تشهد ولاية تمنراست خلال هذه الأيام تواصل تساقط الأمطار، بعد أن كانت البداية مع نهاية الشهر المنصرم جنوب عاصمة الولاية بعين قزام الحدودية، لتشمل مختلف المناطق الأخرى، حيث عرفت 24 ساعة الأخيرة صدور نشرية خاصة من مصالح الأرصاد الجوية، بتساقط أمطار غزيرة على شمال الولاية، والتي فاقت معدل 30 ملم مما أدى إلى سيلان العديد من الأودية بعاصمة الأهقار. أكد مدير الحماية المدنية بالنيابة لولاية تمنراست، المقدم محمد حمداني في تصريح “للشعب” أن مصالح الحماية المدنية، وعلى إثر صدور النشرية الخاصة قامت بإتخاذ جميع التدابير وتسخير الوسائل المادية والبشرية تحسبا لأي طارئ، وهذا إنطلاقا من تقديم النصائح والإرشادات على مستوى وسائل الإعلام المحلية، للمواطنين من أجل تجنب مناطق الخطر من مجاري وديان وبرك مائية. في هذا السياق أضاف المتحدث، أن مصالحه ومع ظهيرة يوم أمس تلقت إتصال يفيد بوجود فتاتين تترواح أعمارهم ما بين (17/18) سنة على التوالي عالقتين بواد المنطقة السياحية المسماة (تاغلالت)، أين تم التدخل من أجل إنقاذهم،رفقة شاب أخر ذو 22 ربيعا تدخل من أجل إنقاذ الفتاتين، ليتم إنتشال الفتاتين بعد وصول عناصر الحماية المدنية وتقديم الإسعافات الأولية لهم بعين المكان ونقلهم للمؤسسة العمومية الإستشفائية مصباح بغدادي، أين تم تأكيد الوفاة، في حين تم إنتشال جثة الشاب الذي حاول إنقاذ الفتاتين. كما قامت ذات المصالح بتدخل أخر في منطقة قريبة من الأولى والمسماة (تانغاكلي) من اجل إنقاذ طفل ذو 07 سنوات، جرفته سيول الواد، والذي لا يزال جاري البحث عنه إلى حد الأن. وأضاف مدير الحماية المدنية بالنيابة، أن مصالحه بحلول الساعة 22 ليلا، سجلت عملية إنقاذ لشخصين كانا على متن سيارة رباعية الدفع من نوع طويوطا (هيلكس) بواد (تيولاوين) بقرية سيلسكن 60 كلم عن عاصمة الولاية،و هذا بعد أن قامت مصالح الحماية المدنية بإستعمال جسر من الحبال و الوصول إليهم ليتم نقلهم للمستشفى بعاصمة الولاية، كما تمكنت في نفس السياق عناصر الإطفاء من إنقاذ شخص أخر نصف ساعة عن العملية الأولى، ببلدية أبلسة 100 كلم عن عاصمة الولاية، ليتم تسجيل خلال 24 ساعة الأخيرة 03 عمليات إنقاذ، و 03 وفيات، وشخص في عداد المفقودين. إيفاد خلية إلى عين قزام وعرفت الولاية المنتدبة الحدودية عين قزام، بعد تشكيل خلية الأزمة التي أعلن عنها وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، ومنذ الصباح الباكر لنهار اليوم تجدد تساقط الأمطار غزيرة، والتي بلغت نسبة تساقطها حسب مصادر “الشعب” من مصالح الأرصاد الجوية 52 ملم، لتتجاوز النسبة الأولى، مما أثار هلع السكان حسب اتصالنا بأحد المواطنين من عين المكان. تأتي هذه الأمطار حسب محمد حمداني، بعد انتهاء العملية الأولى التي انطلقت منذ نهاية الشهر المنصرم وإلى غاية يوم أمس، والتي عرفت تدخل أفراد الجيش الوطني الشعبي رفقة عناصر الحماية المدنية، والتي مكنت بعض المواطنين بحي الريفي الغربي العودة إلى مساكنهم البالغ عددهم 35 مسكن، مما يحتم تجديد حالة التأهب حيث سيتم إرسال فرق دعم أخرى إلى الولاية المنتدبة الحدودية، مؤكدا عدم تسجيل أي خسائر مادية أو بشرية إلى حد الساعة بالمنطقة الحدودية. وفي خطوة ل “الشعب” الوقوف على الوضع أخذ أراء المواطنين بالمنطقة الحدودية، حاولنا الاتصال بمصادرنا، إلا أنه تعذر علينا ذلك لانقطاع شبكات الاتصال، مما جعل المنطقة منعزلة عن العالم الخارجي. تفعيل مخطط الإسعافات، ورفع حالة التأهب كشف المقدم محمد حمداني، أن السلطات المحلية وعلى رأسهم والي الولاية دومي جيلالي، وفي خطوة من أجل رفع حالة التأهب تحسبا لأي طارئ، وخلال اجتماع ضم كل القطاعات تم تفعيل مخطط تنظيم الإسعافات الولائي، ووضع روؤساء المقاييس في حالة إنذار رقم واحد، وهذا بتحضير وتسخير كل الوسائل البشرية والمادية لمواجهة أي طارئ، بناءا على النشرية الصادرة من مصالح الإرصاد الجوية. وجدير بالذكر أن بلدية تين زواتين الحدودية، عرفت يوم الجمعة المنصرم تسجيل حالتين غرق لطفلين في المنطقة المسماة (تين الهوى) ليرتفع عدد ضحايا الوديان منذ تساقط الأمطار، 05 حالات وفاة، وحالة مفقودة.