وصل إلى اليوم عدد الدول المشاركة في تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011 إلى 29 بلدا إسلاميا عضوا في منظمة الإيسسكو، إضافة على 12 دولة غير المنضوية في إطار المنظمة، وسيكون الافتتاح الرسمي للعرس الثقافي الكبير الذي ستحتضنه الجزائر هذه السنة في 16 أفريل القادم المصادف ليوم العلم، وقبلها بيوم يكون هناك افتتاح شعبي بشوارع تلمسان، في تنطلق بعض الفعاليات الوطنية بمناسبة المولد النبوي الشرفي في 15 فيفري الجاري. أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي، على هامش أول ندوة صحفية تعقدها بمناسبة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011، أن التظاهرة تعد فرصة ثمينة لإعادة بعث الإبداع الفني والثقافي عند المبدعين الجزائريين في جميع مجالات الفن، الثقافة والفكر، من خلال دعم وتشجيع الإنتاج الفني والثقافي، الذي لا تنطفئ شعلته بانتهاء التظاهرة، مضيفة أنه ''ستكون انطلاقته الجديدة نحو أفق إبداعي أوسع وأرحب، مثلما كان عليه الحال بعد انقضاء تاريخ الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007، والذي لا تزال إلى اليوم نلمس استمرارية الروح التي بعثتها في نفوس المبدعين والمثقفين''، كما تحدثت تومي عن الأسباب التي اختيرت من أجلها تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية لهذه السنة، حيث تعتبر تلمسان جسرا لأهم الفترات والمراحل الإسلامية، فهي تملك تاريخ متميز وتزخر بتراث عمراني يمثل أغلب المراحل الإسلامية، وتعتبر تلمسان أو كما تعرف بعاصمة الزيانيين من أهم المدن العريقة بالجزائر وهي تضم حوالي 80 في المائة من التراث والعمران الإسلامي الجزائري، أما عن فكرة العواصم الثقافية فقد بينت وزيرة الثقافة أنها تمخضت عن المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية الذي نظمته الأممالمتحدة في المكسيك سنة 1982، والذي يحث على تشجيع وتثمين الحوار الثقافي بين الشعوب. وضع المنظمون لهذه التظاهرة الثقافية موعدين للافتتاح، الأول حفل شعبي ستشهده الشوارع الكبرى لمدينة تلمسان، من خلال مواكب فلكلورية تستعرض عبر الشوارع، والثاني افتتاح رسمي على شكل حفل فني ثقافي ضخم وفق مقاييس عالمية، كما ستكون هناك فعاليات وطنية تنطلق بعد عشرة أيام حيث تتزامن والمولد النبوي الشريف المصادف ل15 فيفري الجاري، والشيء الجديد الذي انفردت به الجزائر والتي تعد الأولى في تاريخ العواصم الثقافية الإسلامية هو مشاركة دول ليست أسلامية لكنها تحتوي على أقليات من المسلمين أهمها الصين، الهند، اسبانيا، البرتغال وغيرها. تطرقت تومي إلى برنامج العرس الثقافي، فبالإضافة إلى الافتتاحين السابق ذكرهما والفعاليات المزمع انطلاقها 15 فيفري الجاري، سوف يتم عقد مؤتمر لوزراء الثقافة للدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة''الايسيسكو'' خلال الفصل الثالث من هذا العام، إضافة إلى 12 ملتقى يجمع الخبراء الجزائريين وخبراء من العالم لمناقشة التاريخ والفن والأدب ذات صلة بحاضرة تلمسان، حيث وضع لكل ملتقى محافظ ولجنة علمية، أما المهرجانات الثقافية والتنشيط الجواري فستعيش كل من مدينة تلمسانوالولايات المجاورة لها على مدار السنة على وقع المهرجانات الوطنية والدولية والجولات الفنية، وبهذا يكون الجمهور على موعد مع برنامج كثيف ومتنوع يجمع عدة تخصصات فنية، منها ثمانية مهرجانات، عرض 200 حفل فني موسيقي على مدار السنة موزعة على الولايات التسع المجاورة لتلمسان، وبرمجة ألف فنان ومؤدي وموسيقي في كل الطبوع الموسيقية الجزائرية،إضافة إلى عشرة معارض، ستكون فرصة للتمتع بأشياء وموضوعات متنوعة ومثيرة للاهتمام، كما سيكون للكتاب نصيب في البرنامج المسطر للتظاهرة، حيث سيتم على الأقل نشر 365 عنوانا، تركز بصفة اكبر على التاريخ والتراث المادي واللامادي لتلمسان. أما برنامج السينما فقد تم إعداد برنامجا مهما، يشمل 48 فيلما وثائقيا جديدا حول تاريخ، ثقافة، تراث، وأعلام تلمسان، وكذا أفلام خيالية، مع برمجة 19 مسرحية تم إخراجها من طرف المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، والمسارح الجهوية، والتعاونيات الخاصة، حيث سيتم عرض المسرحيتين الأولتين على الجمهور في فيفري الجاري. ستكون مناسبة''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011 فرصة سانحة لانجاز وإصدار طبعة مرموقة بزخرفة فاخرة جميلة للقرآن الكريم تسمى''المصحف الرودوسي''، الذي يعود إلى بداية القرن العشرين، والذي كتب بالخط المغاربي من طرف الجزائري محمد صفاتي، رحمه الله، وكذا مصحف الخطاط شريفي، عميد الخطاطين الجزائريين، والذي كتب بالخط النسخي.