احتشد عشرات الألوف من المحتجين في ميدان التحرير وسط القاهرة، في سادس يوم من احتجاجات الغضب العارمة وسط إصرار المتظاهرين على إسقاط النظام الحاكم في مصر، فيما يواصل الجيش نشر قواته بكثافة منذ صباح أمس خاصة في القاهرة لضبط الأمن بعد انتشار عمليات سلب ونهب. وقد انتشر الجيش بشكل مكثف وواسع منذ صباح امس بالقاهرة ومدن أخرى لضبط الأمن، وتمركزت دبابات للجيش منذ الصباح على مداخل الجسور الرئيسية. كما أقامت قوات الجيش حواجز وحلقت مروحيات في سماء القاهرة في إطار مساعي ضبط الأمن، لكن لا يعلم ما إذا كان الجيش سيمنع وصول المتظاهرين إلى الساحات العامة. واستيقظت القاهرة صباح أمس على مشهد شوارعها بالمتاجر المنهوبة والسيارات المحروقة ورائحة الإطارات المشتعلة. وذكر مراسلو الجزيرة في كل من القاهرةوالإسكندريةوالسويس ومصادر صحفية في الإسماعيلية أن هذه المدن شملت أعمال نهب وسلب واسعة تصدى لها عناصر اللجان الشعبية وسلم العشرات من البلطجية للجيش. في غضون ذلك تدفق آلاف المحتجين المصريين في سادس أيام احتجاجات الغضب. وقال الصحفي منير أديب للجزيرة من ميدان التحرير: إن حشود المتظاهرين بدأت تتجمع بكثافة في الميدان، متوقعا أن يصل عددهم إلى مئات الآلاف. وردد المتظاهرون حسني مبارك عمر سليمان كله عميل للأميركان، مشيرين لقرار تعيين رئيس المخابرات نائبا للرئيس في أول قرار من نوعه منذ تولى مبارك الرئاسة قبل 30 عاما. كما هتف المحتجون يا مبارك يا مبارك الطيارة في انتظارك. وانضم مئات القضاة لآلاف المحتجين بميدان التحرير وسط العاصمة المصرية. وجاء ذلك وسط أنباء عن إجلاء وزير الداخلية المصري السابق حبيب العادلي إثر محاصرة مبنى وزارة الداخلية وإطلاق نار كثيف. كما تجمع آلاف المحتجين أمام مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية استعدادا لتشييع جنازة ثلاثة قتلى سقطوا في المظاهرات التي شهدتها المدينة يوم الجمعة الماضي. واندلعت مناوشات بين مئات المحتجين وقوات الأمن قرب مقر الحزب الوطني بمحافظة أسيوط بصعيد مصر. وفي مدينة السويس بدأ تحرك المتظاهرين أمس باكرا للتجمع في الساحات وذلك بعد عمليات كر وفر بين أفراد اللجان الشعبية وعناصر من البلطجية حتى وقت مبكر من الصباح. وتوقعت مصادر صحفية تصاعد الاحتجاجات في القاهرةوالإسكندريةوالسويسوالإسماعيلية مع تشييع جنازات عشرات القتلى ممن سقطوا في التظاهرات. وقد بث التلفزيون المصري صورا للرئيس حسني مبارك وهو يزور مركز عمليات القوات المسلحة وإلى جواره نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان ووزير الدفاع حسين طنطاوي ورئيس هيئة الأركان سامي عنان. من جهتها دعت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية النائب العام في مصر إلى فتح تحقيق فوري في قيام قوات الأمن ومن سمتها مليشيات مسلحة من الحزب الحاكم بقتل 119 مصريا يوم الجمعة فقط بينهم 18 طفلا وإصابة أكثر من 3745 شخصا واختفاء 416 مصريا بينهم 14 امرأة. وفي بيان لها أكدت الشبكة أن ما حدث الجمعة كان جرائم ضدّ الإنسانية يُحاسَب المسؤولون عنها وفق القانون الدولي وأنها ستبدأ حملة لملاحقة الجناة.