توّج المنتخب الفرنسي مساء أمس بكأس العالم 2018 للمرة الثانية في تاريخ المنافسة بعد فوزه في النهائي بملعب لوزنيكي بموسكوأمام نظيره الكرواتي بنتيجة 4 – 2 حيث كانت الفعالية بجانب أشبال المدرب ديدي ديشان الذين عرفوا كيف «يمتصون» مجهودات المنافس وتوقيع أربعة أهداف كاملة في هذه المباراة التي كانت من مستوى كبير وأهداف عديدة. عرف نهائي المونديال ندية كبيرة وسيطرة في اللعب من طرف المنتخب الكرواتي الذي حاول مباغتة الحارس الفرنسي هوغولوريس منذ البداية، واصطدمت محاولاته بدفاع مركز بقيادة أومتيتي.. لكن الهدف الأول في اللقاء سجل لصالح « الديكة « حين وقّع ماندزوكيتش ضد مرماه في الدقيقة 18. وتغيّرت المباراة وأصبحت مفتوحة أكثر حيث حاول الفريق الكرواتي تعديل النتيجة الذي وصل اليها في الدقيقة 28 من طرف الهداف بيريزيتش الذي أعاد الأمل لفريقه..قبل أن يعلن الحكم عن ضربة جزاء لصالح الفريق الفرنسي قبل نهاية المرحلة الأولى والتي سجل على اثرها غريزمان الهدف الثاني للمنتخب الفرنسي الذي استعاد أنفاسه وبدا يلعب بأكثر ثقة. وسارت الأمور على نفس المنوال في الشوط الثاني حين حاول مودريتش تنظيم حملات الفريق الكرواتي الذي سعى إلى تعديل النتيجة واللعب بأكثر ذكاء على الجناحين، لكن عمل المدافعين بافار وهيرنانديز من جانب الفريق الفرنسي حال دون وصول زملاء ماندزوكيتش إلى المرمى. «الديكة» أكثر فعالية... وفتحت مساحات كبيرة في وسط الميدان والتي استغلها ديشان لصالح فريقه الذي اعتاد على الحملات المعاكسة التي أتت أكلها في الدقيقة 59 عن طريق بوغبا بعد أخطاء متكررة من الدفاع الكرواتي الذي بدا متباطئا وغير قادر على مسايرة نسق الفريق المنافس الذي كان أحسن من الناحية البدنية. وتأثر المنتخب الكرواتي بتلقيه الهدف الثالث وتبعثرت أوراقه في الدفاع في بعض محاولاتزملاء جيرو، قبل أن يضيف مبابي الهدف الرابع للمنتخب الفرنسي في الدقيقة 65، وقدم خطوة اضافية ل»الديكة» في هذا النهائي المفتوح، عكس ما كان منتظرا كون المقابلات النهائية كثيرا ما تنتهي بالفوز بهدف وحيد. وفي الدقائق الأخيرة ارتكب الحارس الفرنسي لوريس خطأ كبيرا وسمح لماندزوكيتش بتوقيع الهدف الثاني لكرواتيا في الدقيقة 69.. وكان بمثابة جرعة أوكسجين لمودريتش وزملائه الذين حاولوا اضافة هدف أخر مباشرة بعد ذلك.. لكن الإرهاق كان باديا على محاولات تشكيلة المدرب داليتش، خاصة في ظل الإستراتيجية التي فرضها ديشان في وسط الميدان. صافرة الحكم الأرجنتيني كانت بمثابة الفرحة العارمة لبوغبا، مبابي، فاران...والخيبة الكبيرة لمودريتش، بيريزيتس، ماندزوكيتش.. إنها كرة القدم وكأس العالم اختارت الفريق الفرنسي الذي سار بخطى ثابتة وأثبت أنه الأحسن في هذه الدورة من حيث التنظيم فوق الميدان.. فقد كان أحسن من الناحية الدفاعية، وارتكز على لاعبين مميّزين في وسط الميدان، إلى جانب اعتماده على لاعبين يمتازان بالسرعة في الهجوم وهما غريزمان ومبابي. وتعود كأس العالم بعد 20 سنة للمنتخب الفرنسي الذي سبق له أن توج باللقب العالمي للمرة الأولى في عام 1998، فبعد جيل زيدان، دوساييه، بارتاز، بلان، تمكن جيل مبابي، بوغبا، بافار، أومتيتي من الفوز باللقب العالمي.. ويمكن القول أن دورة روسيا عرفت مفاجأت كبيرة ولم تكن العديد من النتائج المسجلة منتظرة من طرف الاختصاصيين، عندما تم اقصاء أغلب المرشحين لنيل اللقب على غرار البرازيل، الأرجنتين، اسبانيا، إلى جانب الفائز بدورة 2014 المنتخب الألماني.. كما أن « نجوم « عديدة غادرت المونديال بدون أن تقدم أشياء كبيرة أمثال ميسي، رونالدو، نيمار... مودريتش أحسن لاعب في الدورة ومباشرة بعد نهاية الدورة تم اختيار صانع ألعاب المنتخب الكرواتي لوكا مودريتش أحسن لاعب في الدورة بفضل إمكانياته الفنية المعتبرة وقيادته لفريقه إلى غاية تنشيط النهائي.. في حين نال مبابي لقب أحسن لاعب شاب في دورة روسيا كونه تألق بشكل كبير وعمره لا يتجاوز ال 19 سنة حيث يعد لاعب باريس سان جيرمان بمستقبل كبير.