بأن يرفع كافة العراقيل من أجل العودة الى طاولة المفاوضات المباشرة مع البوليساريو “بنية خالصة وبدون شروط مسبقة”، حسب ما جاء في نص القرار الاممي رقم 2414. تجدر الإشارة إلى أنّ “هورست كوهلر” زار المنطقة شهر أكتوبر 2017 في إطار جولته الأولى من أجل بحث سبل إعادة طرفي النزاع لطاولة المفاوضات المباشرة والمتعثرة منذ سنة 2012، غير أنّ تعنّت المغرب وعدم انصياعه للقرارات الأممية والقرارات المنبثقة عن قمة الاتحاد الافريقي الأخيرة المنعقدة في “أديس أبابا” يبقى عائقا دون استئناف المفاوضات المباشرة، وتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصّحراء الغربية.