يختتم ليلة اليوم الميركاتو الصيفي في الجزائر، الذي عرف نشاطا كبيرا منذ نهاية الموسم المنقضي، وكما جرت عليه العادة فإن مجمل فرق الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بقيت وفية لتقاليدها في عملية الاستقدامات تحسبا للموسم الكروي (2018 – 2019)، الذي ستعطى إشارة انطلاقه يوم الجمعة المقبل من ملعب الشهيد «حملاوي» بقسنطينة. رغم اختلاف ميزانيات أندية الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، تنافست كل فرق النخبة لجلب خيرة اللاعبين الذين بإمكانهم تقديم الإضافة بمناسبة الموسم الكروي الجديد لتحقيق أهداف كل فريق، ورغم الأزمة المالية الخانقة التي يتخبط فيها جل الفرق، وديونهم المتراكمة وتهديدات الرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم والاتحادية الجزائرية بعدم تأهيل اللاعبين، إلا أن فرق المحترف الأول ضربت عرض الحائط توصيات الهيئات المسؤولة وكذا مبدأ استقرار التعداد واتخذت قرار التنافس على اللاعبين، وهو ما قد ينعكس على نتائجها الفنية خلال الموسم الكروي الداخل. الرقم القياسي في عدد الاستقدامات حطمه الوافدين الجدد إلى الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، ويتعلق الأمر بكل من نادي أهلي برج بوعريرج وأمل عين المليلة ومولودية بجاية، فالأول عاد إلى قسم الأضواء بعدما قبع في المحترف الثاني لمدة أرابعة مواسم كاملة، وقام بانتداب 17 لاعبا كاملا من أجل دخول الموسم الكروي (2019 -2020) بكل قوة واللعب على ورقة البقاء لتفادي العودة إلى النقطة الصفر، فيما عاد الثاني إلى المحترف الأول بعدما فارقه منذ موسم (2001 – 2002) وتخبط في جحيم الأقسام الدنيا طيلة 16 سنة كاملة ولا يريد العودة إلى الأسفل، فيما تمكّن الثالث من العودة إلى مكانه بعد موسم وحيد من السقوط إلى المحترف الأول، وسيبحث عن دخول المنافسات المحلية بقوة، وهو ما يجعل احتمال المفاجأة واردا من قبل هذه الأندية خلال الموسم الكروي. شباب بلوزداد الذي عرف نزيفا حادا خلال الميركاتو الصيفي، بتنقل كل كوادره إلى فرق النخبة بسبب الأزمة المالية الخانقة التي يتخبط فيها منذ أزيد من 3 سنوات والتي تفاقمت الموسم المنقضي، وجعلت لجنة فض النزاعات تسرح كل اللاعبين الذين راسلوها بسبب عدم تسديد مستحقاتهم العالقة، وضعية اضطرت إدارة الشباب إلى استقدام 15 لاعبا خلال الميركاتو الصيفي، وسط تخوف كبير من أنصار النادي على مصير فريقهم هذا الموسم من شبح السقوط إلى جحيم المحترف الثاني مع إدارة لم تجد الحلول لمشاكلها المتراكمة. في نفس السياق، العملاقان وفاق سطيف وشبيبة القبائل لم يستثنيان على القاعدة، حيث فضّل الأول تدعيم صفوفه بوجوه معروفة في البطولة الوطنية بلغ عددها 12 لاعبا، على غرار ثنائي بلوزداد (لاكروم ودراوي) بالإضافة إلى الهداف «بوقلمونة» والظهير الأيسر للكناري «هواري فرحاني»، فالوفاق الذي خيب آمال أنصاره الموسم المنقضي بعدما فوّت على نفسه الحفاظ على لقب البطولة وأنهى البطولة في المركز الثامن، ولم يتمكّن حتى من الذهاب بعيدا في منافسة كأس الجمهورية، أراد العودة للواجهة هذا الموسم بحلة جديدة، خصوصا أنه ينوي المجابهة بقوة على لقبي كأس رابطة الأبطال الإفريقية وكأس الأندية العربية البطلة بالإضافة إلى خطف لقب محلي وحيد على الأقل، ويبدو أن الوفاق استعاد بريقه مع بداية الموسم بعدما تمكن من تضييق الخناق على مولودية الجزائر مقلصا الفارق في الترتيب العام لدور المجموعات من رابطة الأبطال إلى نقطة وحيدة، فيما تمكن من اقتطاع ورقة التأهل إلى الدور ال 16 من البطولة العربية أمام نادي العين الإماراتي. أما الفريق الثاني شبيبة القبائل، بعدما أنقذ موسمه بأعجوبة وجانب السقوط إلى المحترف الثاني، قررت إدارة «ملال» القيام بثورة كبيرة على مستوى التشكيلة، باستقدامها 12 لاعبا مميزين في مقدمتها الحارس «عبد القادر صالحي» وزميله «أمير بلايلي»، وقائد نادي بارادو «بن خليفة»، بغية إعادة هيبة الكناري ولعب الأدوار الأولى. مولودية الجزائر، وعلى غير العادة قلّل من نفقاته خلال الميركاتو الصيفي، واقتصرت انتداباته على 8 لاعبين فقط مقارنة بالمواسم الماضية، حيث تمكّنت الإدارة من التجديد لغالبية العناصر، كما سرّحت اللاعبين المتقدمين في السن والذين مرّوا جانبا الموسم المنقضي على غرار الحارس «فوزي شاوشي» والظهير الأيسر «إبراهيم بدبودة»، وتمكّنت من الحفاظ على نواة الفريق والطاقم الفني لأول مرة منذ سنوات، لكنها بالمقابل لم تقم باستقدامات مدروسة ونوعية، ما قد لا يكون في صالح التشكيلة العاصمية التي ستخوض 4 منافسات كاملة هذا الموسم. في المقابل، يبقى نادي بارادو الاستثناء في البطولة الوطنية، حيث أكد الفريق مرة أخرى بأنه يعتمد على سياسته التكوينية، بعدما تمكن من إعارة عدد كبير من اللاعبين في البطولة ومنهم من توجه نحو الاحتراف، يتقدمهم «الملالي» الذي أعير إلى نادي أنجي الفرنسي، و»بن خليفة» إضافة إلى «بن يوسف» إلى شبيبة القبائل فيما تمكن ذات الفريق من شراء عقد «المؤذن»، وأعارت إدارة بارادو «عروس» إلى مولودية الجزائر وجدّدت إعارة «بن غيث» إلى إتحاد العاصمة بالإضافة إلى عدد آخر من اللاعبين، وهو ما سيسمح للأكاديمية من بعث مشوار أصاغر الفريق هذا الموسم، الذين سيتهافت عليهم كبار البطولة بداية من الموسم المقبل. الانتقالات التي قامت بها فرق المحترف الأول خلال هذا الميركاتو، كانت لتقليل ضغط الشارع الرياضي وبمثابة ذر الرماد في أعين الأنصار، لكنها ستكون ورقة مربحة مع بداية الموسم لرؤساء الأندية، للتأكيد بأن الفريق يتواجد في مرحلة البناء ويحتاج لبعض الأسابيع من أجل تحقيق الانسجام بين اللاعبين، لتبرير إخفاقات محتملة مع بداية الموسم.