يتمّ سنويا رمي أطنان من الخبز في المفرغات، وهي كميّة هائلة وتدلّ على تبذير هذه المادة التي لا تخلو منها أي طاولة جزائرية، حيث من غير المعقول تصوّر تناول أي طبق دون إرفاقه ولو بقطعة صغيرة من الخبز. انه من أهمّ المواد الغذائية الأساسية لدى الفرد الجزائري، الذي لا يعرف كيف يشتري باعتدال عندما يقصد مخبزة، حيث تغريه رائحة الخبز الزّكية ومختلف الأنواع والأشكال والألوان، فيحتار و تدفعه حيرته إلى اقتناء ما لا يستهلك منه إلا جزءا قليلا، لينتهي الجزء الآخر في المزابل بين القمامة. وفي هذا الصدد نقلت ‘الشعب' انطباعات مواطنين اجمعوا على ضرورة محاربة التبذير والتحلي بعقلانية الاستهلاك.وقالت الأستاذة صارة ل«الشعب» :« من الواضح أن المستهلك الجزائري لم يعد يعرف كيف يضبط نفسه، ووصل به الأمر أن أصبح ضحية الإفراط والإسراف». وأضافت صارة:» يتجلى الإسراف بوضوح من خلال الأكياس التي تفيض بالخبز الجاف وحتى الطازج، التي توضع أو بالأحرى ترمى على السّلالم وعدّادات المياه أو الكهرباء، والجسور وباقي الأماكن التي تتحوّل إلى مساحات مفتوحة تُودع فيها بقايا الخبز، ويعزى السبب لهذه الظاهرة المنبوذة التي تتنافى وتعاليم ديننا الحنيف، إلى النوعية الرديئة لهذه المادة الإستراتيجية القاصرة في نظره، حيث تتحوّل الخبزة إلى خبزة شبه مطاطية بمجرد مرور بعض الوقت على شرائها'. في حين يرى عليمي من جمعية حماية المستهلك «أنّ السّبب الكامن وراء هذه العادة، يتمثل في سعر الخبزة الذي يبقى منخفضا مقارنة بسعره الحقيقي، ومن الجدير التّذكير أن الاتحادية الوطنية للخبّازين قد سبق أن قامت بالمطالبة بمراجعة أسعار الخبز، قصد مواجهة جميع المصاريف التي يتكبّدها الخباّزون، والتي دفعت عددا كبيرا منهم إلى إغلاق محلّاتهم و تغيير مهنتهم» على حد تعبيره. ومن الصّعب التخلّص من العادات السّيئة عندنا، حيث يكفي معرفة أن الجزائر تأتي، وفقا للإحصائيات التي مسّت 120دولة، في طليعة البلدان الأكثر تبذيرا للخبز، والسؤال الذي يطرح نفسه ألم يحن الوقت بعد لمكافحة التبذير وإحساس الجميع بمسؤوليته، إزاء هذه الظاهرة ونحن في زمن غلاء المعيشة الذي يتعذر تجنبه؟ وفي جميع الأحوال، أصبح من الضّروري تعميم حملات تحسيس المستهلك حول آثار التّبذير، قصد ترشيد الاستهلاك والحدّ من هذه الآفة التي لم تكفّ عن التّفاقم والتي اتّخذت أبعادا مثيرة للقلق.